بأقلامهم >بأقلامهم
"دوام الحال من المحال"!
جنوبيات
الحياة جميلة بالتّقوى، رائعة بالإحسان، بديعة بالتّواصل، مشرقة بالامل، قويّة بالكفاح، سليمة بالحكمة، ناضرة بالعطاء، باصرة بالنّقاء. لكنّها، رغم ذلك كلّه، تُحاسب الخائن، وتقهر الماجن، وتبتلي الصّابرين، وتسحق الماكرين. والأهمّ من هذا وذاك، أنّها لا تبقي على الظّالمين، وتضع حدًّا للمسؤولين، مهما طال الزّمن، وكثرت المحن، وتلوّنت الفتن.
لقد علّمتني الحياة أنّ القيد لا بدّ أن ينكسر، وأن الظّلم لا بدّ أن ينحسر، وأن الليل لا بدّ أن ينجلي، وأن الفجر لا بدّ أن ينبلج.
علّمتني الحياة أنّ من يطارد عصفورين يفقدهما معًا، وأنّ من يهرب من العمل يهرب من الرّاحة.علّمتني الحياة أنّ من أسرع في الجواب أخطأ في الصّواب. علّمتني الحياة أنّ أفكارك هي لك، وأقوالك لغيرك، وأنّه يجب ألّا تقول كلّ ما تعرف، ويجب أن تعرف كلّ ما تقول. علّمتني الحياة أنّ السّيرة الحسنة كشجرة الزّيتون، لا تنمو سريعًا لكنّها تعيش طويلًا.
علّمتني الحياة أنّ المتكبّر هو كالواقف على قمّة جبل، يرى النّاس صغارًا، وهم يرونه صغيرًا.
وأخيرًا وليس آخرًا، علّمتني الحياة أنّ:
"ما طار طير وارتفع، إلّا كما طار وقع"، وأنّ "دوام الحال من المحال"، فاعتبروا يا أولي الأبصار.