عام >عام
المستشفى التركي للحروق.. بين أفق التشغيل وإمكانيته
المستشفى التركي للحروق.. بين أفق التشغيل وإمكانيته ‎الخميس 11 08 2016 10:25
المستشفى التركي للحروق.. بين أفق التشغيل وإمكانيته

رأفت نعيم

 

يظهر آخر تقرير اعدته لجنة تسيير اعمال المستشفى التركي للحروق في صيدا انه يحتاج للسنوات الخمس الأولى للتشغيل الى 32 مليون دولار. يشمل هذا التقرير جردة بالموجودات والنواقص وكلفة اصلاح المبنى من آثار ابقائه مقفلا طيلة خمس سنوات وتسعة اشهر وصيانة المعدات وتأمين بديل احتياطي لها في حال تعطلت.

وينقل القيمون على المستشفى عن وزير الصحة وائل ابو فاعور وعده بتأمين مليوني دولار من الآن وحتى نهاية العام للبدء بالمرحلة الأولى من التشغيل، فهل يكفي هذا المبلغ لانطلاقة المستشفى؟.

يقول رئيس لجنة تسيير اعمال المستشفى رئيس بلدية صيدا محمد السعودي: طلبنا 5 ملايين دولار للبدء بتشغيله. لكن وزير الصحة وعد بتأمين جزء منها. ومؤخرا اتصل بنا مصرف لبنان لنفتح حساباً مصرفياً للمستشفى. ونحن كبلدية وكلجنة وبمؤازرة من نائبي المدينة الرئيس فؤاد السنيورة والسيدة بهية الحريري، وبدعم ومتابعة من الوزير ابو فاعور، جادون في العمل على فتح المستشفى لكن قبل ذلك نسعى جاهدين لتأمين استمراريته لأننا لا نريد ان نفتحه لبعض الوقت ثم نقفله بسبب عدم توافر الأموال اللازمة . ويشير نائب رئيس اللجنة والمدير العام التنفيذي للمستشفى الدكتور غسان دغمان الى ان «مبلغ المليوني دولار لا يكفي. فعليا المستشفى يحتاج الى ستة ملايين دولار لينطلق»، لكنه يؤكد ان «الجميع دون استثناء يسعى وليس هناك من يعرقل». ويقول: هناك متابعة حثيثة من الرئيس السنيورة والنائب الحريري والوزير ابو فاعور الذي يتابع بشكل يومي عبر الدكتور انطوان رومانوس. ونستطيع القول ان النية للتشغيل واضحة وقوية ونحن ارسلنا تواقيعنا الى البنك المركزي لفتح حساب خاص بالمستشفى. لكن المبلغ الموعود بالكاد يغطي بين تصليح المبنى والمعدات الموجودة وصيانتها وبين تأمين المعدات الطبية الاساسية الضرورية . وانا لم اتحدث بعد عن الكادر البشري والتوظيف. 

وعن امكانية تشغيل المستشفى على مراحل يعتبر دغمان ان «مجرد فكرة التشغيل على مراحل لا يعني ان تفتح طابقا والثاني لا، لأن الأمور الأساسية يفترض ان تكون موجودة في المستشفى، فسواء شغلت سريرا واحدا او كل المستشفى انت ملزم بتأمين تلك الأساسيات». 

ويرى ان اهمية هذا المستشفى تكمن في كونه متخصصا بالحالات الطارئة والحروق والحوادث مثل اصابات الرصاص والآلات الحادة وحوادث السير والسقوط وغيرها. وهو يغطي منطقة جغرافية تبدأ من حدود العاصمة بيروت الى الحدود الجنوبية وشرقا الى الشوف. ويقول: هذا المستشفى سيقدم نوعية العمل وسرعته وجودته والمعرفة بمضاعفات هذا العمل بطريقة اوضح. وهناك حاجة لهذا النوع من الاستشفاء في كل لبنان. ويلفت الى انه يوجد في المستشفى 103 اسرّة بما فيها العناية الفائقة وهو يحتاج الى 333 موظفا مع الاطباء والممرضين وهؤلاء يحتاج مستشفى متخصص لعدد اكبر منهم لأن نوعية الاستشفاء تختلف. 

اشارة الى ان المستشفى التركي للحروق الذي يعتبر أول واحدث مستشفى من نوعه في لبنان متخصص بعلاج الحروق وإعادة التأهيل تم افتتاحه في تشرين الثاني من العام 2010 برعاية وحضور الرئيس رجب طيب اردوغان (رئيس وزراء تركيا آنذاك) والرئيس سعد الحريري (رئيس وزراء لبنان في الفترة نفسها) وشكل حينها ترجمة لدعم تركيا للبنان بوجه الاعتداءات الاسرائيلية. يقع المستشفى عند المدخل الشمالي للمدينة وقامت وكالة (تيكا) التركية ببنائه على أرض قدمتها البلدية وتبلغ مساحتها 14 دونما، وبتجهيزه باحدث المعدات، حيث بلغت كلفة البناء والتجهيز نحو 20 مليون دولار أميركي. ويقوم المبنى وحده على مساحة أربعة آلاف متر مربع ، فيما مساحته الاجمالية كطوابق نحو 16 ألف متر مربع. ويضم المستشفى اربع غرف عمليات و16 غرفة عناية فائقة ووحدة مركزية لحالات الطوارىء الطبية.