بأقلامهم >بأقلامهم
"كن إنسانًا"!
جنوبيات
توجب الإنسانيّة عدم التّضحية بأي إنسان مقابل غاية دنيئة ورخيصة. فالإنسان يصبح عظيمًا بالقدر الذي يعمل فيه من أجل رعاية أخيه في الإنسانيّة وحمايته.
ومن هذا المنطلق ينبغي أن تبادر بحسّك الإنسانيّ إلى التّعامل مع الآخر وفق قواعد الاحترام المتبادل.
وعليه، عـامِـل الــنـّاس ڪـمــا تُـحِـبّ أن تُـعــامَـل. فإذا أردت أن يُــعـامـلـك الآخــرون بــلـطــف فــعـلـيـك أن تـعــامـلـهـم بــلـطـف. وإذا أردت أن يــحـدّثــوك بـهــدوء فــحــدِّثــهـم بــهـدوء وهــكـذا.
عــنــدما تــلاحــظ لــدى الآخــر صـفـــةً مـــا سـيّـئـــة أو طــريــقــةً مــا فــي الـــتـعـامــل أنــت لا تـــحـبّـهـــا فــتـأكّـــد جـيّـدًا أنّــك بـعـيـد كــلّ الـــبعـد عـــن هــذه الــصّـفـــة، لا بـــل عـلـيـك أن تــتـحـلّى بــكـلّ الـــصّـفـات الـــحـسـنـة الّــتـي تـــودّ أن يـــعــامـلـك الـنـّـاس بــهــا. وعـــلـيـك إظـــهـارهــا ونــشـرهــا بــيـن الـــنـــّاس.
فما أجمل أن تعطي وأنت تعلم أنّ المقابل ليس من النّاس، بل من ربّ النّاس.
وحين يسألونك عن أفضل الأعمال الإنسانيّة، حدّثهم عن جبر خواطر النّاس بالمساعدة، بالكلمة الطيّبة، بالإرشاد السّليم. وكن دائمًا وأبدًا على ثقة تامّة بأنّ الله سيُعوّضك لأنّك كنتَ دائمًا مُحسن الظنّ به، وما يئست حتّى في أكثر اللحظات ظُلمة، وكلّما اشتدّت عليك كربة تهادى على صوتك :
"الله لطيفٌ بعباده".
ومن منطلق حسن التّصرّف مع الآخر: "كُن كالبحر لا يُدرك أحد أسرارك،
وكُن كالسّماء لا تتوقّف آمالك،
وكُن كالطّير لا تهدأ أفعالك،
وكُن كالشّجر لا تنقطع جذورك،
باختصارٍ كُن إنسانًا.. لا أحد يستطيع كسرك".
وبالمختصر المفيد، فالمعرفة الإنسانيّة معرفة مقارنة، فنحن لا نعرف الشيء في حدّ ذاته، بل نعرفه بمقارنته بمثيله أو بشيء آخر مختلف عنه!
وحبّذا لو يعرف المسؤلون في وطننا الغالي لبنان أنّ جبر خاطر الشّعب المسكين أهمّ من عروشهم الزّائلة.
فكلّ من عليها فان... ويبقى وجه ربّك ذو الجلال والإكرام...