عام >عام
دوافع الرئيس ترامب لكسر الأعراف بدعوة الرئيس "أبو مازن"
موفد الرئيس الأميركي يلتقي الرئيس عباس اليوم بعدما التقى نتنياهو
الثلاثاء 14 03 2017 07:56هيثم زعيتر
فاجأ الاتصال الهاتفي الذي أجراه الرئيس الأميركي دونالد ترامب بالرئيس الفلسطيني محمود عباس، مساء الجمعة الماضي، المراقبين على مختلف مشاربهم.
وفيما كان الكثير يروّجون لسلبية تعاطي الإدارة الأميركية مع الرئيس الفلسطيني منذ وصول ترامب إلى البيت الأبيض (20 كانون الثاني 2017)، كان الرئيس "أبو مازن" على ثقة بأنّ أبواب البيت الأبيض ستُفتح أمامه مجدّداً، بفضل السياسة الحكيمة والصبر اللذين اعتمدهما، ويقينه بأنّ لا سلام في الشرق الأوسط دون حل القضية الفلسطينية، التي مضت على نكبتها 69 عاماً باحتلال أراضي العام 1948 و50 عاماً على احتلال أراضي العام 1967.
الاتصال الحدث، الذي أجراه الرئيس الأميركي بنظيره الفلسطيني شكّل أهمية خاصة لجملة من الدلالات، وفي طليعتها:
- إنّ الرئيس ترامب هو مَنْ بادر إلى إجراء الاتصال الذي استغرق 20 دقيقة، ووجّه خلاله دعوة إلى الرئيس الفلسطيني لزيارة البيت الأبيض، بما يعني ذلك من تجاوز لكل الأعراف والبروتوكولات، بتوجيه دعوة شخصية، وليس من خلال موفد خاص، أو السفير الأميركي.
- اعترف بالشرعية الفلسطينية بقيادة الرئيس عباس، بعد أحاديث إسرائيلية وتسريبات إقليمية، عن عزله للقيادة الفلسطينية والمطالبة بتغييرها.
- بدّد الأوهام الإسرائيلية، بأنّ الرئيس "أبو مازن" ليس شريكاً للسلام، وهو ما أراد من خلاله الرئيس ترامب تجاوز الكثير من الأعراف.
- إنّ الرئيس ترامب أعاد خلط الأوراق، بعدم إقدامه على تنفيذ الوعود التي أطلقها، خاصة لجهة نقل السفارة الأميركية من تل أبيب إلى القدس، وعدم الحسم بشأن قضية حل الدولتين، ورفض استمرار توغّل الاستيطان الإسرائيلي.
- تأكيد الرئيس ترامب تمسّكه بمواصلة جهود صناعة السلام في المنطقة، وإمكانية تحقيق ذلك، بعدما شعر بانتهازية الكيان الإسرائيلي منذ وصوله إلى سدّة الرئاسة ومحاولة استغلال الظروف.
لقد أثبت الجانب الفلسطيني تمسّكه بالحل العادل لقضيته، التي تشكّل جوهر الصراع في المنطقة، واقتناع الرئيس ترامب، بأنّ حل القضية الأساس، يساهم بحلحلة كافة العقد، خاصة أنّه أطلق حرباً على الإرهاب، واستمرار عدم حل القضية الفلسطينية، بغياب الشريك من اليمين الإسرائيلي المتطرّف بقيادة بنيامين نتنياهو، يؤدّي إلى تطوّرات للأحداث في المنطقة التي يتم رسم خارطتها مجدّداً.
في الاتصال الذي وُصِفَ بأنّه ودِّي، وافق الرئيس "أبو مازن" على تلبية دعوة الرئيس الأميركي لزيارة البيت الأبيض، بعدما شكّل الاتصال كسراً لما سعى إليه اليمين الإسرائيلي المتطرّف وبعض المسؤولين من العالم بفرض عزلة وقطيعة على الرئيس الفلسطيني.
وتشخص الأنظار إلى اللقاء المنتظر، خاصة أنّ الرئيس ترامب أوفد سريعاً مساعده وممثّله الخاص المسؤول عن المفاوضات الدولية جيسون غرينبلات إلى المنطقة، الذي التقى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في القدس، الذي أمل "القيام بأمور جيدة"، فيما ردَّ غرينبلات قائلاًً: "أعتقد بأنّنا سنقوم بأشياء عظيمة معاً".
ومن المقرّر أنْ يلتقي غرينبلات بالرئيس عباس، عند الثانية عشرة من ظهر اليوم (الثلاثاء) في مقر المقاطعة في رام الله - الضفة الغربية المحتلة.