غيب الموت المؤرخ وحافظ تاريخ القرى المهجرة جميل عرفات، الذي وافته المنية عن عمر ناهز 90 عاما.

عرف الفقيد بفارس الرواية المحكية الفلسطينية، وله مؤلفات عديدة في التاريخ الفلسطيني، النكبة والقرى المهجرة والحكايات المروية الشفوية الفلسطينية.

وعمل عرفات في بداية حياته المهنية كمدرس وفيما بعد مديرا لمدرسة المشهد الابتدائية، وبعد خروجه للتقاعد أصدر نحو 20 كتابا معظمها عن التاريخ الفلسطيني والقرى المهجرة.

وتفرغ عرفات للدراسة والبحث بعد خروجه للتقاعد، ولم يكتف بتدوين وتسجيل الرواية الشفوية وكتابة التاريخ الفلسطيني، إنما اهتم بنقل ونشر وتعميم الذاكرة الوطنية من خلال برنامج إذاعي أسبوعي بإذاعة الشمس بعنوان "ذاكرة الوطن"، وكانت له إصدارات عديدة في التاريخ الفلسطيني وعن القرى المهجرة والمقدسات الإسلامية وعن بلدته المشهد.

وألّف العديد من الكتب التعليمية، قسم منها يدرس في المدارس العربية، وأما الكتب التاريخية فمنها: مسارات في الجليل والجولان، الناصرة مدينتي، من قرانا المهجرة في الجليل، قرى وعشائر قضاء بيسان، مدن وقرى الكرمل، القرى المهجرة في الحدود الشمالية، معالم الطريق من بيت المقدس إلى البيت العتيق بالاشتراك مع خالد عزايزة، وتدنيس المقدسات بالاشتراك مع مؤسسة حقوق الانسان.

ونعى ‏عضو المجلس الوطني الفلسطيني و عضو المكتب السياسي ل"جبهة التحرير الفلسطينية" بلال قاسم "الخال" عبر صفحته على ال Facebook قائلاً:
"بالأصالة عن نفسي وما أمثل عائلياً وسياسياً أنعي الخال الجميل المناضل الوطني الفلسطيني الكاتب والمؤرخ والباحث في الجذور ومن الذين بقوا صامدين على أرض فلسطين التاريخية، مربي الأجيال والباعث في نفوسهم التمسك بالأرض والوطنية، 
الخال الكبيير جميل قاسم عرفات "أبو رياض" في ذمة الله، داعين المولى عز وجل أن يسكنه فسيح جناته مع الأنبياء والصديقين والشهداء.

وأتقدم من أبنائه وبناته والأقارب والأنسباء في فلسطين والشتات بأحر التعازي القلبية والعزاء مشترك 
وانا لله وانا اليه راجعون، والى جنات الخلد باذن الله ايها  الخال الحبيب".
هذا، وجرى تشييع جثمان الراحل، بمشاركة جماهير غفيرة من أبناء الشعب الفلسطيني داخل أراضي عام 1948، إلى مثواه الأخير في مسقط رأسه بقرية المشهد القريبة من مدينة الناصرة.