جورج برنارد شو كاتب ساخر، ومؤلّف إيرلندي شهير، أعماله ذات نكهة كوميديّة بأبعاد تراجيديّة تُحاكي الواقع المأزوم بشكل دراماتيكيّ. 

ذات ليلة في إحدى حفلات السّمر، جلست امرأة فاتنة الجمال بجانبه، وأخذت تنظر إليه بإغراء المرأة اللّعوب. فإذا به يهمسُ في أذنها:
 "هل تقبلين أن تقضي ليلة معي مقابل مليون جنيه؟"
 ابتسمت وردّت في استحياء:"طبعًا، وبكلّ سرور". عاد وسألها مرّة ثانية بعدما لمسَ رضاها: هل من الممكن أن نخفض المبلغ إلى عشر جنيهات؟ فغضبت وصرخت في وجهه قائلةً:
 "من تظنّني أكون يا هذا؟" عندها التفت إليها قائلًا:
 "سيّدتي، نحن عرفنا من تكونين، نحن اختلفنا فقط في قيمة الأجر!"
 وقد أدرجَ الكاتب هذه القصّة السّاخرة في مذكّراته، مشبّهًا إيّاها بما يحصل في الواقع السّياسي، إذ تتغيّر المواقف عند الانتهازيّين بناءً على من يدفع أكثر، فإذا انخفض أجرهم انقلبوا إلى المعارضة وحدّثونا عن الوطنيّة وعن المبادئ والشّرف!
 نعم.. بمثل هؤلاء السّاقطين تتلوّث الأوطان ويعمّ الفساد، ويحلّ الخراب والدّمار على جميع المستويات.
 
آخ يا بلدنا... ما أكثر هؤلاء السّاقطين في هذا الزّمن الأغبر... وما أكثر المارقين والمرتزقة في أكثر من عنبر... وما أقلّ الشّرفاء والصالحين، فهل بإمكانك أن تتخيّل أو تتصوّر...!