عادت في الساعات الأخيرة المفاوضات الجدية لإعادة المياه الإيجابية إلى مجاريها في مسألة تشكيل الحكومة من دون إحراز أي خرق جدي في هذه المسألة، لكن الأسئلة لا تزال تطرح حول الأسباب التي أدت إلى عرقلة التشكيل في اللحظة الأخيرة؟

تتحدث مصادر مطلعة عن رغبة لدى فريق الثامن من آذار بتكريس الفوز الذي حققه في الإنتخابات النيابية، وتقريش التقدم الذي حققه المحور الحليف له في المنطقة على حساب المحاور الأخرى وذلك عبر تحسين حصته في السلطة التنفيذية.

وتلفت المصادر إلى أن "حزب الله" يسعى بشكل واضح إلى فرض توازن مختلف في مجلس الوزراء، من خلال الوصول إلى معادلة 20 - 10، أي حصول الحزب وحلفائه على نحو 20 وزيراً مقابل 10 وزراء لباقي الأفرقاء.

وترى المصادر أن كل المؤشرات توحي بأن هناك سعي جدي للوصول إلى هكذا توازن في الحكومة، وهذا ما لا يزعج الرئيس ميشال عون.

وتشير المصادر إلى أن حصول رئيس الجمهورية و"التيار الوطني الحرّ" على عشر وزراء إضافة إلى وزير درزي يسميه رئيس الجمهورية، وحصول "حزب الله" وحركة "أمل" على 6 وزراء، إضافة إلى وزير المردة والوزير السني الذي يعمل "حزب الله" على إيصاله يعني أن حصة الثامن من آذار ستصل إلى 19 وزيراً في الحكومة.

وتعتبر المصادر أن الوصول إللى عتبة الثلثين في مجلس الوزراء يفرض إقصاء القوات اللبنانية عن الحكومة من جهة، ووضع إقليمي مختل التوازن من جهة أخرى، وحتى اللحظة لا يبدو أن أي من الأمرين متاح.