عربيات ودوليات >أخبار دولية
منتدى اقتصادي سيغيّر المنطقة: لبنان غاب.. وهذه قصة الـ15 مليار دولار!
منتدى اقتصادي سيغيّر المنطقة: لبنان غاب.. وهذه قصة الـ15 مليار دولار! ‎الأربعاء 16 01 2019 13:43
منتدى اقتصادي سيغيّر المنطقة: لبنان غاب.. وهذه قصة الـ15 مليار دولار!

جنوبيات

 

نشرت مجلة "فورين بوليسي" الأميركية تقريراً عن منتدى غاز شرق المتوسط (‏EMGF‏) الذي يضم مصر والأردن وإسرائيل و"الأراضي الفلسطينية" وقبرص واليونان وإيطاليا والأردن، معتبرةً أنّ المنتدى يؤطر العلاقات النامية في مجال الطاقة بين "الخصوم الجدد"، ومن شأنه أن يستنهض عملية تطوير البنى التحتية اللازمة في مجال الطاقة بهدف الاستفادة من إمكانات المنطقة كمصدر للطاقة لأوروبا والخارج. 

وفي تقريرها، نبّهت المجلة من أنّ المنتدى، الذي أُعلن عن تأسيسه يوم الاثنين الفائت في القاهرة، يعزز بشكل خاص العلاقات التجارية النامية بين إسرائيل ومصر، إذ يُتوقع أن تبدأ إسرائيل بتصدير الغاز الطبيعي إلى مصر خلال الأشهر القليلة المقبلة، وذلك بموجب اتفاق تقدّر قيمته بـ15 مليار دولار. 

كما سلّطت المجلة الضوء على غياب "دول بارزة" عدة، ومنها سوريا ولبنان، اللذيْن يحاولان تطوير حقول "محتملة" للغاز الطبيعي، و"لا سيما تركيا"، موضحةً أنّ معارضة أنقرة المتكررة لعمليات التنقيب مقابل ساحل قبرص (تعتبرها تركيا منطقة "متنازع عليها") ألقت بظلالها على تطوير عمليات استكشاف الغاز الطبيعي في المنطقة. 
وفي تعليقها، رأت الخبيرة في مجال الطاقة في جامعة جورج تاون، برندا شافر، أنّ المنتدى سيعزز "المباحثات بين البلدان التي تتعاون في ما بينها أصلاً"، آملةً في مشاركة تركيا في جولته المقبلة، لقدرة هذه الخطوة على إضفاء أهمية أكبر للمنتدى. 

وفيما تحدّثت المجلة عن استعداد إسرائيل لتصدير الغاز إلى مصر، وإنتاج مصر ما يكفي من الغاز، وأمل لبنان في البدء بأعمال التنقيب عن الغاز، ومحاولة قبرص تطوير مواردها الخاصة من الغاز الطبيعي، حذّرت من أنّ الطريق أمام المنتدى ليصبح مركزاً "حقيقياً" للطاقة كما يأمل كثيرون المنطقة وحتى في بلجيكا، ما زال طويلاً.

وفي هذا الصدد، بيّنت المجلة أنّ التحدّي الأول يتعلق بمسألة استخراج الغاز وبيعه في الأسواق، لافتةً إلى أنّ قبرص ما زالت تبحث إمكانية مد خط أنابيب من حقولها البحرية إلى مصر، ومضيفةً بأنّ الخطط الرامية إلى مد خط إلى جنوب أوروبا عبر جزيرة كريت تواصل اصطدامها بالحقائق السياسية والاقتصادية. 

وعليه، عرضت المجلة خياراً آخر يقضي ببناء محطات للغاز الطبيعي المسال بغرض شحنه عبر الصهاريج لاحقاً، مستدركةً بأنّ المشكلة تكمن، إلى جانب الكلفة الباهظة، في صعوبة منافسة إمدادات الطاقة الروسية إلى أوروبا. وهنا، شرحت المجلة أنّ كلفة الغاز الطبيعي المسال تتخطى بأشواط كلفة الغاز الذي يُنقل عبر خطوط الأنابيب، موضحةً أنّ الغاز الروسي رخيص "بشكل استثنائي". 

وفي تحليلها، رأت المجلة أنّ هذا الواقع يبرر سبب ازدياد اعتماد أوروبا على روسيا في هذا المجال، ناقلةً عن شافر قولها: "الغاز الروسي أرخص من منافسيه، لذا سيكون من الأصعب على غاز منتدى الشرق الأوسط الوصول إلى هذه الأسواق بأسعار باهظة". 

في المقابل، بيّنت المجلة أنّ المنطقة قادرة على جني الفوائد من دون تصدير الغاز، مشيرةً إلى أنّ مصر مثلاً تستخدم مصادر الغاز الطبيعي المحلية للتغذية الكهربائية، وإلى أنّه يُتوقع للطلبات على الغاز الطبيعي أن تزداد.