بأقلامهم >بأقلامهم
"قمة الطمأنينة"!
جنوبيات
رحم الله الشّيخ الشّهيد أحمد عسّاف وجعل مثواه الفردوس الأعلى من الجنّة، فقد كنت أسمع خطبه يوم الجمعة في مسجد عائشة بكّار حيث كنّا ننهل من عذب كلماته ما يُثلج الصّدور وينعش الأرواح.
وذات يوم وبعد انتهاء صلاة الجمعة تقدّمت بصحبة الحاج ديب الهواري كي نسلّم على طيّب الذّكر "الشيخ الشهيد"، فسمعناه يقول لأحدهم هذه المقولة التي رسخت في ذهني حتّى كتابة هذا المقال وهي:
"من صفا مع الله صافاه، ومن آوى إليه آواه"...
وهل هناك في الكون أجمل من الصّفاء مع الله أرحم الرّاحمين وأكرم الأكرمين؟!
يقول أحد الحكماء مخاطبًا مريده:
لا شـأن لــي بــجمالــك، وهنــدامــك، وشــجرة عـائــلتـك الطّـويـلـة، ومــا تمــلكــه ولا أمـلكــه. يهــمّنـــي صــدقـــك، وأخـــلاقــك، وإنــســانــيّتــك فـــي عـــالـــمٍ مـــزدحــــم بــــأشــبـــاه الإنــــســــان...
وقال لقمان الحكيم "ذات يوم" لابنه:
يا بنيّ، ليكن أوّل شيء تكسبه بعد الإيمان بالله أخًا صادقًا، فإنّما مثله كمثل "الشّجرة"، إن جلست في ظلّها أظلّتك، وإن أخذت منها أطعمتك، وإن لم تنفعك لم تضرّك.
فالمحبّة في الله نعمة من الله، والتّواصل مع الأحبّة أنس ومسرّة، وهم للعين قرّة.
يقول أحد الصّالحين:
قمّة الطمأنينة: (ورحمتي وسعت كلّ شيء).
وعليه،
كن على يقين تامّ بأنّ الله لن يستثنيك من رحمته.
" فمن صفا مع الله.. صافاه.
ومن لجأ إليه.. آواه.
ومن فوّض أمره إليه.. كفاه.
ومن باع نفسه إليه.. اشتراه، وجعل ثمنه جنّته ورضاه.
وبمقتضى الأحوال من الكريم المتعال، اتركها تأتي كما كتبها الله لك فلعلّها تأتي كما تمنّاها قلبك.
ونختم كلامنا بالتّوجّه إلى الباري عزّ وجلّ:
"اللهمّ اقبلنا عندك من التّائبين، وأدخلنا في زمرة الصّالحين، وأسعدنا سعادة الدارين".
أسعد الله أوقاتكم بالخير والمحبّة والأمن والأمان والصحّة والعافية والاطمئنان وراحة البال.