مقالات مختارة >مقالات مختارة
«مستشفى جزين الحكومي» بين «مطرقة» التجاذبات السياسية و«سندان» التقصير الرسمي
تجهيزات متطوّرة وأقسام جاهزة لاستقبال المرضى تنتظر الإستفادة منها والتشغيل
د. بشارة الحجار: نبذل جهوداً مضنية للنهوض وتطوير المستشفى
«مستشفى جزين الحكومي» بين «مطرقة» التجاذبات السياسية و«سندان» التقصير الرسمي ‎الأربعاء 17 02 2016 07:45
«مستشفى جزين الحكومي» بين «مطرقة» التجاذبات السياسية و«سندان» التقصير الرسمي

ثريا حسن زعيتر:

عندما تدخل السياسة إلى أمر ما فإنها تفسده، خاصة إذا كان مرفقاً خدماتياً، وبالأخص إذا كان صحياً...
هذا هو واقع الحال في «مستشفى جزين الحكومي»، الذي يشير البعض إلى أنه ضحية السياسة، بتعرّضه لسجال سياسي، واستهداف دوره وبث شائعات مغرضة حوله، حيث ينطبق عليه المثل بأنّه يقع بين «مطرقة» التجاذبات السياسية... و«سندان» التقصير الرسمي...
وعلى الرغم من التطوّر الذي شهده «مستشفى جزين الحكومي» منذ العام 2011، إلا أنه على عكس بعض المستشفيات الحكومية في لبنان، ما زال يتعرّض لعرقلة من قِبل بعض السياسيين، ما يحول دون تفعيل أقسامه واستخدام أدواته بشكل كامل...
لكن الإدارة المشرفة على المستشفى والعاملين فيه والكثير من المواطنين في قضاء جزين الذي يمثّل 55 بلدة وقرية، لديهم إصرار على المثابرة للنهوض بالمستشفى، وتقديم أفضل الخدمات الطبية والاستشفائية...
«لـــواء صيدا والجنوب» زار «مستشفى جزين الحكومي» والتقى رئيس مجلس الإدارة الدكتور بشارة الحجار، ووقف منه على ما يعانيه المستشفى من عقبات تعترض تطويره وتقدّمه، وخلفيات الهجوم الذي يتعرّض له...

تحدِّ.. وإصرار

تستحق مدينة جزين والبلدات المجاورة الكثير من الاهتمام، فالمنطقة عانت من الاحتلال الإسرائيلي والحزام الأمني، ما أدّى إلى حرمانها من التطوّر والتقدّم، وأمام إصرار فاعليات وأهالي وأطباء مدينة جزين، قرّروا إعادة افتتاح المستشفى بالتعاون مع «منظمة مالطا» و«راهبات القلبين الأقدسين» وبعض مؤسّسات الدولة من أجل تأمين الحد الأدنى من العلاج في المنطقة، فبدأ المستشفى يتوسّع بشكل تدريجي حتى بات يضم أقسام: التوليد، الصحة العامة، البنج، العظم، الجراحة العامة، المسالك البولية، العيون وقسم الطوارئ الذي يعمل على مدار الساعة مع وجود طبيب مناوب إلى جانب 14 طبيباً و30 ممرضاً وموظفا، ويضم المستشفى 50 سريراً، مزوّداً بأحدث التجهيزات من الآلات والمعدات الطبية.
الدكتور الحجار قال: «عندما قرّرت أن أبقى في جزين، وتحديداً في المستشفى، فذلك لأنني أحب منطقتي، وهي بحاجة إلى تأمين كافة الاحتياجات الطبية والاستشفائية والعلاجية، لأنه كان هناك الكثير من التحدّيات والعوائق، وتحديداً إبان الاحتلال الإسرائيلي للمنطقة، وبعد التحرير عملت جاهداً وبمثابرة على تحقيق حلم المستشفى، وها هو الحلم قد أصبح واقعياً لأهالي جزين والبلدات والقرى المجاورة، حيث تم افتتاح المبنى الجديد للمستشفى في العام 2011، بتجهيزات جديدة لجميع أقسامه، وتحديداً غرفة الطوارئ التي تعمل 24 ساعة لخدمات الإسعاف والحالات السريعة، أما قسم الأشعة فإنه يغطّي 75% من حاجات المواطنين، ومنها تصوير: سكانر، الثدي، الصوتي، وأيضاً المختبر الذي يغطي كافة الفحوصات، بالإضافة إلى الأقسام الاستشفائية التي تعنى بـ: الأطفال، الصحة العامة، الجراحة العامة، جراحة العظم وجراحة العيون، وإجراء عمليات جراحية بمعدات وأجهزة حديثة قادرة على استقبال المرضى».
وأشار إلى أن «العائق الذي يقف أمام تفعيل المستشفى ناتج عن الموقع الجغرافي، حيث يعتبره المرضى بعيداً، وأيضاً نزوح أهل الجبل نحو المدن، وكذلك ما تعانيه جميع المستشفيات النائية من صعوبة تأمين الطاقم الطبي، لجهة تفضيل الأطباء البقاء في البلدات والقرى، لأنه لا توجد كثافة عمل، ولكن بإمكاننا تأمين العدد الكافي من الأهالي للبقاء في جزين».

تطوّر... وعرقلة

ويتوقف قليلاً قبل أن يكمل حديثه قائلاً: «للأسف الشديد، وعلى الرغم من التطوّر الذي شهده المستشفى من أجهزة ومستلزمات طبية وتطوير للأقسام وغرفة الطوارئ والأشعة، وغرف العمليات لاستقبال مرضى، إلا أن السياسية الممنهجة ضد نجاح المستشفى، تحاول تعطيل هذا المرفق الصحي، الذي يحتاج إليه المواطنون، حيث يجري بث أخبار بأنّ المستشفى غير فعّال، وهو ما يصدّقه - للأسف - بعض المواطنين البعيدين، وأيضاً هناك أطباء عندما يتم الطلب منهم الحضور إلى المستشفى، يرفضون ذلك، جرّاء ما يشاع عبر بعض وسائل الإعلام، ويؤسفني أن بعض السياسيين يحاولون تشويه سمعة المستشفى، على الرغم من أنه مرفق صحي للجميع، وعليهم العمل على تنميته، وتكمن خطة تفعيل المستشفى في تحفيز الأطباء الذين نطالبهم بأن يلتزموا بدواماتهم من أجل تحفيز المواطنين على القدوم ورفع ثقتهم بالمستشفى، وأنا قناعاتي تكمن ضمن رسالتي المهنية ومهمتي خدمة جميع الناس، وسياستي هي ضميري المهني»؟

وعود... وهمية

واستطرد قائلاً: «إن البرنامج الانتخابي لنواب منطقة جزين في العام 2009، ركّز على إنماء المنطقة وتطوير القطاعات فيها، أو إيجاد فرص عمل للمساعدة على بقاء المواطنين في أرضهم وتشجيع الأهالي على العودة والازدهار ودعم رؤوس الأموال للعمل فيها، هذا بالإضافة إلى افتتاح مصانع وجامعات، لكن أين هي هذه الوعود؟... فيجب على نواب المنطقة الإسهام في التنمية، خاصة الاستشفاء ولدينا في «مستشفى جزين الحكومي» 60 فرصة عمل وهذا العدد يساعد عائلات كثيرة في المنطقة، ونتمنى على السياسيين أن يتركونا نعمل من أجل توفير المزيد من فرص العمل في المنطقة، وتشجيع الأهالي على البقاء في أرضهم وعدم مغادرتها».
وأردف قائلاً: «نعم لقد مرّت المستشفى بمحنٍ كثيرة عصفت بها، ودائماً كنا نسعى جاهدين من أجل عدم تكرار الأخطاء، ومنها محاولة تشويه سمعة المستشفى، لجهة العمل فيها، ومعاملة المرضى، والكادر الطبي، إضافة إلى عدم دفع رواتب الموظفين، لكن العكس هو صحيح، فالعمل في المستشفى جارٍ بطريقة سليمة وممتازة، وهي مجهّزة لاستقبال العمليات، وحتى العناية الفائقة، والموظفون يقبضون رواتبهم نهاية كل شهر، وفي السابق تقدّمنا بتحفيز الأطباء 6 أشهر، ووافق عليها وزير الصحة السابق الدكتور محمد جواد خليفة، لكن للأسف لم يصل التحفيز إلى خواتيمه السعيدة، لأن الوزارة تغيّرت، وقد طلبنا من الوزير الحالي وائل أبو فاعور إمكانية إعطاء الأطباء 3 أشهر تحفيز بدلاً من 6، لأنه يجب الأخذ بعين الاعتبار مصاريف المستشفيات في المناطق الجبلية، فهي باهظة الكلفة، ففي فصل الشتاء كلفة الصيانة والتدفئة مرتفعة في هذه المناطق، ما يجعل «مستشفى جزين الحكومي» على حافة العجز».
وختم الدكتور بشارة مشدّداً على «أهمية تقديم الدعم السياسي والإعلامي مع الدعم المادي، ونحن يدنا ممدودة للتعاون على جميع المستويات، ومع الجميع خدمة لمنطقتنا، ومن أجل تنميتها وازدهارها».

د. بشارة الحجار يتابع بدقة كل التفاصيل

المختبر

التصوير الصوتي

... والمستشفى القديم

غرفة الطوارئ 

تصوير سكانر