صحة >صحة
الصعوبات التعلمية.. الأسباب والعوارض التي يجب الانتباه إليها
الأربعاء 22 01 2025 08:44جنوبيات
تعد صعوبات التعلم من التحديات التي تؤثر على حياة العديد من الأطفال والشباب، حيث تتنوع هذه الصعوبات وتتفاوت في تأثيرها على المهارات الأكاديمية مثل القراءة، الكتابة، والحساب.
قد يجد الطفل الذي يعاني من صعوبات التعلم صعوبة في استيعاب بعض المفاهيم التي تبدو بسيطة لأقرانه، مما يؤدي إلى الشعور بالإحباط والضغوط النفسية، لكن من خلال التعرف على هذه الصعوبات ومعرفة الأسباب والعلاجات المتاحة، يمكن تقديم الدعم اللازم لتعزيز تطورهم الأكاديمي والشخصي.
د. بو دياب
لتسليط الضوء على هذا الموضوع التقت «اللواء» الإختصاصية التربوية الدكتورة ريما بو دياب التي تحدثت بإسهاب حول هذا الموضوع، فكان الحوار الآتي:
الصعوبات التعلمية
ـــ بداية، لو تعطينا لمحة عن الصعوبات التعلمية؟
«نستعمل مصطلح الصعوبات التعلمية لتغطية المشكلات التعلمية المتنوعة التي يواجهها الطلبة في حياتهم المدرسية .
فالطفل الذي يعاني من صعوبات تعلمية عادة ما يتمتع بمستوى ذكاء حول المتوسط أو أعلى.
وتتوافر له فرص تعلم مناسبة وبيئة أسرية جيدة، لكنه رغم ذلك لا يستطيع اكتساب المهارات الدراسية، وذلك بسبب اضطراب يصيب أو يعيق عمليات التعلم مثل الذاكرة،الإدراك، الإنتباه والتفكير.
وهذا المصطلح لا يشمل الأطفال الذين يعانون من مشكلات تعلمية ناتجة عن إعاقات بصرية، حركية أو سمعية أو تخلف عقلي أو اضطراب انفعالي، أوحرمان بيئي أو اقتصادي».
أنواعها
ــــ ما أنواعها؟
هناك صعوبات التعلم النمائية التي تظهر بمعظمها قبل دخول المدرسة، مثل صعوبة الانتباه، التركيز،الاستماع ، صعوبة في الإدراك البصري، السمعي أو اللمسي للأشياء.
أيضا هناك صعوبة في النطق والكلام، مشاكل في الذاكرة، إسترجاع المعلومات وحل المشكلات.
كذلك، هناك صعوبات التعلم الأكاديمية التي تشمل صعوبة أو عسر القراءة الكتابة أو العمليات الحسابية، ما يعرف بـــ «الديسلاكسيا»،«الديسغرافيا»أو «الديسكالكوليا» .
الأسباب والأعراض
ــ هل من أسباب محددة ؟
«حتى الآن ليس هناك أسباب معينة ثابتة علميا لصعوبات التعلم بل هناك فرضيات و نظريات وأسباب منها عوامل وراثية، يبئية ،مشاكل أثناء الحمل ،عوامل نفسية».
ــ ماذا عن الأعراض ؟
«عادة الأم هي أول من تكتشف أن ولدها يعاني من مشكلة ما، من الأسباب التي سبق أن ذكرناها مثل التأخر في الكلام، عدم القدرة على التمييز بين الحروف، صعوبة في اتباع التوجيهات، نظرات باردة خالية من التعبير،فقدان الضحك الخ....وذلك من خلال مقارنته مع إخوته أو مع أطفال من نفس عمره فتذهب به عند طبيب الأطفال لإجراء الفحوصات اللازمة للتأكد أن هذه العوارض ليست ناتجة عن أسباب مرضية مثل نقص في بعض الفيتامينات، ضعف في النظر أو السمع الخ...»
التشخيص
ـ كيف يتم التشخيص ؟
«كما سبق أن ذكرنا، يجب إجراء استشارة طبية من أجل استبعاد أي سبب جسدي.
بعد ذلك يقوم المعالج النفسي بالتقييم من خلال جمع ملاحظاته ودراسة التاريخ الأسري مثل أوضاع الأم خلال الحمل، العمر الذي تكلم به، متى تمكن من المشي بمفرده، عادات النظافة ودخول الحمام ...
أيضا هناك التقارير المدرسية وملاحظات المدرسة وعدد من الإختبارات النفسية مثل اختبار الذكاء،اختبار البطاريات النمائية للحصول على أفضل طرق للتدخل العلاجي».
العلاج
ــ ما سبل العلاج ؟
«قبل كل شيء يجب معرفة أن الصعوبات التعلميَّة ليست مرضاً يعالج بل هو اضطراب يؤهل .
لذلك، فإن التشخيص أو التدخل المبكر لهما اهمية كبيرة تسهم في الحد من تفاقم المشكلة وعدم تطورها في المستقبل .
ضمن هذا الإطار، يقوم المعالج المختص أو اخصائي التربية المختصة بوضع خطة فردية تأهيلية خاصة بكل طفل يحدد فيها أهداف قصيرة المدى وأهداف طويلة المدى بعبارات قابلة للقياس وتحديد تاريخ البدء والانتهاء. كذلك، تحديد الخدمات ذات الصلة بالصعوبة التي يعانيها كمعالج نطق معالج انشغالي،معالج نفسي حركي،ارشاد نفسي، معلم تربية مختصة، بالإضافة لضرورة الإستعانة بأدوات تكنولوجية ووضع استراتجيات مناسبة لتحقيق الأهداف المرسومة في الخطة».
دور المدرسة والأهل
ـــ ختاما، ما أهمية المدرسة وماذاعن دورالاهل؟
«إن تقبل الأهل لوجود مشكلة عند طفلهم هي أول خطوة في طريق العلاج .
فاشراك الاهل في الخطة التربوية وتطبيقها مهم جدا من خلال تكليفهم ببعض المهام التي تسهم في تأمين البيئة الملائمة لنمائهم الانفعالي والاجتماعي العاطفي ...
أيضا، للمدرسة دور كبير في التعامل مع الأطفال الذين يعانون من صعوبات أو تحديات فهو دور داعم ومستدام من خلال فهم احتياجات وتوفير الدعم والتركيز على نقاط القوة و ليس نقاط الضعف والسعي الى تحقيق الأهداف الأكاديمية والإجتماعية .
أما التواصل بين الاهل والمدرسة والاخصائي في التربية المختصة فهو يسهم في خلق بيئة داعمة للاطفال، ولا سيما أن تقبل الطفل ومساعدته على تخطي المشكلة بحب وصبر يشكل اهم خطوة من خطوات النجاح والضوء في آخر النفق».