هناك أناس نقشوا في قلوبنا وسامًا لا يتغيّر بتغيّر الأحوال، فهو ثابت كثبوت الجبال الرّاسيات.
وهناك أشخاص رسموا في قلوبنا لوحة جميلة بألوان الفرح وبريشة الأمل وبلمسات لا يشوبها غشّ أو خداع.
وهناك أناس تركوا في قلوبنا بصمة لا تنمحي من خلال كلمة طيّبة، وعبارة لطيفة، ونصيحة قيّمة، وذكرى عطرة.
هؤلاء مهما ابتعدوا فإنّنا نتسقّط أخبارهم، ونذكرهم كلّما لاح طيفهم على البال والخاطر.
العطورُ ليست ماءَ الورد أو الزّهر، وليست المسكَ أو العنبر أو الأريج والشّذا.
العطورُ هي الكلامُ الطيّب، والقلوبُ التي تنبضُ بالطيّب، والأرواح التي يفوح منها عبيرُ المحبّة ونسيم المودّة والاحترام.
العطورُ هي جوهرُ الإنسان الأصيل. العطورُ هي أنتم أحبابي وأصدقائي.
 فمن الجميل أن نختلف بلباقة، ونعتذر بتواضع، نتخاصم بهدوء، ونعاتب برفق، نفترق بودّ، ونحيا بحبّ.
 فالأخلاق تكفيك بأن تكون في قمّة الرّوعة والجمال.
فقد جاء في اقوال الصّالحين:
"نحن في هذه الدّنيا الزائلة في "امتحان دائم"، وفي أي لحظة قد يتمّ أخذ ورقتك، وينتهي الوقت الذي خصّصه الله لك". فقط ركّز في ورقتك واترك ورقة غيرك، (وذلك خارج سياق الأمر  بالمعروف والنّهي عن المنكر)، أي لا تأخذ عن غيرك ما يفعله ولا تقلّده في الامور التي لا ترضي الله.
 .فمن يعمل مثقال ذرّة خيرًا يره، ومن يعمل مثقال ذرّة شرًّا يره.
أدام الله الطيّبين في حياتنا، وعطّر أوقاتهم بعبير فضله وأريج جوده وعبق كرمه.
ونختم بقول الشّاعر:
   خير النّاس عند الله شخصٌ
           تحلّى بالمكارم والصّفاتِ
إذا جالسته يومًا تجده
      لطيف القول موصول الثّباتِ
وإن فارقته تشتاق دومًا
                لرؤيته بدون مقدّماتِ