أثارت دعوة ملك المغرب محمد السادس لإلغاء شعيرة ذبح الأضاحي هذا العام تفاعلاً كبيراً بين مؤيدين ومعارضين. هذه الدعوة تُرجمت بإعلان وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية أحمد التوفيق قرار إلغاء شعيرة عيد الأضحى بسبب الضغط المتزايد على قطعان الماشية، نتيجة سنوات متتالية من الجفاف.

وأكّد التوفيق في تصريحاته أن القرار يأتي ضمن رسالة من الملك حرصاً على تمكين المغاربة من أداء الشعائر الدينية في أفضل الظروف الممكنة، مع مراعاة التحديات المناخية والاقتصادية التي تواجه البلاد، والتي أدت إلى تراجع كبير في أعداد الماشية. واعتبر أن إقامة الشعيرة في ظل هذه الظروف ستُلحِق أضراراً واسعة، خصوصاً بالفئات ذات الدخل المحدود.

ورغم مبررات القرار، إلا أنه أثار انتقادات واسعة، لا سيما من مربي الماشية الذين يرون أن الإلغاء يُفاقم من أزمتهم في ظل استمرار الجفاف وندرة رؤوس الماشية الجاهزة للذبح.

وفي سياق متصل، نفت تونس شائعات حول اتخاذ قرار مماثل. وأكد ديوان الإفتاء التونسي أن شعيرة الأضحية "سنة مؤكدة" ولا نية لإلغائها.

الجدير بالذكر أن إلغاء شعيرة الأضاحي في المغرب ليس جديداً، إذ سبق اتخاذ قرارات مشابهة ثلاث مرات في عهد الملك الراحل الحسن الثاني، كان أولها عام 1963 بسبب تبعات "حرب الرمال"، والثانية في عام 1981 نتيجة أزمة اقتصادية وجفاف، والثالثة عام 1996 بسبب تراجع أعداد الماشية.