لبنانيات >أخبار لبنانية
وسيم البابا يجمع العائلة الصيداوية في حفل تأبينه بدعوة من بلدية صيدا ومؤسسة الحريري ورابطة آل البابا
الأحد 10 10 2021 11:21جنوبيات
كما كانت حاضرة في قلبه وفكره ووجدانه وعمله وما تركه من اثر طيب في ميادين العمل الاجتماعي والإنساني والتنموي ، اجتمعت العائلة الصيداوية بكل اطيافها ومكوناتها ، فاعليات ومجلساً بلدياً ومجتمعاً مدنياً وزملاء دراسة ومهنة وعمل ورفاق درب وأصدقاء ، في مناسبة تكريم ذكرى ابنها المرحوم المهندس الحاج وسيم محمد البابا لتبادله حباً بحب ووفاءاً بوفاء وتشارك عائلته الصغيرة والكبيرة في التعبير عن خسارتها الكبيرة بفقده رجل علم وعمل وخير وانماء وبناء .. حيث اقامت بلدية صيدا ومؤسسة الحريري للتنمية البشرية المستدامة بالتعاون مع رابطة آل البابا الاجتماعية حفل تأبين للراحل تقديراً لمسيرته الإنسانية والوطنية.
الحضور
حضر الحفل الذي اقيم في قاعة مصباح البزري في القصر البلدي للمدينة :النائبان السيدة بهية الحريري والدكتور اسامة سعد ، الدكتور عبد الرحمن البزري ، رئيس بلدية صيدا المهندس محمد السعودي ، ممثل المطران الياس كفوري الأب إبراهيم سعد ، رئيس مكتب مخابرات الجيش في صيدا العقيد سعيد مشموشي ، العقيد ممدوح صعب ، عضو المكتب السياسي في تيار المستقبل الدكتور ناصر حمود ، ومنسق عام التيار في الجنوب الأستاذ مازن حشيشو مع وفد من مكتب المنسقية، ومنسق المهن الحرة في التيار في الجنوب المهندس ناجي عفارة ، ومنسق المهندسين في التيار الجنوب المهندس محيي الدين مكاري ، مستشار النائب بهية الحريري لشؤون صيدا والجوار الأستاذ امين الحريري مع وفد من مؤسسة الحريري، رئيس جمعية تجار صيدا وضواحيها الأستاذ علي الشريف ، نائب رئيس غرفة التجارة والصناعة والزراعة في صيدا والجنوب المهندس عمر دندشلي ، رئيس مجلس إدارة الشركة العامة للبناء والمقاولات – جينيكو السيد شفيق الحريري على راس وفد كبير من الشركة ، رئيس رابطة آل البابا الأستاذ نبيل البابا على راس وفد كبير من الرابطة، رئيس مؤسسة الثقافة والعلوم الأستاذ ماهر السايس مع وفد من المؤسسة ، رئيس جمعية رعاية اليتيم الدكتور سعيد مكاوي ووفد من الجمعية ، وممثلون عن جمعية المقاصد الخيرية الإسلامية ونادي خريجيها وعن حلقة التنمية والحوار وعن جمعيات وهيئات أهلية واجتماعية وقطاعات مهن حرة وروابط عائلية وأعضاء في المجلس البلدي ومخاتير وحشد كبير من أصدقاء وزملاء ورفاق درب الراحل وأسرته "زوجته الدكتورة حنان كيّالي وأولاده الدكتورة ديما ومحمد وكريمة" وصهر الراحل الدكتور ساطع نصار وافراد العائلة.
حجازي
استهل الحفل بتلاوة قرآنية من المقرىء أحمد بركات ، ثم بالنشيد الوطني اللبناني وتقديم من عضو المجلس البلدي المهندس مصطفى حجازي الذي قال" نلتقي في رحاب هذا المكان الجامع في بلدية صيدا في لقاء انساني غامر لنسطر جميعا كلمة حب وصدق ووفاء لرجل طيب معطاء دمث الأخلاق، زرع المحبة والتضحية والعطاء في شرايين هذه المدينة النبيلة والأصيلة. أيها الوسيم ، لقد كنت الكثير في واحد ، وكنت الكبير في تواضع ، فهل تراك تطل علينا لترى كل الأهل والأصدقاء والأحبة وقد جاءوا من اجل القاء التحية والسلام على روحك الطاهرة ؟.. راحلنا الطيب هو من هذا النسيج الرائع والمقيم والمستمر في ضمير هذه المدينة وذاكرتها ، سيرته كانت وستظل قصيدة إنسانية مضيئة في سماء صيدا وفضائها سيرة ناصعة مغسولة بماء الضوء محمولة على هودج مكلل بالإنجازات والعطاءات. انتمى الوسيم الى رموز الحياة والمبادرات الخلاقة والمفيدة . غدت قصة حياته في كتاب صيدا مثل خاطرة نقشت فوق جبين هذه المدينة الحبيبة فمضى الى الآفاق ذاك الشفق الإنساني اللانهائي الفكرة والذكرى معاً . رحل الصوت وبقي الصدى بنصاعة وقوة النبض الأول . مضى الانسان الى جوار ربه لتشهد له الأيام والبشر على حسن صنيعه وعظمة مواقفه وافكاره واعماله ".
د. صلاح البابا
وبعد عرض فيلم عن سيرة حياة الراحل تضمن شهادات ممن عايشوه عن قرب ، القى كلمة "رابطة آل البابا" رئيسها السابق الدكتور صلاح البابا فقال" غادرتنا مبتسماً وتركتنا محزونين.. منذ اللحظة الأولى التي طلب مني القاء كلمة رثاء وتأبين بإسمي وبإسم رابطة آل البابا وانا حائر في افكاري اقلب المواقف والكلمات وارسم الجمل التي اعلم مسبقاً انها لن تفيك حقك يا اخي وصديقي الحبيب وسيم. اجمع نفسي ثم اسال عقلي عله يسعفني في ذكر ما عرفته عنك من مواقف رجولية وصفات الحب والإخلاص والتعلق بهذه الأرض وهذه المدينة التي ما فارقتها والتي شاركت في بنائها وإرساء مداميكها . متوارثاً حب العمل والخير من اسلافك الكرام. كنت لي خير صديق ، عرفتك عن قرب في مواقفك تجاه العائلة وطيلة ترؤسك للرابطة تاركاً بصماتك في العمل الإنساني والاجتماعي وليس آخره زيارتك لي قبل يومين من الفراق ماداً يد المساعدة لمريض متعثر في المستشفى ، منفقاً بيمينك مالا تعلمه شمالك . انها إرادة الله تجمعنا في أيام وباء عصيبة وتغلق علينا الأبواب وتقربنا الى بعض كي نودع بعضنا ونمشي معا في الجوار والبراري نشم رائحة الأرض بعد المطر، نتبادل الآراء ونشد ازر بعضنا البعض .ولعمري انا لنحتاجك اليوم حاجة البستان الى الزهر الجميل وحاجة الطير الى الشدو والغناء، فأنت لنفسي صديق ولروحي رفيق ولأهلك وعائلتك سند ومعين .. عزاؤنا انك كنت القدوة الصالحة لمن اراد خوض غمار الحياة فلقد كنت الأب الصالح والمهندس الناجح وقبل كل ذلك الانسان المؤمن الدائم التفاؤل تبث الأمل وتحث على العمل والاجتهاد في كل المجالات والجمعيات والمؤسسات التي كنت عضواً فاعلاً فيها . وأخيرا أقول اني سافتقدك في صبحية كل يوم عيد فلقد كنت اول من اعايده في طريقنا الى المسجد وكذلك سافقتد صدى صوتك في المساء منادياً حفيدتك الصغيرة " انا جيت يا جدو " .. انه قدر الله وانا لله وانا اليه راجعون . رحمك الله وجعلك من اهل الفردوس الأعلى يا اخي ورفيقي وصديقي".
السيد شفيق الحريري
ثم القى السيد شفيق الحريري كلمة باسم شركة جينيكو فقال" ليس سهلاً عليّ أن أقف أمامكم اليوم لأتحدث عن وسيم الأخ والصديق ورفيق الدرب الطويل لما تركه رحيله المفاجئ في القلب من ألم وفي النفس من حزن وحسرة على غيابه .. وأنا الذي ما تعودت الوقوف على المنابر او القاء الخطابات ، لكن في حضرة ذكرى ومناسبة تكريم الغالي وسيم وجدت لزاماً عليّ أن اخالف ما تعودت ، لعلّي استطيع التعبير بكلمات عما احفظ له ويحفظ له زملاؤه في " الشركة العامة للبناء والمقاولات - جينيكو" من ذكرى طيبة وتقدير كبير لدوره وبصماته المضيئة في مسيرتها الطويلة وإرساء مداميك تطورها طيلة اكثر من ستة وثلاثين عاما ، حيث بدأ مشواره معها مهندساً واعداً مفعماً بالنشاط محباً لمهنته ولزملائه ، ومخلصاً في عمله ومبدعاً بمجال اختصاصه ، ورافقها طيلة تلك العقود في كل المحطات والمراحل الصعبة التي مرت على البلد واثبت خلالها جدارته وتفانيه بعمله حتى تولى مهام رئيس قسم الميكانيك في الشركة واستحق ان يكون احد كبار مهندسيها . لا أستطيع وانا أقلّب في كتاب مسيرة "شركة جينيكو " وسجل إنجازاتها الا ان أرى وسيم حاضراً فيها ، لا يبخل عليها بجهد او بفكرة او بوقت ولو اضطره ذلك احياناً لأن يمضي ليال عدة في موقع العمل بعيداً عن أسرته . كانت احب اللحظات الى قلبه لحظات الإنجاز تلك والتي كان يتشارك الاحتفال بها مع زملائه اداريين ومهندسين وعمالاً .. وكيف لنا ان ننسى دوره في انجاز كبرى المشاريع التي نفذتها الشركة خلال تلك المسيرة الطويلة ، ولعل اكثر مشروع ارتبط به وانغمس فيه ولازمه لأكثر من عامين هو مشروع آبار مياه وادي جيلو مطلع التسعينيات والذي يغذي ستين بلدة وقرية في قضاء صور الى العديد من المشاريع التي نفذتها الشركة في مدينة صيدا نذكر منها على سبيل المثال " مشروع البنية التحتية للمدينة والمباني الجديدة لجمعية رعاية اليتيم ومجمع البهاء وثانوية رفيق الحريري وثانوية حسام الدين الحريري. وفي بيروت ايضا " مشروع انفاق الكوكودي - 2 وحدائق فردان وفردان بلازا وانترتايمنت سنتر في وسط بيروت ومواقف زيتونة B على واجهتها البحرية .وغيرها العديد من المشاريع .لم يكن وسيم بالنسبة لإدارة وأسرة "الشركة العامة للبناء والمقاولات- جينيكو " والعاملين فيها مجرد زميل ، بل كان لكبيرهم ابناً وأخاً ولصغيرهم اباً وموجهاً ، يبادل الجميع المحبة والاحترام والتعاون والرأي والنصيحة، محباً للجميع ومحبوباً من الجميع .سيبقى طيفه حاضراً في الشركة قدوة للمناقبية والتفاني في العمل والإنجاز وستبقى ذكراه الطيبة في قلوب ونفوس زملائه ، وسيماً يجمع في صفاته أرقى معاني الوسامة ودماثة الخلق .بإسمي الشخصي وبإسم أسرة وفريق عمل شركة جينيكو إدارة وموظفين ومهندسين وعمالاً نتقدم مجدداً من أسرة المرحوم وسيم ومن رابطة آل البابا بأسمى آيات العزاء سائلين الله تعالى ان يتغمده بواسع رحمته ويدخله فسيح جناته ويلهمكم الصبر والسلوان" .
الحاج ماهر السايس
كلمة مؤسسة الثقافة والعلوم القاها الحاج ماهر السايس فقال" في حضرة الموت، تغيب الكلمات ويثقل القول، ذلك ان الفقيد الراحل لم يكن رجلاً عادياً يعبر في حياتنا من دون ان يترك أثراً، او ان يمر في الزمن من دون أن ينثر شيئا" من ذاته في نفوس من كان لهم الحظ من ان يتعرفوا عليه ويعايشوه. ان الفقيد ايتها الاخوات والاخوة كان وجها" صيداويا" مؤثرا" في محيطه المهني والاجتماعي والخدماتي.صحيح ان الموت حقّ، ولا راد لارادة الله عز وجل، ولكن الم الفراق صعب وفقدان الاحبة والاصدقاء لا يعادلهما الم، فكيف الحال بفقدان اخ وصديق ورفيق محب ، ودود ، بشوش ، وخلوق.عرفناك منذ ثلاثين سنة، كنت خلالها نعم الرفيق سواء من خلال مساهمتنا وجمع من الاصدقاء في اطلاق مؤسسة الثقافة والعلوم حيث كنت من المؤسسين الذين اسهموا في رفع صرحها ودعم برامجها التي طالت الالاف من الطلاب المحتاجين والمئات من الاساتذة والطلاب المكرّمين. وقد كنت الناصح الرشيد صاحب الأراء والافكارالتي طالما كانت مدماكاً اساسياً في تطويربرامج المؤسسة الخيرية كما من خلال مشاركتك الكاملة في النشاط الاجتماعي لاعضاء المؤسسة الذي شكل نموذجا يحتذى به لعلاقة الاصدقاء فأصبحت علاقة عائلية انسانية بامتياز امتدت الى الاولاد والابناء وهي ستمتد اليوم باذن الله الى الاحفاد. اما العزيزة الدكتورة حنان، أي كلمات تقال لن تفي وسيم حقّه ولن تستطيع ان تبلسم جراحك وتواسيك، المصاب جلل ولكن ايمانك الكبير بالله وبما تركه وسيم من اثر طيب، لعله يكون بلسما لك ولعائلتك. وللأبناء الاحباء د. ديما، محمد، كريمة والدكتور ساطع، يكفيكم فخرا وعزاء لكم أنه بمجرد ذكر أسم والدكم في أي مجلس أو أي مكان تكون ردّة الفعل التلقائية "الله يرحمه كان آدمي".نعم كان وسيم آدمي بكل ما تعنيه الكلمة. فباسم اعضاء المؤسسة وعائلاتهم نتقدم من عائلتكم الكريمة واشقائه الاعزاء رغيد، رغدة، رولى، ووسيمة وآل البابا الكرام باصدق مشاعر الحب والتعزية راجين المولى عز وجل ان يجعلكم من الصابرين وان تكون الجنة مثوى الحبيب والصديق المهندس الحاج وسيم.رحمك الله ايها الاخ العزيز، واسكنك فسيح جناته. أنا لله وانا اليه راجعون".
د. سعيد مكاوي
والقى الدكتور سعيد مكاوي كلمة بإسم جمعية رعاية اليتيم فقال" لم اكن أتوقع ان اقف في يوم من الأيام مؤبناً لأخي وصديقي وسيم ، عرفته منذ مقاعد الدراسية ، وسافرنا سويا الى مصر ثم عدنا الى بلدنا الحبيب لبنان ومدينتنا الغالية صيدا وكلنا توق لخدمتها وخدمة أهلها . ترافقنا في الهيئة العامة لجمعية المقاصد ثم التقينا من جديد في جمعية رعاية اليتيم في صيدا ، فكان وسيم نعم العضو الفاعل في خدمة الأطفال المحتاجين والأيتام وذوي الاحتياجات الخاصة. ادار المدرسة المهنية للجمعية بإخلاص وتفان وكان فاعلاً في اللجنة الهندسية للجمعية والتي يعود اليه الفضل الكبير في التطور الذي حصل في ابنية الجمعية مما ساهم في رفع عدد الأطفال المسعفين . كذلك ساهم في مشاريع تطوير البنية التحتية للجمعية من ماء وكهرباء وطاقة شمسية لتأمين الخدمات لأبنائنا وتوفير النفقات . ولا يسعني في هذا المقام سوى تذكر وسيم الوجه الضاحك دائما رغم الظروف الصعبة، احب الناس واحبوه . لقد كان فراقه صعباً علينا ولكن عزاؤنا ان الدعاء بالخير لروحه على لسان كل من عرفه عزاء كبير لنا ولأسرته . وانا لا نزكي على الله أحدا ولكنا نشهد بانه كان نعم العامل على الخير . ودعاؤنا بان يكون عمله الصالح ذخرا له في اخرته . تغمده الله بواسه رحمته وادخله فسيح جناته والهمنا وأهله والأحباء الصبر واستدامة الدعاء ".
المهندس السعودي
والقى رئيس بلدية صيدا المهندس محمد السعودي كلمة قال فيها " محزن ان تسمع برحيل أي شخص من أبناء صيدا ، هذه المدينة التي يربط بين أبنائها شبكة متشعبة من العلاقات الاجتماعية والعائلية والصداقات والعمل المشترك في الشأن العام والخاص وغيرها ، والتي تتشابك بقدر متفاوت من شخص لآخر . والمهندس وسيم البابا رحمه الله كان من الأشخاص الذين نسجوا بعمق في هذه الشبكة ، منذ شبابه في المقاصد ولاحقا عضوا في هيئتها العامة الى عمله الخاص وعمله في احدى كبرى شركات المدينة ، الى رئاسته رابطة ال البابا ونشاطه الاجتماعي المتنوع الذي لم يوفر فيه جهدا لخدمة أبناء المدينة . بشهادة كل من عرفه ، كان رحمه الله طيب المعشر والأخلاق ، حاضرا دائما لخدمة عائلته على رأس رابطتها ، كما كان حاضرا دائما لخدمة عائلته الكبرى من أبناء المدينة وكل من عمل معه يشهد له بالتفاني والاتقان في كل ما اوكل به . لأجل هذا كان خبر رحيله منذ اشهر اكثر من محزن وكان صدمة لنا جميعا .. الكل يرحل كما قال الله سبحانه وتعالى ، "انك ميت وانهم ميتون" .. لكننا اليوم نجتمع في ذكرى المهندس وسيم البابا لنستذكر سيرته الحسنة والأثر الطيب الذي تركه والذي شكل بالنسبة للكثيرين قدوة في المصداقية والعمل الاجتماعي يحتذى بها .فبإسمي وبإسم بلدية صيدا أتوجه مجددا لعائلته وأصدقائه وكل محبيه بالتعزية ونسال الله ان يحسن مثواه ويسكنه فسيح جناته ".
النائب بهية الحريري
والقت النائب بهية الحريري كلمة مؤسسة الحريري وتيار المستقبل فقالت" نجتمع اليوم لنحيي ذكرى صديق عزيز ورفيق درب طويل ، ترك غيابه في نفوسنا ألماً عميق .. لما جسّده من خير وعطاء وتألق ونجاح خلال مسيرته الطويلة التي لم تتغيّر أهدافها منذ نعومة أظافره ، وهي لمّ الشمل وجمع الأهل والأقارب والجيران وعموم أهالي صيدا والجوار على التآزر والتّكاتف والتّكافل في مواجهة الملمّات والصعاب .. على خطى والده رحمه الله .. الحاج محمد نور الدين طه البابا.. الذي ترك لأبنائه وعائلته إرثاً كبيراً من المودة والمحبة وحسن الجوار وتأسيس الروابط والإنتظام والتّنبّه لكلّ صغيرة وكبيرة لما فيه خير أهله وعائلته ومدينته ووطنه الحبيب لبنان. وإنّ الكلمات لا يمكن أن تفي الصّديق والرّفيق الرّاحل المهندس وسيم محمد البابا رحمه الله .. حقه ، لكن وجودنا اليوم معاً لإحياء ذكراه هو خير تعبير عما أراده الصديق الراحل أن تكون عليه حالنا في هذه الأيام التي نحتاج فيها إلى اليقظة الشّديدة والعمل الدؤوب لحماية ضرورات أهلنا في صيدا والجوار وفي كلّ مجال، من الصحة إلى التعليم إلى النقل إلى الأمور المعيشية .. ناهيك عن محنة الوقود والكهرباء .. نعم إنّنا بحاجة إلى يقظة تامة وتكافل تام لنتجاوز معاً هذه المحنة الكبيرة التي تذكّرنا بأزمات كبرى واجهناها معاً، واستطعنا بوحدتنا وتكاملنا وتآزرنا أن نتجاوزها وأن نحقّق كلّ أسباب الأمن الإنساني والإجتماعي والإقتصادي لمدينتنا وجوارنا .. وإنّنا في ذكرى صديقنا الغالي المهندس وسيم محمد البابا الذي تواجد حيث يجب أن يكون .. في كلّ ناحية ومجال .. على ثقة بأنّ أسرته الكريمة ستتابع عطاءاته ونهجه.. وإنّني أتقدم بخالص العزاء من الأحبة .. زوجته الدكتورة حنان كيّالي وأولاده الدكتورة ديما ومحمد وكريمة وانني على ثقة بانهم سيتابعون مسيرته بالمودة والعطاء .. وإنني أشارك أهلنا في رابطة آل البابا حزنهم على فقدان العزيز المهندس وسيم رئيس الرابطة .. وأتقدم من كلّ أصدقائه ورفاقه ومحبيه وزملائه في العمل بخالص العزاء .. رحم الله صديقنا المهندس وسيم محمد البابا وأسكنه فسيح جناته .. ".
محمد وسيم البابا
والقى نجل الراحل محمد وسيم البابا كلنمة العائلة فقال" بالأصالةً عن نفسي وبالنيابةً عن أسرتي الكريمة، نرفع أسمى آيات الشكر والتقدير للقيّمين على هذه اللّفتة الجميلة في إقامة حفل تأبين والدي. ونخصّ بالشكر السيدة النائب "بهية الحريري" و بلدية صيدا رئيساً المهندس "محمد السعودي" وأعضائها الكرام.ونشكر من القلب لكل من شرّفنا بحضوره مقدّماً واجب العزاء.. سلامٌ على من يشتاق له قلبي، سلامٌ على من يحنّ له فؤادي، سلامٌ على من رحل عن الدنيا ولكن لم يرحل لحظةً عنّا.لا أعلم من أين أبدأ وأنا في حضرة إنسانٍ عظيمٍ غادرنا ولكنه حاضر في الفكر والوجدان.أبي، برحيلك إنطفأت المنارة التي أنارت دروب حياتنا لسنواتٍ طويلة، وبمغادرتك الحياة، غادرت السعادة قلوبنا و ذَبُلت كلّ ملامحنا.أقِفُ اليوم حزيناً على مُصابنا الجلل، متألّماً لفقدانك يا والدي ويا حبيبي ويا قائدي .فقد علّمتنا الشّموخ عند الشّدائد والصّمود في وجه المِحَن. أبي، ما انْفَردتُ مع ذاتي إلّا وتَمثّلتَ أمام عينيّ. أبي، ما حدّثت نفسي إلّا واستحضرتُ كلّ الشّواهد والذكريات والأيام التي تشهد على جميل نُصحِكَ وفَيضِ حِكمتكَ وحنانِ قلبكَ وفيضِ وطهارةِ الأبوّة الحقيقيّة. فكُنتَ نِعْمَ حياتِنا ومصدر فرحِنا، ونور أيّامنا، ومثال النُّبلِ والجمالِ. كنت ولا تزال مثالاً لنا في تقوى الله ومراعاتِه في شؤون الحياة والعطاء الإنساني الّذي لا يَنْضَب . كنت صرْحاً نتّكئُ عليه كلنا فيحضننا بصدرِهِ الرَّحب، صدره الّذي يتّسع للجميع، نحن عائلته الصغيرة وأخوته عائلته الكبيرة. فكان خيرَ سندٍ لهم، يحبّهم كمحبّة الأب لأبنائه، رفيق الطفولة، صديقاً أبدياً. فكان رمزاً للعطاء اللامتناهي. كنت عاشقاً لمدينة صيدا ولأهلها، فأهديتها كل الحب والوفاء .كنت محباً للوطن، فجعلتَهُ حياتك، ووهبته كلّ الولاء والانتماء.ذكرياتٌ وصورٌ ومواقف حياةٍ تتزاحمُ وتتدحرجُ أمامي بين زوايا الألم وخواطرِ البوحِ، تجعلُني أتفوّهُ بألف آآه.. كلماتٌ لا تنْفكُّ والدتي ترددها على مسامعنا "أشدّ الألمِ غصَّة الدّعاءُ لميّتٍ لن تنسيك الأقدار قيمتهُ."فقد كان رحمه الله نِعمَ الزّوج المحبّ المخلص الوفيّ والسّند والصّديق ومصدر الأمن والأمان الدّاعم الابدي لوالدتي في مسيرتها المهنيّة و العلميّة. لن ننساك يا غالي. في ٣٠ ايار، تغيّر كلّ شيء. جميعنا هنا اليوم فقدنا عزيزاً، زميلاً، صديقاً، اخاً، زوجاً و أباً. فالحياة والدنيا أصبحت كريهة وثقيلة ومملة.. وأيامنا حزينة إلا من ذكرياتنا الحلوة معك، فقد كنت نعم الأب الحنون والملبي لكل احتياجاتنا حتى في أصعب الظروف. ونعم الزوج الحبيب المخلص الذي شاركته امي حياتها في السراء والضراء.فارَقْتَ الدنيا تاركاً لنا طيبَ عملِك وحُسن سيرتِك، فنِعْمَ الرّجل أنتَ لأهلك ومحبّيك و أصدقائك ولكلّ من عرفَكَ. ستبقى بصماتُك المغلّفة بالمحبّة والإحترام في قلوبنا.فيذكرك الجميع بالخير ويترحم عليك. فروحك الطيبة معنا دائماً في كل ركن من أركان بيتك. فلن ننساك ما حيينا أبداً.الجّنةُ لأبي بإذن الله ، حفظ الله امي، ثم تموت الامنيات".
بعد ذلك قُدمت دروع تكريمية الى عائلة الراحل من" المهندس محمد السعودي باسم بلدية صيدا ، السيد شفيق الحريري بإسم شركة جينيكو ، الحاج ماهر السايس بإسم مؤسسة الثقافة والعلوم والأستاذ نبيل البابا بإسم رابطة آل البابا والأستاذ مازن حشيشو بإسم تيار المستقبل . تقبلت بعدها عائلة الفقيد التعازي من الحضور.