عام >عام
250 شخصية لبنانية وعربية واسلامية في افطار "دار الندوة"
250 شخصية لبنانية وعربية واسلامية في افطار "دار الندوة" ‎السبت 1 06 2019 19:37
250 شخصية لبنانية وعربية واسلامية في افطار "دار الندوة"

جنوبيات

 بحضور اكثر من 250 شخصية لبنانية وعربية واسلامية، سياسية وبرلمانية وديبلوماسية واعلامية وثقافية اقامت (دار الندوة) افطارها السنوي في فندق الكومودور حيث كان السيد  علي فضل الله كان  ضيف الافطار رئيس مؤسسات المرجع السيد محمد حسين فضل الله (رحمه الله) بحضور الشيخ خلدون عريمط  ممثلا مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ عبد اللطيف دريان، النائب فريد البستاني ، المنسق العام لتجمع اللجان والروابط الشعبية  معن بشور، رئيس المنتدى القومي العربي د. صلاح الدباغ، وممثلون عن الوزراء جبران باسيل والحاج محمود قماطي،  بوسف بو عبود ممثلا النائب انطوان حبشي،  والدكتور سامر ممتاز ممثلا  رئيس حزب الكتائب النائب سامي الجميل،عدد من الوزراء والنواب الحاليين والسابقين، ووزراء  وشخصيات سياسية وديبلوماسية يتقدمهم السيد عباس زكي، وسفير فلسطين في لبنان اشرف دبور، والمستشار السياسي في سفارة الجمهورية الاسلامية الايرانية  حسن خليلي، وممثلون عن  قائد الجيش ومدير عام الامن العام اللواء عباس ابراهيم.وممثلون عن الاحزاب والفصائل اللبنانية والفلسطينية.

          وحضر ايضا اعضاء اللقاء اللبناني الوحدوي، والحملة الاهلية لنصرة فلسطين وقضايا الامة،  واعضاء اللجنة التنفيذية للمنتدى القومي العربي، وتجمع اللجان والروابط الشعبية .

وكان في استقبال الحاضرين اعضاء من مجلس ادارة "دار الندوة"

حجازي

          بداية رحب المنسق الاعلامي ديب حجازي بالحضور وقال لقد دأبت "دار الندوة" على اقامة افطار شهر رمضان المبارك منذ نشأتها في دارها اما اليوم اذ تعتز بان يكون ضيف افطارها السيد علي فضل الله.

مرهج

  ثم تحدث الوزير السابق بشارة مرهج (رئيس مجلس ادارة دار الندوة)، فقال: باسم اسرة دار الندوة – دار الحوار والعروبة والديمقراطية – أرحب بكم جميعاً في حفل الأفطار الذي تعودنا ان نقيمه سنويا في هذا الشهر الكريم للتواصل مع الاصدقاء والتداول في القضايا التي تشغلنا جميعاً في هذه الايام التي تتوالى فيها الاعتداءات على الامة وخصوصا على فلسطين حيث يتلاقى كيان الاحتلال الصهيوني مع الادارة الامريكية في محاصرة الشعب الفلسطيني والتضييق عليه بكل الوسائل لشل ارادته في الصمود ودفعه الى التخلي عن اهدافه المشروعة والتسليم بالفتات الاقتصادي تحت عنوان صفقة القرن.. هذه الصفقة المستفيدة من ضعف النظام العربي الرسمي وتواطؤ بعض اطرافه وتجاهلهم حقوق الشعب الفلسطيني وتناسيهم القدس التي لها منزلة خاصة في الكتب السماوية ولا سيما القرآن الكريم الذي اعتبرها واكنافها اراض مقدسة مما يلزم المؤمنين جميعا الذود عنها والحفاظ على كينونتها، ويحرم عليهم التخلي عنها او مبادلتها تحت اي ظرف... وهي المرصعة بصروح دينية مسيحية واسلامية تنضح بالحقيقة وعبق التاريخ وفي مقدمها المسجد الاقصى وكنيسة القيامة  صروح تروي حكايات الدهور وتنطق بحق يتسامى على مزاعم اللئام، وتروي ظمأ الانسان للطمأنينة والسلام.

          واذ ينتظر اصحاب الصفقة نهاية شهر رمضان الكريم للشروع بتنفيذ مشروعهم الجهنمي فان الشعب الفلسطيني ومعه أحرار العالم من اشقاء واصدقاء يتصدى للصفقة ويعلن رفضه لها...  رفضه للاذلال والاحتلال وكل اشكال التواطؤ والحصار، معلناً تمسكَه بحقوقهِ كاملةٍ وإصرآره على النضال على تخوم غزة الحرة وداخل القدس المكبلة وكل ارض فلسطينية محتلة من الناصرة الى الخليل ومن النقب الى الجليل حتى يندحر الغزاة .

          ونحن اذ نلتقى في رحاب رمضان وتحت ظلاله الشريفة يشرفنا في هذه الامسية اليوم من امسيات رمضان شهر الخير والتفكير بالغير، شهر العطاء والبركة، شهر التراحم والتكافل شهر الصوم والصلاة، يشرفنا ان نرحب بسماحة العلامة السيد على فضل الله رائداً للفكر النير وصاحبا للرأي السديد وداعية للوحدة بين اللبنانيين والعرب والمسلمين العلاّمة الحريص على مصلحة اهله وشعبه وأمته، الامين على استكمال الرسالة التي حملها والده الراحل الكبير سماحة العلامة السيد محمد حسين فضل الله رسالة المحبة والاعتدال والتنوير، رسالة الاسلام الواثق النابض بالخير لكل العالمين.

          وكم نحن بحاجة اليوم في زمن التردد والانقسام والمحاصصة حيث للفساد سطوة، وللتملق حظوة، وللانعزال سلطة، كم نحن بحاجة الى استعادة الافكار الجامعة والمواقف الرشيدة للراحل الكبير سماحة العلامة محمد حسين فضل الله صاحب الوجه المشرق والمواقف النبيلة التي يذكرها اللبنانيون باعتزاز لمن قاوم الاحتلال بجرأة، وتصدى للغلو والتطرف باقتدار دون ان تؤثر فيه محاولات الغدر والقتل التي تتالت عليه لاسكات صوته الصادق وعرقلة مسيرته الرائدة في تعزيز قيم العدالة والاعتدال وبناء المؤسسات الاجتماعية والمنارات التربوية وخدمة الفقراء والمحتاجين ونبذ العصبيات الفئوية والتوحد حول القضايا الاساسية وتجنب الغرق في الاشكالات الجانبية.

          واذا كنا نؤمن بالنقد ونعتبر ان من حق الناس ان ينتقدوا قياداتهم كما كان يدعو سماحة السيد الراحل فاننا مثله ايضا نميز بين النقد الموضوعي الصادق وبين النقد الذي ينطق بالاغراض والهوى ومن هنا فاننا مع سوانا من  الحريصين على مبادئ الحرية والديمقراطية  نرفض وندين الاساءة لشخص سماحة العلامة الراحل صاحب  الروح السمحة والاخلاق الرفيعة  الذي قدم الكثير لصون مبدأ الحوار وتعزيز الوحدة الوطنية وتكريس مسيرة العلم والحداثة وكلها قيم يستلهمها لبنان اليوم للمضي في طريق المقاومة والاصلاح والعدالة.

السيد فضل الله

          ثم تحدث سماحة السيد علي فضل الله  فقال: ان الحضور في دار الندوة في هذا الشهر المبارك الذي نريد لقيمه في التواصل والوحدة والرحمة والمحبة ان تنعكس في قلوب الجميع وعقولهم... ان هذا الحضور بحمل بالنسبة إلي الكثير من المعاني والدلالات، فثمة مكانة واسعة لهذه الدار في العقل والقلب والوجدان، لما بذلته وتبذله برموزها وشخصياتها والمؤسسات التي تحتضنها من جهود فكرية وسياسية وعملية في سياق بناء مشروع حضاري عربي يكون الاسلام مقوما جوهريا من مقوماته ويقوم على المعرفة والعلم، وعلى الاستقلالية والاصالة التي لا تتنكر للمنجز الحضاري الانساني، وعلى الوحدة التي تجمع مختلف تيارات الفكر والسيادة في العالم العربي في مواجهة التحديات الكبرى المشتركة...

واضاف السيد فضل الله: اننا مع كل المخلصين والوعين في هذه الأمة نكن كل مشاعر المحبة والتقدير لما نراه من إخلاص وغيرة وصدق وشجاعة لدى هذه المؤسسة في حضورها الدائم في الامة في ما تصدره من مواقف وغيرة وصدق ومؤتمرات، وتطلقه من تحركات وفعاليات، على الرغم من  قلة الامكانات وصعوبة الظروف وحجم التحديات ، ولا أبالغ في القول ان دار الندوة هي من المؤسسات النادرة التي استطاعت من خلال تاريخها ان تشكل جسراً تقريبياً توحيدياً بين مختلف المكونات الفكرة والسياسة الوطنية والعربية والاسلامية لتوحيد جهودها  على مشاريع وبرامج مشتركة يمكن من خلالها تخفيف الكثير من التناقضت والتجاذبان البيئية  وتيسير السبل نحو تحقيق اهداف الامة.

وقال السيد فضل الله: نجتمع اليوم ونحن امام مرحلة جديدة من التحديات التي تواجه  امتنا متمثلة بصفقة القرن التي يراد لها ان تتوج كل  مشاريع الاخضاع والهيمنة التي استهدفت هذه الأمة، ومنذ بداية القرن الماضي، لمنع الشرعية القانونية والدولية لتصفية القضية الفلسطينية وتأكيد سيادة الكيان الضهيوني على فلسطين وهيمنته  على الامة كلها...

ومن هنا فاننا معكم في دار الندوة ندعو القوى الوطنية والعربية والاسلامية الى القيام بكل الفاعليات الضرورية التي تعمل على تحريك كل القطاعات الايجابية في الامة واستنفار حركة الوعي والروح فيها من خلال تعزيز عناصر الوحدة فيما بينها ودفعها الى تحمل مسؤولياتها الوطنية والقومية والاسلامية وإشعارها بما يهددُ وجود الامة ومستقبلها ومصيرها من مؤامرة صفقة القرن وذلك بالوقوف الى جانب الشعب الفلسطيني وكل قوى المقاومة والممانعة التي ترفض هذه الصفقة.

وفي هذا المجال تفرض الضرورات  القومية والدينية استعادة الدول الفعال لكل من المؤتمر القومي العربي والمؤتمر القومي الاسلامي ، ونحن نعلم الدور الاساس لدور الندو في التأسيس للمؤتمرين ، وفي تفعيل مسارهما وتصويبه بما يخدم قضايا الوحدة العربية والاسلامية.. هذه الوحدة التي تواجه أخطر التحديات من السياسات الدولية التي لم تكتف بتفتيت  امة العرب وتجزئتها الى اثنين وعشرين جزءاً بما لم تجزأ به امة على الاطلاق، بل تسعى الى توسيع دائرة التفتيت، عبر بناء كيانات انفصالية جديدة على اسس قومية او طائفية او مذهبية بعدم عجز الفعل الاستعماري في التجزئة السابقة عن شل التطلعات والطموحات الوطنية واضعاف القدرات العربية، لفرض الاستسلام على المنطقة والتسليم بتفوق الكيان الصهيوني وتكريس الحدود المصطنعة بين الأقطار العربية.

 وختم السيد فضل الله بالقول  ولعلي هنا القي عبئا اضافيا كبيرا على دار لتعمل مع كل الحريصين على استقلال هذه المنطقة وحريتها، للمشروع في توفير شروط انشاء مؤسة جديدة تعنى بالعمل للتوصل الى تفاهم عربي – ايراني – تركي قد يخفف الكثير من التناقضات القائمة ويهيء الظروف لحلول لمشكلات  راهنة وهي مهمة جليلة ولا اظن ان هذه الفكرة غائبة عن تطلعاتهم وهمومهم.

اننا في مرحلة احوج ما نكون فيها الى جمع النقاط وتعزيز عناصر الوحدة والخروج من دائرة الانقسامات المذهبية والطائفية والحزبية الى فضاءات الامة وقضاياها الكبرى.