أبو يوسف في زمانك كان للرجال معنى آخر. لم تكن القيمة والمعنى تنحصران في كم من المال تملك او اي مركز او وظيفة تشغل او مدى السلطة التي تتنفذ فيها او من خلالها كانت القيمة الحقيقية التي تكمن في الرجل نفسه في الفكر والقلب يوم كانت الرجولة تختصر بالاخلاق والثقافة بالصدق والاخلاص في العمل وفي خدمة الآخرين والمحتاجين دون تمييز او اعتبار خارج البعد الانساني المتجرد عن أي انتماء عصبوي  او طائفي او مناطقي.

ابا يوسف هكذا عرفتك منذ تعرفت اليك في الوظيفة وفي الحياة، رجلا خلوقا مثقفا دمثا محبا للحياة تندفع للخدمة العامة في وزارة الصحة وشعارك على الدوام مصلحة أبناء الوطن دون تمييز بين منطقة واخرى. عملنا معا لأكثر من عشر سنوات لم تبخل فيها من خلال موقعك في وزارة الصحة من تقديم الإرشاد والمساعدة اللازمة للمستشفى ولي انا أثناء عملي كرئيس  لمستشفى صور الحكومي. كما كنت مقصدا للكثرة من ابناء المنطقة ممن يحتاجون لعلاج او أدوية لبعض الأمراض المزمنة من الوزارة وهذا ما يتابعه ابنك الخلوق الدكتور يوسف كما اعرف ومن خلال عدد من الجمعيات الانسانية في الداخل والخارج وبصورة مجانية.
ابا يوسف كان الزمان زمانك طيبا وكانت الصداقة فيه لا تقدر بالمال والرجال تقدر بالقيم والاخلاق والمبادئ، اما اليوم فهذا زمن آخر زمن طغيان المادة والمصلحة الخاصة وهذا ليس زمانك زمن مختلف عنك وعنا.

ربما تكون قد ارتحلت عنا الآن، ولكن فلتطمئن نفسك وروحك فقد تركت ارثا قيما أغلى من المال والثروة  وتركت خلفا صالحا مميزا يعكس صورتك ويكمل رسالتك في هذه الحياة.
بوركت والرحمة لك والعزاء للابناء والاهل وبالاخص الى نجلك معالي الدكتور يوسف.