ثقافة وفن ومنوعات >ثقافة وفن ومنوعات
محاربة الفساد والاستبداد!
يُروى أنّه في غابر العهود والأزمان، كان هناك ملك يُدعى "العادل بالحقّ" يحكم مملكة صغيرة اسمها "حرّيّة القرار"، وهي على مقربة من سلطنة تدعى "قرضستان". وكان هذا الملك يحرص على توفير فرص الحياة السعيدة لشعبه، من خلال الاعتماد الكلّيّ على الاقتصاد المبنيّ على الاكتفاء الذاتيّ.
وذات يوم مشؤوم حصل إعصار كبير دمّر بعض مفاصل المملكة الصغيرة، ممّا أدّى إلى خسارة الاقتصاد لبعض مقوّمات الحياة لدى الشعب. الأمر الذي حدا بعض الوزراء على تقديم المشورة إلى الملك العادل بأن يطلب المساعدة من سلطنة قرضستان عبر قروض طويلة الأمد لتمويل بعض المشاريع لإعادة إعمار المملكة.
وهنا جاء الردّ السريع من الملك "العادل بالحقّ" بأن لا استقراض ولا ديون ولا من يحزنون. لا بل اتّخذ القرارات الآتية عبر خطاب وجّهه إلى شعبه: "لن نقترض من سلطنة قرضستان ولو متنا جوعًا. سنبيع بعض الخيول، ونضع ثمنها في خزينة المملكة، كما سنخفض رواتب الوزراء لتتساوى مع متوسّط الدخل الفرديّ لعامّة الناس.
تُلغى العلاوات والحوافز لكافة المسؤولين في المملكة.
تُلغى جميع المهام الإضافيّة التي تستوجب مخصّصات ماليّة.
تُلغى الضريبة على محدودي الدخل.
وسأضرب بيد من حديد أي محاولة تخريب لاقتصاد المملكة، وستُقطع يد الفاسد.
يجب الحفاظ على عملة المملكة، وعدم التعامل بالنقد الأجنبيّ".
وما هي إلّا مدّة من الزمن حتّى عاد الازدهار الاقتصاديّ والاجتماعيّ إلى المملكة نتيجة الحكمة التي امتاز بها الملك "العادل بالحقّ".
وبملخّص القول الفصل:
إنّه الملك الذي حارب الفساد في مفاصل مملكته كلّها.
كم نحن بحاجة إلى أمثاله لكي ينهض الوطن من كبوته.
على أمل، وليس ذلك على الله بعزيز...