بأقلامهم >بأقلامهم
من يحكم من؟
من يحكم من؟ ‎الأربعاء 8 01 2025 08:23 د.هبة المل أيوب
من يحكم من؟

جنوبيات

نطيل النظر، ننصت للصوت الداخلي، أفحكم الطغات الظالمين الذين لا يخافون الله، أم حكم العدالة التي لا يمكننا ايجادها سوى في الجنة، من يحكم اليوم؟ ومن يقرر المصير؟ من يأخذ البلاد الى منحى غير متوقع؟ من يهتم براحة البشر ومنفعتهم لا ظلمهم او الإعتداء عليهم؟من يسعى لنشر عدالة السماء واعادة الحقوق الى اهلها؟  
هذه التساؤلات تأتي وفق المساعي التي تسعى لها البلاد لتعيين رئيس للجمهورية، الكل يطلق تصاريح الكل يظهر انه مهتم لكن هم في الحقيقية يسعون لجلب المنفعة الشخصية، في الظاهر شيء وفي الباطن شيء آخر، اي ان الأقوال تختلف عن الأفعال، والساذج هو من يصدق ويأخذ بالأقاويل التي لا تفضي الى شيء سوى مضيعة للوقت.
كل الأحداث التي تجري والمباحثات والمساعي والجهود الظاهرة تؤكد شيء والمفاعيل على الأرض شيء آخر، لكن من يقرأ بين السطور ومن يتنبأ بالمستقبل الذي لا يعلمه سوى الله ، من يقول اننا مقبلون على مرحلة مصيرية مرحلة تقرر شكل الحكم وشكل تنظيم البلاد التي رزحت تحت التدخلات الخارجية المجاورة او البعيدة ، اي حيث كانت بعيدة عن الحكم بحرية دون تدخلات.
ان البلد الحرّ هو البلد الذي يقرر شكل الحكم وشكل تسيير الأنظمة والقوانين وكل المقررات التي تعود بالنفع لصالح البلاد اي تغليب المصلحة العامة لا المصلحة الخاصة، والبلاد تتقاسمه الطوائف المتعددة اي كل طائفة تريد ان تأخذ البلاد الى جهة معينة تحقق مصالحها التي تراها مناسبة من وجهة نظرها ، اي ثمة تقاذف المصالح فيما بين الفئات المتعددة حيث البعد عن التجرد من الغرائز البشرية،  وتغليب الإنسانية الصرف دون مطامع تحكمها الغريزة البشرية الآخذة نحو التقاتل والتواجه مع الآخر،  قد يكون ذلك التقاتل مع اخيه الإنسان في الإنسانية لكن الغريزة تعمي البصيرة وتضع عليها غشاوة وضبابية في الرؤية الحق .
ان تعدد وجهات النظر لا يفقد للود قضية لكن من يفقه ان تحقيق المصلحة العامة فوق كل اعتبار وفوق كل احقاق مصلحة خاصة ، ان البشرية جمعاء تتقاتل حول حق الوجود، الحق الذي يراه كل فريق من وجهة نظره بأنه الصالح،  اي الإختلاف في الرؤية والتحليل والمقررات خاصة في القضايا المصيرية التي تقرر اشكال الحكم في كافة الدول التي باتت مصائرها مترابطة فيما بعضها البعض.  
 

المصدر : جنوبيات