بأقلامهم >بأقلامهم
"صَديقُكَ من صَدَقَكْ"!
جنوبيات
للصداقة حكاية جميلة، حروفها الرّوح الطيّبة، وكلماتها عطر الأخلاق، وعباراتها صدق المشاعر، ومفرداتها الحضور الدّائم في قلوب المحبّين.
فالصّداقة الحقّة هي رونق الحياة، وعمق المشاعر، ونبض القلوب، وانتعاش الأرواح. والعمر بلا صداقة صادقة لا يحلو ولا يطيب.
إنّ كلّ ما يسمّى أصدقاء وزملاء ورفاق هم في الواقع المعاش مجرّد معارف. وحين تأتي الشدائد والمحن تتبيّن لك حقيقتهم. عندها فقط تُمنح هُويّة الصّداقة الصّحيحة على أسس سليمة ودعائم قويمة.
يقول الله تعالى في محكم تنزيله:
"إِنْ أَحْسَنتُمْ أَحْسَنتُمْ لِأَنفُسِكُمْ".
"فإذا جاءك صديقٌ يريد منك منفعة، تأكّد أنّك أنت المنتفع، وأنّ الله ساقه إليك ليفتح لك به باب خير ونافذة عطاء".
فلا تظنّ أنّ الوقت الذي يمضي في نفعه هو له، بل هو لك، وسيرتدّ خيرًا عليك عاجلًا أم آجلًا.
فسلام لأولئك الذين يتواجدون لإسعاد غيرهم، الذين يحملون النّقاء والصّفاء في قلوبهم، والذين يمتلكون البساطة والطيبة والعفويّة في صداقتهم أينما حلّوا، وفي أرواحهم ميّزات السّلام والرّاحة والأمن والطمأنينة والودّ والخير والجمال.
وكما قيل سابقًا أيّام حكم الأمير علّاقة لمدينة صور: "عزّ بعد فاقة الأمير علّاقة".
فإنّ الصّداقة الحقّة تظهر في أبهى حللها أيّام العوز والفاقة، لا أيّام العزّ
الخفّاقة. "فصديقك من صدقك، لا من صدّقك".