في الوقت الذي تنعقد اجتماعات اللجنة الاستشارية للانروا،  في بيروت ، وبرئاسة لبنان، الدولة المضيفة، ولما فيها من فائدة للاطلاع عن كثب على أحوال اللاجئين الفلسطينيين في لبنان وخاصة مخيم نهر البارد الذي يمثل نموذجا حياً للمأساة الفلسطينية، منذ ان اقتلع أهله من أرضهم عام 1948، والذي تستمر نكبتهم نتيجة عدم إلتزام المجتمع الدولي بإعادتهم إلى أرضهم وفق قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة الرقم (194)، وهكذا تستمر المأساة على مر الأجيال حتى كانت نكبتهم الجديدة التي وقعت في (20 أيار 2007) .

التحدي  السياسي كان في قرار اعادة  إعمار مخيم نهر البارد والتعويض على محيطه بما يحقق إعادة الوئام الاجتماعي لهذه المنطقة من لبنان. والذي كرست فيه الدولة اللبنانية والأونروا والمرجعيات الفلسطينية جهودها وبدعم من المجتمع الدولي إلى عقد مؤتمر دولي للمانحين في فيينا عام 2008، المخصص لهذه الغاية.
لذلك ندعوكم اليوم لسماع صوت لاجئ مخيم نهر البارد ، من تحملوا مشاق سنوات الجمر وما فيها من تعقيدات وتوترات ومؤثرات داخلية وخارجية، وواجهوا اصعب الظروف  الظالمة للوصول انهاء رحلة العذاب التي طالت ولم تنته بعد. وذلك من خلال  قراءة  للدعائم الثلاث المقرّة دولية لمشروع الإعمار .  ودراسة وتقييم المنجز  من بدايته الى يومنا هذا  والتي نوجزها  بالتالي :

منذ لحظة وقوع الاحداث عام 2007، انصبت الاولوية على الاغاثة وبرنامج الطوارئ والايواء المؤقت، كما  استملاك العقار والاجراءات القانونية والهندسية وصولاً الى الشروع بإعادة إعمار ما تهدم وإعادة إسكان الأهالي بمنازل ملائمة وثانيا تمكين السكان  من خلال مجموعة من البرامج الاجتماعية والاقتصادية وحدد وقت التنفيذ بمدة أقصاها ثلاث سنوات من تاريخه (منتصف 2011 بالتحديد في أيار 2011) وبتكلفة قدرها 277 مليون دولار أميركي.
- مشروع الاعمار للمخيم الاساسي ، كانت كلفة التأخير الاجتماعية والمالية والإنسانية عالية جداً، فنحن في منتصف العام 2022م ، الوحدات المنجزة 4134  من اصل 4939 والوحدات قيد الانشاء 201 والوحدات المتوفر لها تمويل 170 وحدة ، بينما الغير متوفر لها حتى الآن 635 وحدة سكنية ، والمبلغ المتبقى  40 مليون دولار امريكي لاستكمال الاعمار بالمخيم القديم.
- مشروع  تأهيل التمدد الجديد لحوالي 2397 وحدة لم تخضع لأي عملية تأهيل جراء الأضرار التي تعرّضت لها خلال حرب 2007. وهناك حوالي 2500 وحدة سكنية مدرجة ضمن استحقاق بدل الأثاث في التمدّد الجديد. 54 وحدة سكنية تقع على المشاع النهري، تحتاح تأمين سكن بديل. كما هناك  ما يقارب 7 مبانٍ وعدد من الوحدات موزعة على مبانٍ متعدّدة.

لذلك نطالب اليوم ومن موقعكم ومسؤوليتكم لإطلاق  نداء  دولي جديد يتضمن:
إلتزام بتأمين الموارد المالية المطلوبة لتنفيذ المراحل النهائية لإعمار مخيم نهر البارد تطبيقاً للإلتزامات الإنسانية والأخلاقية والعملية المقرّة في مؤتمر فيينا، بما يمكن من انهاء المأساة وبلسمة الجراح و إعمار مخيم نهر البارد بشكل كامل.ووفق سقف زمني ملزم  مستنداً الى الدعائم الثلاثة للاعمار:
الاولى: تشطيب وانهاء اعمار المخيم القديم نهائياً.
والثانية : معالجة التمدد الجديد: من خلال ( الإعمار  والترميم والتعويض الكامل- بدل الأثاث)
 الثالثة :  انعاش المخيم واستعادة الحياة الطبيعية من خلال تنمية المشاريع الإقتصادية.
وختاماً،  "لأن أحداً لا يريد أن يكون لاجئاً"  كما أكد المفوض العام  "لازاريني" في رسالته الاخيرة، لأن الانروا اكثر من وكالة، فهي الوكالة الوحيدة الخاصة باللاجئين الفلسطينيين دون سواهم، لذلك استمرارها هي شريان حياة لهم،  الى حين العودة الى ديارهم ، التي هي فلسطين وإلى فلسطين سيعودون.