عربيات ودوليات >أخبار دولية
تطوّرات سياسية وعسكرية تحكم العلاقات الروسية – الإسرائيلية
تطوّرات سياسية وعسكرية تحكم العلاقات الروسية – الإسرائيلية ‎الأحد 24 02 2019 18:26
تطوّرات سياسية وعسكرية تحكم العلاقات الروسية – الإسرائيلية

جنوبيات

 

تسلكُ العلاقات الإسرائيلية – الروسية تاريخياً مساراً متأرجحاً غير مستقرّ، وهذا المسار استمرّ في خضمّ الأزمة في سوريا لا سيّما من خلال الإحتكاكات المباشرة أو غير المباشرة التي تحدث بين الطّرفين والتي كان آخرها تسبّب إسرائيل بإسقاط طائرة روسية من قبل الدفاعات الجوية السوري "عن طريق الخطأ"، وتفعيل روسيا لمنظومتها الدفاعية "إس – 300" في سوريا.

وكان مفترضاً بأن يقوم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بزيارة إلى موسكو الأسبوع الماضي للقاء الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، إلا أنّ هذه الزيارة تمّ تأجيلها لأسباب قيل إنّها مرتبطة بمعركة نتنياهو في الداخل، لكنّه سيقوم بهذه الزيارة خلال الأسبوع المقبل. 
وفي هذا السياق، اعتبر الجنرال الإسرائيلي إيلي بن مائير أنّ نتنياهو مطالب بالحفاظ على التواصل مع بوتين، "لأن روسيا موجودة في المنطقة كي تبقى فيها، وتزيد من تدخلاتها في مشاكل الشرق الأوسط، الأمر الذي يتطلب من إسرائيل زيادة التنسيق الأمني معها، بدون أن تظهر في نظر الأميركيين كما لو تحولت إلى قوة موالية للروس".

وأضاف بن مائير، في مقاله بصحيفة "معاريف" الإسرائيلية أنّ "المنطقة المحيطة بإسرائيل تشهد حالة من التوتّر والحساسية غير المسبوقة، الأمر الذي يترك آثاره على المصالح الإستراتيجية لإسرائيل: سلباً أو إيجاباً".
 
وأشار إلى أنّ "العلاقات الروسية - الإسرائيلية يجب أن تتوثّق في ضوء جملة تطورات سياسية وعسكرية متلاحقة، أولها إعادة سيطرة الدولة السورية على المناطق التي كانت بحوزة المعارضة وتنظيم "داعش"، من خلال تحالف سوريا مع إيران و"حزب الله" والمجموعات التابعة لهما، وثانيها بدء استقرار نظام الرئيس السوري بشارة الأسد في دمشق، وثالثها إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب انسحاب قوات بلاده من سوريا".

 وأوضح بن مائير، وهو الرئيس الأسبق لشعبة الأبحاث في جهاز الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية "أمان"، أنّ "التطور الرابع يكمن في التوتّر القائم بين تركيا والأكراد السوريين، وخامسها زيادة النفوذ الإيراني و"حزب الله "في أجزاء من الدولة السورية، وسادسها مواصلة الجهود الإسرائيلية العلنية لكبح جماح التواجد الإيراني وقواعدها العسكرية في سوريا، ومنع نقل الأسلحة من إيران لـ"حزب الله" من خلال الأراضي السورية".

أمّا على الصعيد الاستراتيجي، فاعتبر أنّ "فإنه من دواعي الأسف الإسرائيلي أن روسيا والولايات المتحدة لا تستطيعان أن تمنعا إيران كلياً من إلغاء قواعدها العسكرية في سوريا، لكنّهما قادرتان على القيام بوضع الصعوبات أمامها، وإجبارها على العمل بقوة أخف ومستوى أقل، خاصة من قبل موسكو، كما أن الهجمات الإسرائيلية تضر هي الأخرى بالجهود الإيرانية وحلفائها داخل سوريا، وتعمل على إعاقة تحركاتهم وجهودهم العسكرية".

وأشار بن مائير، الذي يعمل اليوم رئيساً لشركة "سايبر" الأمنية، إلى أنّ "الحقيقة يجب أن تقال أن كل ذلك ليس كافياً، ولا يمس بصورة مباشرة بالتوجه الإيراني بعدم الاستمرار في الأراضي السورية، في ظل حالة الاحتكاك العسكري والسياسي بين إسرائيل وروسيا، الذي يزداد مع مرور الوقت على خلفية العمليات الميدانية لسلاح الطيران الإسرائيلي في الأجواء السورية".

وسرد الكاتب جملة أسباب تزيد من حدة التوتر الروسي الإسرائيلي، من أهمها "إسقاط الطائرة الروسية داخل سوريا، ونقل منظومات الدفاع الجوي الروسية إس300 للجيش السوري، والتسريبات الإسرائيلية عن محاولات روسية للتدخل في الانتخابات القادمة؛ عبر التأثير على الرأي العام الإسرائيلي من خلال شبكات التواصل الاجتماعي".

وختم بالقول إن "أوجه الخلاف الأخرى بين موسكو وتل أبيب تتجلّى حول مدى الحاجة إلى استقرار النظام السوري، بجانب العلاقات الوثيقة بين إسرائيل والولايات المتحدة، بما قد يثير مخاوف الروس".