عربيات ودوليات >أخبار دولية
تركيا تحاول فرض نفسها على الواقع السوري وايران تثبّت وجودها بقواعد عسكرية
تركيا تحاول فرض نفسها على الواقع السوري وايران تثبّت وجودها بقواعد عسكرية ‎الاثنين 26 11 2018 17:50
تركيا تحاول فرض نفسها على الواقع السوري وايران تثبّت وجودها بقواعد عسكرية

جنوبيات

 

سجل الميدان السوري سلسلة تطورات ملفتة سبقت عقد جولة جديدة من مفاوضات مؤتمر "آستانا" المخصصة للمجموعات المسلحة نهاية الاسبوع الحالي برعاية روسية واستضافة كازاخية، ما يؤشر عملياً الى محاولة الاطراف المعنية بالأزمة السورية تحسين شروطها "ميدانيا" قبل الدخول بالمفاوضات الجدية الكفيلة بوضع الحرب العسكرية وزرها، ولتنطلق عملية انتقالية ضبابية المعالم.

في هذا الاطار، لم تخفف استضافة "السلطان" التركي رجب طيب أردوغان لـ"القيصر" الروسي فلاديمير بوتين عند افتتاح الممر المائي الجديد على شواطىء اسطنبول من حجم الهوة التي تطبع بلديهما بصفتهما طرفان داعمان للاستقرار المطلوب في محافظتي ادلب وحلب، حيث يتشدد الجانب التركي بضرورة الفصل بين جبهة النصرة والمجموعات الاسلامية المعتدلة ومنح الفرصة لقوات الفصل التركية للسيطرة على مناطق نفوذ "النصرة" دون خوض غمار الخيار العسكري مع ما يحمله ذلك من أثمان باهظة عسكريا وبشريا، في حين تعارض موسكو ما تسميه "الميوعة" التركية بالتعامل مع المجموعات المتطرفة حيث ترى بوجوب القضاء على المتطرفين والتعامل معهم عسكريا .

ليس هذا فحسب، فقد اعربت تركيا عن امتعاضها المتكرر من انفراد روسيا في البحث بتصورات الحل السلمي في سوريا، فاردوغان يرغب الحصول على ضمانات على عدم اعطاء اي دور لاكراد سوريا من جهة كما يندفع بالنقاش ان لم يكن التدخل بتحديد المرحلة الانتقالية بما في ذلك صلاحيات الرئيس واشرافه على مختلف السلطات الاخرى في البلاد كما في تحديد طبيعة السلطات التنفيذية اي حجم صلاحياتها اي الحكومة السورية العتيدة .

هذا الامر لا يروق كثيرا لموسكو التي باتت تحظى بتفويض أميركي شبه كامل في سوريا مع بعض التفاهمات، خصوصا أن واشنطن اكدت على لسان موفدها جيمس جفري مرارا ثوابتها في سوريا القائمة على القضاء نهائيا على داعش كما انسحاب الميلشيات الشيعية وانحسار دور ايران، بالمقابل ردت الخارجية الروسية مرارا وباقتضاب بأن "سحب ايران ليست مشكلة روسيا لوحدها"، وبين الطرفين سلسلة قواسم مشتركة حيال الحد من النفوذ الايراني في سوريا تحتاج الى ترجمة عملية هي غير متوافرة حاليا . 

ايران تبدو في مكان آخر، فهي تجهد لمواجهة اصرار اميركا على انسحابها بفرض واقع ميداني من الصعب تجاوزه، بحيث باشرت "مجموعاتها" والتي تتكون من عدة فصائل شيعية من ايران وافغنستان والعراق وسوريا تكثيف انتشارها في منطقة "التنف" الاستراتيجية انطلاقا من الحدود العراقية مستغلة ثغرة اساسية تتعلق بوجوب توغل العراق للأراضي السورية لمساحة 10 كلم دون قدرة اميركا عمليا على قصف تلك الحشود، الملفت هو اصرار الميلشيات الشيعية التمركز في قواعد ثابتة على مقربة من قاعدة اميركا التي تضم مطارا عسكريا بمساحة 30 كلم ما يعد الالتصاق بالمجال الحيوي للتمركز العسكري الاميركي في سوريا.