بعد شبه القطيعة التي حصلت بين حزب الله والتيار الوطني الحر, جاء لقاء رئيس الجمهورية السابق ميشال عون، مع وفد من حزب الله اليوم برئاسة عضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد, ليكسر الجليد بين الطرفين، لا سيّما بعد التصعيد الكلامي الأخير للرئيس عون على خلفية ربط لبنان بغزة إضافة إلى الكلام التصعيدي لرئيس التيار النائب جبران باسيل.

اللقاء لم يكن لغسيل القلوب بين الحليفين القديمين, إنّما لتوضيح مواقف كلا الفريقين, لا سيّما أن هناك تفاهماً بينهما يعود إلى أكثر من 18 عاماً، ومن الضروري ترسيخه حفاظاً على العيش المشترك وعدم جر لبنان إلى إنقسام داخلي خطير.
وفي هذا السياق، أكّد مصدر في التيار الوطني الحر، أن "اللقاء كان إيجابياً وصريحاً، حيث طرح الرئيس عون هواجسه من ربط لبنان بغزة ليأتيه الجواب من النائب رعد بما يريحه من هذا الجانب المقلق بالنسبة له، لا سيّما أن الوفد أوضح أن الحرب وقائية وهناك حرص من الحزب على عدم توسيع رقعتها".

ولم يقتصر اللقاء على هذا العنوان الأساسي بل طال موضوع تطوير التفاهم بين الطرفين لأنه يشكّل تحصيناً للوضع الداخلي، لا سيّما في ظل الظرف الإقليمي الدقيق ومحاولات التفرقة بين اللبنانيين بما يخدم المصالح الإسرائيلية.

ووفق المصدر، جرى التشدّد خلال اللقاء على أمر هام وهو أن لا تشكّل نتائج الحرب في الجنوب ورقة عند الحزب لفرضها في الداخلن لا سيّما في الملف الرئاسي، ولذلك فإن الحزب حريص على الفصل بين الملفين كما طمأن الرئيس عون.