لبنانيات >أخبار لبنانية
معرض الكتاب ينطلق بنسخته الـ64.. أين القراء والكتّاب؟
الأربعاء 30 11 2022 15:24جنوبيات
ما بين أسعار الكتب، وانسحاب اهتمامات العدد الأكبر من اللبنانيين الى ما يدور خارج رحاب الإنتاج الادبي والفكري واقتناء كتاب جديد او كتاب للتاريخ، ينطلق معرض بيروت العربي الدولي للكتاب في دورته الـ64 في واجهة بيروت البحرية من 3 ولغاية 11 كانون الأول. انطلاقة يأمل من خلالها القيمون على هذا الحدث أن تكون مشجعة وقادرة دائماً على إعادة وضع لبنان على الخارطة الثقافية بما يليق بتاريخ لبنان على مستوى الفكر والثقافة.
يتمسك المنظمون بإقامة النسخة الـ64 من المعرض. لم لا طالما انّ حركة النشر لم تتوقف، وطالما انّ لبنان بكتّابه والادباء وبعض من الجمهور يبقى متعطشاً لزخم ادبي، يحول هذه التحديات الى انجاز ومغامرة، ضمن 24 نشاطاً تتوزع بين ندوات ومناقشة كتب وتكريمات أدبية لأدباء رحلوا مثل جبور الدويهي ووجيه فانوس وميشال جحا وسماح ادريس وسواهم.
وفي هذا الفضاء الثقافي، تبرز جملة تحديات تضع نجاح المعرض على المحك، وخصوصاً لعدم تواجد دور النشر العربية بالشكل المطلوب من جهة، وتراجع عمل دور النشر المحلية بحوالى 80 بالمئة من جهة ثانية، على الرغم من اعلان المنظمين عن مشاركة وازنة لدور النشر المستوردة للكتب الفرنسية كما الدور الفرنسية المتعاونة معها، وهو ما يعطي الدورة الحالية تميزاً. كما يُضاف الى جملة التحديات أيضا، أسعار الكتب وعدم حماسة الكتّاب اللبنانيين الى الإنتاج بسبب الظروف السياسية والاقتصادية، فهل أصبح اليوم جمهور المعرض والكتّاب في مكان اخر؟ حدث ثقافي ينطلق الدكتور خالد زيادة، وهو رئيس اللجنة الثقافية في “النادي الثقافي العربي” الذي ينظم المعرض إضافة الى “نقابة اتحاد الناشرين” للإجابة على هذا السؤال من تقييم نتائج الدورة السابقة للمعرض التي أقيمت في اذار من العام الجاري، مؤكداً انّ النسخة السابقة أثبتت نجاحاً، “وما حصل كان مشجعا الى حد كبير، وأظن انّ اللبناني لا يزال يتطلع الى النشاطات الثقافية مهما كانت الصعوبات”.
ويتحدث زيادة عن أهمية هذه الدورة كونها “تأتي بعد انقطاع عن النشاطات الثقافية بسبب كورونا والاحداث الأخيرة، وهذا الانقطاع لم يحصل حتى في ظل الحرب. وكنا قد بدأنا المعرض هذا العام في اذار، واليوم بعدما استكمل المعرض الشروط كافة لجهة المشاركين ودور النشر والتحضيرات اللوجستية تم الإعلان عن هذه الدورة لنشهد على حدث ثقافي ينتظره الجمهور من عام الى اخر”. أسعار الكتب وبحسب زيادة فانّ دور النشر وضعت في الاعتبار الهموم المعيشية للبناني، مؤكداً “ان غالبية دور النشر اليوم تراعي الوضع الاقتصادي ووضعت اسعاراً مخفضة جدا لتشجيع القراء، وهذا ما سيلمسه الجمهور بنفسه، ونعدكم بأنّ تكون هناك كل الأسعار التي تناسبكم، وخصوصاً انّ الكتاب قيمته كونه مادة تحفظ للتاريخ”.
من هنا يتحدث زيادة عن أنواع جمهور المعارض: “للمعرض جمهور مختلف، فثمة من يبحث عن الكتاب الارخص، وهناك فئة كبيرة من الباحثين وطلاب الجامعات وكذلك جمهور الندوات والملتقيات الثقافية. وأكرر ان تجربة شهر اذار كانت مشجعة ولم يقفل ولا دار نشر على الرغم من كل الصعوبات التي تمر بها، ولا يزال لبنان يشكل حاضنة لدور النشر ومكانا لترجمة الكتاب الأجنبي، ونتمنى من الجميع مواكبة المعرض في دورته الـ64”. شغف الكتابة فماذا عن الكتاّب واهتماماتهم ورغبتهم في انتاج كتاب قد يكلف مبالغ مالية ولكن لا يجد شارياً؟ يقول زيادة: “الكاتب ربما تأثر قليلاً ولكن حقيقة فانّ ما يعكس اهتمام الكتّاب اليوم هو حضورهم في الندوات والبرامج الكثيرة التي تواكب فعاليات المعرض. وبالتالي لا اعتقد انّ الكاتب همه الوحيد هو المردود المالي، فلم يكن يوماً هذا المردود سبيلاً للعيش وانما شغفا”.
ويتابع زيادة: “من بين النشاطات سيكون هناك احتفال بمئوية أنطون فرح، وغالباً سيكون هناك اكثر من ندوة في اليوم الواحد، وهذا ما يحمس الادباء والشعراء وكذلك الجمهور على حد سواء”.
وعن التفاؤل بهذه الدورة وتصوراته لإقبال الجمهور يؤكد زيادة: “لا يوجد خوف، متفائلون واللبنانيون ينتظرون هذا الحدث بشغف، وسنحافظ على نظرتنا التفاؤلية كما نحافظ على دورنا كجمعيات ثقافية في الاهتمام بالشأن العام، ويجب على كل اللبنانيين ان يلعبوا هذا الدور لإعادة صورة بيروت السياحية والثقافية. اليوم، الناس ملوا من سعر الدولار والاخبار، وهذا المعرض سيشكل مؤشراً على عودة الحياة اليومية العادية الى طبيعتها. ولدي ثقة بانّ اللبنانيين وعلى الرغم من كل الظروف يتكيفون مع أوضاعهم، واليوم نحمد الله انّه على الأقل ننعم بهدوء أمني وهذا أمر إيجابي يجب ان يتم استثماره.. فما نحن به اليوم ليس بمؤبد وسنخرج من الازمة”.