لبنانيات >أخبار لبنانية
اطلاق مؤسسة سليم الداوود باحتفال حاشد في راشيا ومواقف تؤكد على خيار المقاومة والمطالبة بعلاقات طيبة مع دمشق
الأحد 16 07 2023 13:08جنوبيات
نظمت حركة النضال اللبناني العربي مهرجاناً حاشداً تكريماً للزعيم الوطني الراحل سليم نسيب بك الداوود، وإطلاق مؤسسة سليم الداوود الإجتماعية، وذلك في قاعة راشيا العامّة، بحضور ممثل رئيس مجلس النواب النائب الدكتور قبلان قبلان ورئيس الحزب الديمقراطي اللبناني طلال ارسلان ورؤساء أحزاب وممثلين عن السفارتين السورية والإيرانية وفاعليات سياسية ودينية واجتماعية وثقافية وتربوية وبلدية واختيارية وأمنية وحشد من أبناء المنطقة، وقد كان في استقبال الحضور أمين عام حركة النضال اللبناني العربي النائب السابق فيصل الداوود ونائبه طارق الداوود.
تحدث في المناسبة كل من ارسلان، عضو المجلس السياسي في حزب الله محمود قماطي، أمين عام حزب الإتحاد النائب حسن مراد، أمين عام حزب البعث العربي الإشتراكي علي حجازي، النائب شربل مارون متحدثاً باسم رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل، ونائب أمين عام حركة النضال اللبناني العربي طارق الداوود.
وبعد استعراض لمزايا شخصية الراحل سليم الداوود الوطنية والعروبية شددت كلمات المتحدثين على تثبيت خيار المقاومة في مواجهة العدو الإسرائيلي، ومطالبة الدولة اللبنانية بعلاقات طيبة ومنفتحة مع سوريا.
قماطي بدأ حديثه عن مزايا شخصية سليم الداوود قائلاً :" هذه الشخصية الوطنية كرست بالفعل والقول وبالتضحية مفاهيما وطنية، والتي تجاوزت المذهبية والطائفية والفئوية والعصبية لتعمل من وادي التيم من واد الأبطال، لتعمل لوطن يريد العزة والكرامة والحرية والإستقلال"، مهنئاً بانطلاق هذه المؤسسة، وفي الشأن السياسي قال قماطي:" هذه المقاومة ستبقى حريصة إلى جانب الجيش اللبناني وإلى جانب الشعب على هذه الثلاثية وعلى أن تبقى مدافعة عن الثروة الوطنية في النفظ والغاز وعن كل حق وطني، يحاولون أن يسرقوه منا أو أن يغييروه عنا، فهذه المقاومة هي لكل الوطن ولكل شرائح الوطن ولكل مناطق الوطن هي للوطن خالصة صافية نقية، لا تشوبها شائبة، وهذه المقاومة تحرص على العيش الواحد وعلى التوافق وعلى بناء الدولة، وتحرص على الدولة العادلة وتحرص على أن لا تكون مذهبية ولا طائفية ولا فئوية، هذا منطق المقاومة وهذه المقاومة تؤمن بلبنان وطنا لجميع أبنائه يستحق الدفاع عنه بكل الدم والعطاء، وتؤمن باتفاق الطائف، وكفى أكاذيب وخداع وألاعيب، ولقد وافقنا عليه كمدخل أساس للحل في لبنان بعد حرب اهلية طاحنة، ولنعمل على تطبيق هذا الإتفاق ولنبحث لاحقا إذا كان من المفيد تطوير هذا الإتفاق أو عدم تطويره، ولننفذ هذا الإتفاق"، وتابع قماطي :" حرصنا أن نستخدم قوتنا إلى جانب قوة الجيش وقوة الشعب لمصلحة المواطن ولمصلحة الشعب اللبناني بكل شرائحه وألوانه"، وأن نكون على علاقة وطيدة بالشقيقة سوريا لأنها الرئة التي نتنفس منها ولأنها الحليف الصادق الصدوق الذي وقف إلى جانب لبنان".
وأضاف قماطي :" نحن نقول بالفم الملآن نحرص على رئيس للجمهورية اللبنانية ونسعى بجدية كاملة للوصول إليه، ولكن لنا حق في أن نعبر عن رأينا في شخص الرئيس، حقنا البرلماني والشعببي وحقنا كمقاومة".
بدوره مراد جدد الالتزام بالمقاومة كنهج و حق، ورد فعل طبيعي على الاحتلال والعدوان، مؤكداً رفض كل محاولات ضربها من أي جهة أتت، واعتبر مراد أن
كل كلام عن ترسيم حدود برية لحماية الكيان الصهيوني مرفوض، مؤكداً الوقوف بوجه هذا الطرح، " فقبل تحرير كامل تراب الوطن من الاحتلال، هذا الكلام مرفوض جملة وتفصيلاً"، وأضاف: "يلي عم يطرحو يخيط بغير هالمسلة".
وفي الإطار، وجه التحية لفلسطين ومدنها وأهلها ومقاوميها الذين يدافعون عن شرف الأمة في مواجهة الاحتلال، مجددا الوقوف إلى جانبهم حتى التحرير الكامل، "وما بعد بعد التحرير".
كما وجه التحية لسوريا، شعباً، وقيادةً، وجيشاً، والتي صمدت بوجه الفتنة الكبرى، وانتصرت على كل مخططات التقسيم التي حيكت لها وللمنطقة العربية لانها كانت ثابتة على مبادئها، والتزمت بقضايا الأمة، فلم تساوم ولم تطبع.
وفي السياق، أشار مراد إلى أن "الالتقاء العربي الواسع والمصالحة العربية الشاملة، دليل على ان امتنا لا تقوى الا بالتقاء الساحات المصرية، و السورية، والسعودية، والعراقية، لانها تاريخ الامة ومستقبلها.
كما رحب بالتقارب السعودي- الايراني، وحيا قيادات البلدين،معتبراً ان هذا الامر كان يجب ان يحصل منذ زمن.
كلمة رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل ألقاها النائب شربل مارون فقال :" نحن الرد الطبيعي والحقيقي المقاوم للمشروع الصهيوني، والذي شغله الشاغل هو تكريس وجوده العنصري عبر تفتيتنا وتقسيمنا وتدمير وحدتنا الإجتماعية والوطنية بالفتن والمؤامرات".
حجازي أكد على :"أن هذا البلد موقعه الطبيعي دائما وأبدا في قلب المشروع العروبي وحجر أساسي في مشروع المقاومة بكل أحزابها دون استثناء وفي مقدمتها مقاومة حزب الله بقيادة السيد حسن نصرالله"، وتابع حجازي :"في هذا البلد لا تطبيع وإصرار على استكمال التحرير لآخر شبر وفي هذا البلد لا إمكانية لانتخاب رئيس للجمهورية لا يؤمن بالعروبة وبالمقاومة بالعلاقة الطبية والطبيعية مع سوريا بقيادة الرئيس الأسد".
بدوره ارسلان وصف شخصية سليم الداوود فقال :" هذه الشخصية الوطنية المقاومة والتي كبرنا ووعينا على هذه الشخصية بمروءتها ونضالها وشهامتها وتضحياتها وصدقها وعلى الاتزام بالثوابت الوطنية والقومية العربية الأصيلة".
وأكد ارسلان على :"أن منطقة وادي التيم وجبل الشيخ بأرضها الطاهرة وأهلها الشرفاء الأبطال، هذه المنطقة التي تقع وسط مثلث لبنان وفلسطين وسوريا، هذه المنطقة كانت وما زالت وستبقى وطنية حرة مقاومة مهما تبدلت الظروف أو تغييرت، ثباتها من ثبات جبالها وشموخها من شموخ شيبها وشبابها ورالها وبياض ثلجها من بيض عمائمها ونقاء مشايخا الأطهار فراشيا والمنطقة مقاوِمة مقاوِمة مقاوِمة".
وتابع ارسلان قائلاً :" نقولها وبالفم الملآن من هذه المنطقة بأن سوريا انتصرت.
واردف ارسلان :" في لبنان وفي ظل هكذا نظام سياسي عقيم لا حل فيه إلا بالتفاهم والحوار والتفاهم والحوار يجب أن يكون على قاعدة ليس البحث فقط في موضوع من سيكون رئيس الجمهورية إنما مبدأ الحوار يكون بفتح كل الأوراق على الطاولة بشكل واضح وصريح ورفض مطلق لأي أنواع الطائفية والمذهبية والعنصرية البغيضة التي أوصلت لبنان إلى وصل إليه اليوم، أما عرض العضلات والتذاكي والمكابرة والمزايدة فلا يوصلون إلا إلى ما وصلنا إليه اليوم إلى الهلاك والإنهيار على الصعد والمستويات كافة وإلى الفراغ في المؤسسات الدستورية والشلل شبه التام في القيام بدورها، يعني بالخلاصة نحن عايشين ببلد على قاعدة سارحة والرب راعيها، بلد ينازع في اقتصاده وماليته ونقده وأمنه وقضائه واستشفائه ووزاراته وإداراته كافة، فلا أفق للحل والخلاص وسط تعنت الأفرقاء والإنقسام الحاد نتيجة تركيبة هذا النظام السياسي العقيم".
راعي الحفل نائب أمين عام حركة النضال اللبناني العربي طارق الداوود شكر الحضور والمتحدثين واهل المنطقة على تلبيتهم للدعوة، وبعد استعراض للمواقف الوطنية الكبيرة التي وقفها سليم نسيب الداوود قال:" أمام هذا الخراب والدمار الإقتصادي والإجتماعي والمالي والثفاقي والذي يوشك أن يقضي على الوطن إذا لم نوقفه بسرعة تعادل سرعة الإنهيار الممنهج الحاصل، وهنا تدفعنا مسؤوليتنا إلى تفعيل التضامن في بيئتنا التي تعاني الأمرين في الإهمال الرسمي المقصود والحرمان الخانق والذي أضحت من جراء هذا الحرمان المتعمد شبه ممحية من جدول اهتمامات هذا النظام السياسي اللعين الذي يجر خلفه الفقر والجوع والأمراض وانعدام الحد الأدنى من العدالة الإجتماعية بالإضافة إلى جماعة التهويد"، وتابع الداوود:" من هنا وبعد الإتكال على الله عزّ وجل عقدنا العزم على إطلاق هذه المؤسسة الإجتماعية لتكون في خدمة أهنا الأوفياء الشرفاء ولرفع الضيم عن بيئتنا ومنطقتنا الصامدة والمعذبة والمنهوبة على أيدي عصابات الفساد والإفساد والإجرام المنظم التي نفذت ولا زالت تنفذ المخططات الصهيونية بحيث أوصلت وطننا الحبيب لبنان إلى الكارثة الكبرى المتمثلة بسقوط القيم الوطنية والأخلاقية والإنسانية كافة، إذ تحمل هذه المؤسسة إسم سليم الداوود وليس السبب لكونه مجرد زعيم وطني بل لأن شخصيته ممزوجة من الصدق والنزاهة، وهاتان الفضيلتان اللتين يتمييز بهما الموحدون الدروز حتى قيل فيهم الصدق جرعتهم، إن مؤسسة سليم الداوود الإجتماعية تجسد القيم المناقضة تماما للقيم السائدة في زمن الإنحطاط هذا، مما يضع على كاهلنا مسؤوليات جسام لإنجاح هذه المؤسسة".
الداوود أكد على الإستمرار في المسيرة الوطنية العروبية :"إنطلاقا من الترابط الوثيق بيننا وبين سوريا الشقيقة بقيادة الرئيس الدكتور بشار الأسد وما يمييز هذه العلاقة بين البلدين على كافة الصعد الجغرافية والإجتماعية والإقتصادية والسياسية الداعمة لخط المقاومة ضد العدو الإسرائيلي في لبنان وفلسطين والجولان المحتل، وهنا لا بد من توجيه التحية للأخوة في المقاومة ولأهلنا في الجولان المحتل ولكل المقاومين الشرفاء، إن الإصرار من قبل الشعب والجيش والمقاومة على الإبقاء على الخيمتين في منطقة شبعا، هو انتصار وتأكيد على الثلاثية الذهبية، وهو دليل واضح على مدى قوة المقاومة ومعادلة الردع التي لا يجرؤ العدو الصهيوني على تغييرها، ومن لبنان إلى فلسطين إلى جنين، حكاية انتصار واحدة"، وأردف الداوود حول الطائفية السياسية قائلاً :" لقد آن الأوان لإنقاذ الوطن عبر دفن الطائفية السياسية وإيجاد نظام عصري مدني يحمي البلاد ويصون العباد، نظام يرتكز على المواطنية فيكون ولاء المواطن لوطنه وليس لطائفته، كذلك على المسؤولين الإسراع في ملئ الشواغر وأولها انتخاب رئيس للجمهورية ويحميه من التدخلات الخارجية ومن المؤامرات التي تحاك ضد لبنان وآخرها الموقف الأوروبي الخطير الرافض لعودة النازحين السوريين إلى بلادهم وهو تدخل سافر في الشؤون البنانية الداخلية، وللأسف لم يصدر أي موقف رسمي واضح من رئاسة الحكومة بهذا الخصوص".
بعدها تلقى الداوود التهنئة من كافة الشخصيات والأهالي على إطلاق مؤسسة سليم الداوود الإجتماعية.