بأقلامهم >بأقلامهم
"فرس الأمير"!
"فرس الأمير"! ‎الأربعاء 17 04 2024 22:00 القاضي م جمال الحلو
"فرس الأمير"!

جنوبيات

يُروى أنّه في بلاد ما بين الجّبلين، كانت هناك إمارة يعيث فيها اللصوص فسادًا، إلى درجة أنّ أحدهم قد تجرّأ على سرقة فرس الأمير من عقر قصره.
وكان الأمير، ويدعى "صابر"، شغوفًا بتلك الفرس إلى حدّ الفتون، الأمر الذي دفعه إلى أن يقصد باب كبير اللصوص في بلاده ويدعى "سارق الكحل من العيون" ليسأله عن فرسه. بيد أنّ كبير اللصوص نفى علمه بأمر الفرس، أو أن يكون أحد من رجاله قد قام بسرقتها.
وذات يوم قصد الأمير بلدة مجاورة غنيّة بالذّهب والفضّة لشراء بعض الحليّ لزوجته وكان هناك تاجر ذهب معروف بامتلاكه أجمل أنواع الحليّ والمجوهرات. وعند وصوله، وعلى باب المتجر، تفاجأ الأمير بأنّ فرسه معقودة "بحبل من ذهب"، الأمر الذي دفعه إلى سؤال صاحب المتجر: من أين لك هذه الفرس؟
أجابه: لقد اشتريتها من شخص من بلد مجاور جاء بها إلى هنا لبيعها.
فقال له الأمير: وهل تعرفه؟
ردّ التّاجر: أعرف شكله فقط، فهو أعور العين ذو عرجة في قدمه.
وكانت هذه الأوصاف تنطبق تمامًا على كبير اللصوص "سارق الكحل".
وهنا أخبر الأميرُ التّاجرَ بقصّة سرقة الفرس. فأعاد له الأخير فرسه بلا مقابل، بعد أن حدّثه الأمير عن علامة فارقة في ساق الفرس.
ولدى عودة الأمير إلى بلاده مع فرسه، ومع تصميمه على إلقاء القبض على كبير اللصوص، كانت هناك المفاجأة الكبرى. لقد تمّت سرقة القصر من قبل حفنة من اللصوص بقيادة "سارق الكحل من العيون" وغادروا إلى بلاد "الواق الواق".

ما أشبه هؤلاء اللصوص وقادتهم بما يحصل في بلد حزين كان يُدعى بأنّه قطعة من السّماء، حيث الماء والخضرة والشّكل الحسن. فأصبح بسبب خفّة أيدي "سارقي الكحل من العيون" بلدًا "متسوّلًا" قاحلًا، كصحراء جرداء بلا ماء ولا كهرباء ولا مقوّمات حياة ولا حتّى "شاي أمّ حسن". بالإذن من زعيم الكوميديا المضحكة والمبكية في آن، عنيت بذلك "الفنّان الكبير عادل إمام".

المصدر : جنوبيات