لبنانيات >أخبار لبنانية
هل أصبح لبنان جاهزاً لوقف استخدام الكمامة كباقي الدول؟
السبت 26 03 2022 18:33جنوبيات
بدت الكمامة السلاح الأكثر فاعليّة في مواجهة وباء كورونا مع بداية انتشاره. شيئاً فشيئاً بدأت معدّلات استخدامها تتراجع في العديد من الدول، خصوصاً مع ارتفاع معدّلات التلقيح. فقد تخلّت دول عديدة اليوم عن استخدام الكمامة بعد انخفاض معدّلات الإصابة بالفيروس. أمّا في لبنان، فيجري الحديث عن احتمال التخلّي عن استخدام الكمامة قريباً. فهل أصبح لبنان جاهز فعلاً للإقدام على هذه الخطوة؟
لم تعد الكمامة إلزاميّة في دول عديدة ارتفعت معدّلات التلقيح فيها فلجأت إلى خفض القيود الخاصّة بمواجهة كورونا، وبشكل خاصّ استخدام الكمامة سواء في المساحات الخارجيّة أو في الداخل كالولايات المتّحدة الأميركيّة والدانمارك التي كانت أولى الدول التي تخلّت عن استخدام الكمامة بعد أن اعتبرت السلطات فيها أنّ الفيروس لم يعد يشكّل تهديداً خطيراً. أمّا في فرنسا فلم يعد استخدام الكمامة إلزاميّاً في الأماكن العامة كالمطاعم وغيرها من الأماكن التي يتطلّب الدخول إليها التأكيد على تلقّي اللقاح. وينطبق هذا على إسبانيا والإمارات العربيّة المتّحدة حيث لم تعد الكمامة إلزاميّة في الخارج، فيما بقيت كذلك في الأماكن المقفلة.
في لبنان يتمّ التداول في احتمال التخلّي عن استخدام الكمامة بشكل رسميّ، كما فعلت دول أخرى عديدة مع تراجع ملحوظ في معدّلات الإصابة بالفيروس بالمقارنة مع الأشهر الماضية.
وفق ما يوضحه رئيس قسم الأمراض الجرثوميّة في مستشفى الحريري الحكومي الدكتور بيار أبي حنا أنّ التوصيات الجديدة في لبنان خفّضت الحجر إلى 5 أيام في حال إجراء الفحص أو 7 أيام من دونه. أمّا بالنسبة إلى استخدام الكمامة فلم يُتّخذ قرار بعد في هذا الشأن. إنّما يبدو واضحاً أنّ معدّل الانتقال المجتمعيّ للفيروس قد انخفض بعد أن بلغ الـ4 في المئة، وهي نسبة مرتفعة كانت ثابتة واستمرّت مدّة طويلة من الصيف الماضي. أمّا اليوم فقد انخفضت النسبة إلى 3 في المئة ما يبدو مطمئناً بما أن تراجع معدّل الانتقال المجتمعيّ.
من جهة أخرى، يؤكّد الدكتور بيار أبي حنا أنّ معدّلات دخول المستشفى قد تراجعت بشكل ملحوظ إلى جانب انخفاض معدّلات الإصابة، وليس صحيحاً أنّ السبب الوحيد وراء ذلك هو عدم إجراء فحوص PCR
. فعلى الرغم من أنّها تراجعت، يبدو واضحاً أنّ هذا ليس سبب تراجع الأرقام بما أنّها قد انخفضت فعلاً كما يظهر الواقع. وكذلك بالنسبة إلى الوفيات.
في أوروبا ارتفعت الأرقام بوجود أوميكرون، لكن استطاعت الدول التخلّي عن استخدام الكمامة بسبب ارتفاع معدّلات التلقيح لديها. أمّا في لبنان فلم تتخطّ نسبة التلقيح الـ50 في المئة، وبالتالي لا يمكن التعويل على ذلك لنزع الكمامات.
هل البدء بالتخلّي عن الكمامة مؤشّر إلى أنّ نهاية الجائحة قد اقتربت؟
لا يمكن لأحد التكهّن بذلك من الآن. تسود حاليّاً نظرة تفاؤليّة إلى الأيام المقبلة ويعلّق الكلّ الآمال على هذه المرحلة التي يمكن أن تحصل فيها نهاية الوباء أخيراً، خصوصاً مع ارتفاع معدّلات الملقّحين حول العالم. إلّا أنّه تفاؤل حذر، لأنّ كلّ شيء متوقّع مع الفيروس، حيث يمكن أن تظهر متحوّرات جديدة لا يعرف أحد طبيعتها. وعلى الرغم من أنّ متحوّر أوميكرون بدا أقلّ خطورة من سابقاته من المتحوّرات، ثمّة احتمال ظهور متحوّرات جديدة ومن غير المنطقيّ عندها التخلّي عن الكمامة في مثل هذه الحالات. لا يعرف أحد ما يمكن أن يحصل في المرحلة المقبلة، رغم التفاؤل السائد بأنّ الأمور قد تذهب نحو الأفضل. من المؤكّد أنّ ارتفاع معدّلات التلقيح من العناصر الإيجابيّة التي يمكن أن تساعد في ذلك، وبقدر ما ترتفع يزيد الاحتمال بالسيطرة على الأمور وإمكان التخلّي عن الكمامة في المرحلة المقبلة.