لبنانيات >أخبار لبنانية
الإستقلال الـ 75
الإستقلال الـ 75 ‎الأحد 21 10 2018 11:47
الإستقلال الـ 75

جنوبيات

يحيي لبنان هذه السنة الذكرى الخامسة والسبعين لإستقلال لبنان، الذي يُحافظ عليه بالدّم والعرق، بإحتفالات يشارك فيها الجميع على امتداد مساحة الوطن، صغارًا وكبارًا، إلى جانب جيشهم، الذي أثبت أنه سياج الوطن وحامي الحمى، وهو الذي قدّم الكثير من الشهداء ليبقى الجبين عاليًا، وليبقى للإستقلال الحقيقي معناه الوطني.

وبين الـ 7 والـ 5 علاقة مميزة وترابط في المعاني والعِبر.

فالرقم 7 يرمز إلى علامة النصر، وهو تُرجم في أكثر من محطّة تاريخية، وكانت المؤسسة العسكرية في كل محطّة من هذه المحطّات العلامة الفارقة، وتركت فيها أكثر من بصمة تؤسس لمستقبل واعد، على رغم ضبابية الوضع السياسي الداخلي المتأثّر بأزمات المنطقة.

وقد رافق الرقم 7 المحطات الخمس البارزة والمهمة والمفصلية في حياة الوطن، وهي حسب الترتيب الزمني:

1- حصول لبنان على إستقلاله في العام 1943، وهو أستحقّه عن جدارة وعن إيمان أبنائه بأن يكون وطنهم حرًّا وسيدًّا ومستقلًا، بكل ما لهذه الكلمات من معاني صادقة، وكان خيار اللبنانيين يوم تظاهروا، مسلمين ومسيحيين، جنبًا إلى جنب، للمطالبة بإستقلال بلدهم، فسقط منهم شهداء وسالت دماء كانت كافية لمعمودية الإنتقال إلى فجر جديد تحت شعار "لا للغرب ولا للشرق".

2 -إجتاز لبنان في العام 1958 فتنة داخلية وأستطاع وأدها في مهدها قبل أن تنفجر الساحة الداخلية بفعل التدخلات الخارجية، تحت شعار "لا غالب ولا مغلوب"، وتولى اللواء فؤاد شهاب رئاسة الجمهورية، وهو أول قائد للجيش ينتخب لرئاسة البلاد، وقد لحق به إلى هذه القيادة من صفوف المدرسة العسكرية كل من الرؤساء أميل لحود وميشال سليمان والرئيس الحالي ميشال عون.

- بعد سنوات من الحرب العبثية التي أندلعت شرارتها في 13 نيسان من العام 75، وبعد محاولات عدة لتقسيم الجيش إلى ألوية طائفية وفرز المناطق اللبنانية بين شرقية وغربية عبر خطوط تماس، إستطاع لبنان ومؤسسته العسكرية إلى لملمة الجراح وعاد لبنان موحدّا وتغلب على مشاريع التقسيم والتشرذم، وعادت بيروت واحدة وعادت المؤسسة العسكرية إلى إنضباطيتها ومناقبيتها، وهي المؤسسة التي كان لها الدور الرئيسي في تثبيت أقدام الشرعية اللبنانية على كل شير من أرض الوطن.

- في العام 2000 تحرّر لبنان من الإحتلال الإسرائيلي وذلك بخروج آخر جندي إسرائيلي عن أرض لبنان، حيث أنتشر الجيش اللبناني على كامل الحدود الجنوبية فارضًا الأمن والإستقرار.

- في صيف العام 2017 أستطاع الجيش تحرير الحدود الشرقية من الإرهاب ودحر خطره من الداخل والخارج، وأحبط مخططاته لزعزعة الإستقرار الداخلي.
 
وفي ظل هذا التلازم بين رمزية الأرقام سيكون لبنان في الثاني والعشرين من تشرين الثاني 2018 على موعد مع الماضي، وما فيه من تضحيات وجهاد، ومع المستقبل بما يحمله من بشائر تبقى أقوى من العواصف والأنواء.