عربيات ودوليات >أخبار دولية
بقي منهم ٧٠ في دمشق و٦ في حلب.. أين هم يهود سوريا؟


جنوبيات
كتبت لينا البيطار: “وصل وفد من الجالية اليهودية السورية الى دمشق بعد غياب دام نحو 33 عاماً إثر تهجيرهم القسري من قبل نظام حافظ الأسد، وتأتي هذه الزيارة بعد أكثر من شهرين على سقوط النظام السوري وتولّي أحمد الشرع رئاسة الحكومة الانتقالية في سوريا”.. هو نصُ خبرٍ بالغ الأهمية والدلالات لكنه مرَّ مرور الكرام منذ بضعة أيام عبر وسائل الإعلام، من دون التفاتة أو تعليق ربما لتسارع الأحداث والأخبار في المنطقة بشكل خاص والعالم بشكل عام، لكن متتبعي السياسة الاقليمية والمخططات التي تُرسم للمنطقة يدركون أن “وراء الأكام ما وراءها” وأنّ زيارة الوفد اليهودي الى سوريا تحمل دلالات تنبّئ بشرق أوسط “بموزاييك” جديد يحفظ للأقليات مواقعها وتاريخها، فما قصة يهود سوريا وأين هم اليوم؟
في احصاء رسمي صادر عام 1957حول أعداد الناخبين السوريين حسب طوائفهم كان هناك نحو 32 ألف يهودي سوري أي ما نسبته 0،8% من مجموع الناخبين السوريين، لكن عدد اليهود السوريين في مطلع القرن العشرين كان يتراوح بين 175 و200 ألف يهودي كانوا يعيشون في أحياء دمشق القديمة وحلب ونصيبين واللاذقية والقامشلي على الحدود التركية قبل الهجرة القسرية الى الولايات المتحدة الأميركية وعدد من دول أميركا اللاتينية وإسرائيل التي يعيش فيها العدد الاكبر من المهاجرين اليهود السوريين الذين وصلوا اليها بطرق غير شرعية عبر لبنان، أما أكبر مجتمع يهودي سوري فهو في مدينة بروكلين في نيويورك حيث يُقدّر عددهم بنحو 7500يهودي، أما في سوريا وحتى اندلاع الثورة في العام 2011 كان لا يزال هناك حوالي 250 يهودياً معظمهم في دمشق ليتناقص العدد مع اندلاع أعمال الشغب والفوضى، وفي العام 2015 تمَّ نقل مَن تبقى من اليهود في حلب من خلال عملية سرية الى عسقلان.
يهود سوريا عبر التاريخ كانوا ينقسمون الى مجموعتين: الأولى تُعرف باسم اليهود المستعربين أو “المزراحيون” والمجموعة الثانية “الشوام” أو يهود سفارديون، وهو مصطلح عام يُطلق على اليهود الذين عاشوا في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بعد أن طُردوا من إسبانيا في العام 1492إثر سقوط الأندلس.
أول هجرة لليهود من سوريا كانت في العام 1947الى إسرائيل بعد تزايد أعمال العنف المعادية لليهود إثر النكبة الاولى لفلسطين، وهذه المجموعات اندمجت مع التيار الرئيسي للمجتمع الإسرائيلي المهاجر أو ما يُعرف بيهود الشتات، علماً أنّهم أطلقوا اسم “كنيس حلب” داخل إسرائيل حيث بنوا مجتمعهم، والى جانب الكنيس هناك “مركز عالمي لتراث يهود حلب” في تل أبيب ينشر كتباً ومطبوعات تهمّ يهود سوريا.
أما أهم العائلات اليهودية ذات الأصول السورية فهي: القواص، البغدادي، عبود، فلّاح، حاصباني، طوطح، داوود وعناني، أتاس، العطار، الطحان، أغا وأبو شقفة.
مَن يتابع حراك يهود سوريا عن كثب يلفته انقسامٌ عمودي بين مجموعتين: الأولى تخلّت عن جذورها العربية الشامية وقطعت” صلة الرحم” مع أبناء جلدها لصالح التجذر في مجتمعاتها الحاضنة، والثانية لا تزال تحاول استعادة مكانة “عروبة اليهود القاطنين في المنطقة”، فلمَن ستكون الغلبة في الآتي من الأيام؟!