بأقلامهم >بأقلامهم
ندوة التحليل النفسي اللاكاني: العيادة التحليلية
ندوة التحليل النفسي اللاكاني: العيادة التحليلية ‎الأحد 30 10 2022 11:53 لينا وهب
ندوة التحليل النفسي اللاكاني: العيادة التحليلية


نظم منتدى الحلقة الزرقاء ومبادرة ”نحنا حدك“ أمس ندوة تحت عنوان ”التحليل النفسي اللاكاني: العيادة التحليلية “ لتقديم الدعم النفسي برعاية عميد كلية الآداب والعلوم الإنسانيّة الدكتور أحمد رباح ممثلاً  بالدكتورة ماري أنج نهرا، بحضور لفيف من الأساتذة والمعالجين، والطلاب والخريجين، وشخصيات من مؤسّسات المجتمع المدني، وذلك في مبنى الادارة المركزية لرئاسة الجامعة اللبنانية - المتحف.

تخللت الندوة كلمة للدكتورة انجي ممثلةً عميد كلية الآداب والعلوم الإنسانية، ثم تلتها كلمة للدكتورة أنيسة مرعي رئيسة منتدى الحلقة الزرقاء، وكانت بعدها كلمة للبروفيسور اللبناني- الفرنسي نظير حمد، واختتمت الندوة بكلمة للمحللة النفسية الفرنسية الدكتورة آن ماري حمد.

كلمة الجامعة اللبنانية

افتتحت د.انجي نهرا الندوة مرحبّةً الحضور بالقول ”أهلا بكم في ربوع جامعتنا الأم إلى أن يعود لبنان بلد الحضارة والثقافة بكل معانيها الإنسانيّة والعلميّة والمادية“. مشددةً أنه ”لا وطن من دون ثقافة وأن لا ثقافة من دون إنسان متزن وسليم“. وأشارت ”لا يخفى على أحد أننا مررنا ولا زلنا في أصعب الظروف وأضيقها علينا جميعاً إلا أننا صبرنا عليها كطاقم سفينة عملاقة تأبى الغرق يقودها قبطانٌ محنّك“. وأسهبت ”نعم تلك هي المرحلة الدقيقة الحاضرة التي تمّر بها الجامعة اللبنانية والتي تتطلب رحابة صدرٍ وصبرٍ متناهي من أجل حلّ الأزمات“. وقالت ”إن العميد رباح قد حقق انجازات كثيرة رسميّة وغير رسميّة متصديًا للأزمات“.

وأكدّت أنّه خسر من راهن على فشل طالب العلم في الجامعة اللبنانية "فنحن اليوم على مشارف سنةٍ جديدة نستطلع المستقبل على الرغم من الظلم الذي يحيط بنا“ وأضافت ”نحن نرصد الأمل على الرغم من التشاؤم الذي يخيّم فوقنا“. مؤكدةً أنّه أخطأ من ظنّ بأن الإرادة ستضعف إذا اهتز الوضع الاقتصادي، مختتمةً كلمتها ” لا فقر أكبر من فقر العقول ولا جهلٌ أشمل من جهل النفوس“.

كلمة الحلقة الزرقاء

أشادت رئيسة الحلقة الزرقاء الدكتورة أنيس مرعي باللغة العربية ”نحن في الحلقة الزرقاء  ذهبنا إلى الأصل في تشكلنا أي اللغة العربية فهو مسار يطال الشخصي والمعرفي والعيادي“. وأسهبت في شرح نظام المفردة في اللّغة العربيّة المتحصل من حروف ”كلمن“. ولفتت إلى أهميّة اللغة أيضاً في الدال والمدلول ”فاللّغة نظام الوهم أو مملكته“. وأكدّت ”نحن نقع تحت سحر الكلمة“  مستشهدةً بأغنية كاظم الساهر ” قولي أحبّك كي تزيد وسامتي“ وأغنية ماجدة الرومي ”يسمعني حين يراقصني كلمات ليست كالكلمات...أصير إمرأةً في لحظات“.

بدوري، كصحافية مسلمة ومستشارة بإدارة المعلومات، أتى على ذهني أهمية الكلمة كما جاء في القرآن الكريم﴿* أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلاً كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَآءِ* تُؤْتِي أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّهَا وَيَضْرِبُ اللَّهُ الأَمْثَالَ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ* وَمَثلُ كَلِمَةٍ خَبِيثَةٍ كَشَجَرَةٍ خَبِيثَةٍ اجْتُثَّتْ مِن فَوْقِ الأرْضِ مَا لَهَا مِن قَرَارٍ*}.

كلمة المحلل اللبناني الفرنسي الدكتور نظير حمد

من جهته، لفت دكتور نظير إلى أهميّة الفراغ في توليد الرغبة الضرورية في حياة الإنسان لكي يكون لديه هدف يعيش لأجله. مشيراً الى أن ”النظام الرأسمالي هو الذي يقنع الإنسان بأنه يمكنه الحصول على الرغبة وتملكها والاستمتاع بها“، غير أنّه لفت بأن حياة الإنسان ”تعيسة“ بحيث أنّه كلما وصل الإنسان إلى رغبة ما  بحث عن غيرها، وأنّهةحتى لو حصل على كل الرغبات، أو توقفت عنده الرغبة، دخل في اليأس والحياة البائسة؛ مشددًا على أهمية الرغبة في الحياة الإنسانية.

وبدوري أنا أيضاً، أستشهد هنا بالآيات القرآنية لأختم بها تقريري ﴿فَاصْبِرْ عَلَىٰ مَا يَقُولُونَ وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ غُرُوبِهَا ۖ وَمِنْ آنَاءِ اللَّيْلِ فَسَبِّحْ وَأَطْرَافَ النَّهَارِ لَعَلَّكَ تَرْضى﴾ من سورة طه وآية ﴿وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمى﴾ من نفس السورة في إشارة إلى أن رضا الذات الإنسانية تكمن في ذكر خالقها وليس بتملك الرغبات وهذا ما أكدّته أيضاً الآيات الكريمة من سورة يونس ﴿يا أَيُّهَا النّاسُ قَد جاءَتكُم مَوعِظَةٌ مِن رَبِّكُم وَشِفاءٌ لِما فِي الصُّدورِ وَهُدًى وَرَحمَةٌ لِلمُؤمِنينَ* قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَٰلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِّمَّا يَجْمَعُونَ﴾.

 

 

 

المصدر : جنوبيات