عربيات ودوليات >أخبار دولية
خيبة أمل اسرائيلية ترافق اتفاق وقف إطلاق النار في لبنان
الجمعة 29 11 2024 15:21جنوبيات
أكّدت سارة هاعتسني، الناشطة في حركة "إسرائيلي" التي تُعنى بـ"دفع الصهيونية والإعلام الإسرائيلي الرسمي"، أنّ "اتفاق وقف إطلاق النار في لبنان يرافقه شعور بالمرارة وتفويت الفرصة".
وفي مقال في صحيفة "إسرائيل هيوم"، شددت هاعتسني أنه "لم نتصور أن يبدو النصر على حزب الله بهذه الصورة، بعد عام وشهرين من الإرهاق والتعب. هذا الاتفاق، الذي فُرض علينا بهذه الطريقة وفي هذا التوقيت، ليس اتفاقًا جيدًا، بل بعيد كل البعد عن ذلك".
وأضافت: "يبدو الاتفاق وكأنه يعيدنا إلى اتفاقات نتنياهو القديمة والمملة مثل "الجرف الصامد" و"حارس الأسوار" حتى في ذلك الوقت، كانوا يتفاخرون أمامنا بأن حماس قد تم ردعها، بينما في الحقيقة، لم تكن سوى قد تلقت ضربة ثم اندفعت نحو السابع من أكتوبر".
وتابعت: "الحقيقة أننا لم ننجح في فرض شروط لإنشاء منطقة عازلة في لبنان، ولم نصرّ على أن سكان جنوب لبنان، بما فيهم عناصر حزب الله، لا يعودون لمراقبة المطلة وزرعيت، هو أمر يكاد يكون عبثيًا".
وأكدت هاعتسني أن "الابتسامات والأعلام الصفراء التي تعود تدريجيًا للظهور على سياج حدودنا تفسر لسكان الشمال، بشكل واضح جدًا، لماذا من الأفضل الانتظار قليلاً قبل أن يبدأوا في إعادة بناء حياتهم. وقف إطلاق النار هذا لم يأتِ في فراغ، بل جاء تحت ضغوط أمريكية قاسية للغاية، وفي ظل إدارة تعد بتوفير متنفس لنا في الزاوية المقبلة".
وقالت أن "شعور المرارة وخيبة الأمل ينبعان من النجاح الساحق الذي تحقق خلال الشهرين الماضيين. بعد عام من الركود، رأينا الجيش الإسرائيلي وأجهزة الأمن في أوج عظمتهم."
وأضافت: "بخلاف غزة، كان الجيش في لبنان مستعدًا ودقيقًا. عملت الاستخبارات، وسلاح الجو، والقوات البرية، وأجهزة أمن أخرى كأنها فرقة متناغمة: بذكاء ودقة وقوة لم نشهدها منذ سنوات عديدة. حتى الخط السياسي الاستراتيجي الذي فصل بين دولة لبنان وحزب الله أُدير بحكمة، بحيث لم يحرق أصدقاءنا الحاليين والمستقبليين في لبنان، ما قد يفتح المجال لمستقبل أفضل".
وأردفت هاعتسني: "خلال شهرين، حققنا إنجازات تكاد تكون خيالية. قضينا على كل قيادات حزب الله، بما فيهم نصر الله، والأهم من ذلك: تخلصنا من حاجز الخوف الذي كان يقيدنا."
وقالت: "نفذ الجيش عمليات برية في لبنان ووصلوا إلى الليطاني، وقُصفت بيروت جوًا تقريبًا كل ليلة، ولم تتحقق سيناريوهات الرعب التي كنا جميعًا نخشى منها."
وأضافت هاعتسني: "لم تكن هناك آلاف القتلى، ولم تُسقط محطات الكهرباء والغاز، ولم يكن إطلاق الصواريخ على المركز أمرًا يوميًا. صمدنا امام حوالي 20 ألف صاروخ أطلقها حزب الله."
وتابعت: "إضافة إلى ذلك، قمنا بفصل وحدة الساحات، ولكن الجمهور الإسرائيلي ليس ساذجًا. لقد اعتدنا على تصريحات النصر الجوفاء، خاصة في جبهة غزة. كنا نصدق تلك التصريحات عن ردع حماس، حتى استيقظنا يومًا على السابع من أكتوبر."
وختمت: "ولذلك، فإن وقف إطلاق النار هذا، على الرغم من إنجازات الحرب، مرير للغاية. نحن نعلم أن الوعود بأننا سنتمكن من العودة والمناورة هي وعود شبه جوفاء. للأفضل أو للأسوأ، دولة الكيان ليست من الدول التي تبادر إلى الحروب."