لبنانيات >أخبار لبنانية
الجيش يضبط أمن طرابلس


جنوبيات
يسود هدوء نسبيّ مدينة طرابلس في شمال لبنان، في ظلّ انتشارٍ كثيف لعناصر الجيش اللبنانيّ، وذلك عقب التوتّر الذي شهدته ليلًا مناطق القبة وجبل محسن وباب التبانة. وجاء هذا التوتّر على خلفيّة قيام شابّ من جبل محسن بطعن قاصرٍ بالسكين، وسط شائعات أشارت في البداية إلى أنّ القاصر سوريّ الجنسيّة. وقد شهدت المنطقتان إطلاق نارٍ متفرّق، ما استدعى تدخّل وحدات الجيش بشكل مكثّف للسيطرة على الوضع، خصوصًا في أحياء البقار والجبل وشارع سوريا الفاصل بين باب التبانة وجبل محسن.
وفي أعقاب الحادثة، شهدت منطقة القبة حالةً من الغليان، حيث خرج شبّان من منطقة البقار في مسيرات احتجاجيّة مطالبين الأجهزة الأمنيّة بتوقيف المعتدين. وعلى الفور، تدخّلت قوّة من الجيش اللبنانيّ وفرضت طوقًا أمنيًّا بين جبل محسن وباب التبانة خشية تفاقم الأوضاع، وأقفلت المداخل الأربعة لجبل محسن، وشرعت في حملة مداهمات للبحث عن الفاعلين. وأفيد لاحقًا بأنّ المعتدي الرئيسيّ، الملقّب بـ"أ. ب"، سلّم نفسه إلى الأجهزة الأمنيّة التي باشرت التحقيق معه لمعرفة دوافع الاعتداء.
وفي سياق متّصل، تبيّن صباح اليوم الأحد أنّ القاصر الذي أُشيع عن تعرّضه للاعتداء في محلة جبل محسن، هو في الحقيقة من سكّان محلة العيرونية ومكتوم القيد، ولم يكن سوريًّا وليس من إدلب كما تردّد. ووفق المعلومات، فقد عُثر عليه أمام نادي الضبّاط في محلة شارع البقار – القبة، وهو مصاب بطعنات سكاكين من قِبَل مجهولين ويعاني من اضطراباتٍ نفسيّة. وفي أعقاب التوتّر الذي شهده محيط القبة، سلّم المدعو "أ. ح" نفسه لمخابرات الجيش. وخلال انتشار عناصر الجيش لضبط الأمن، جرى توقيف المدعو "ب. ي" في محلة البقار، وضُبط بحوزته كميّة من الذخيرة، وأحيل إلى التحقيق تحت إشراف القضاء المختصّ.
إلى ذلك، أصدر المجلس الإسلاميّ العلويّ بيانًا حول الحادثة، جاء فيه: "السلم الأهلي والاستقرار الأمني خطّ أحمر، وتجاوبًا مع طلب الأجهزة الأمنيّة تسليم الشابّ أحمد البيطار، بادرنا بالتواصل معه، وقد قابل هذا المطلب بإيجابيّة. ولنا كامل الثقة بالأجهزة الأمنيّة بأنّها ستقوم بواجبها بكل شفافيّة للكشف عن ملابسات الحادث وكشف الحقيقة. إنّ طرابلس كانت وما زالت أنموذجًا للانصهار الوطنيّ وسدًّا منيعًا في وجه الفتنة. حمى الله لبنان، حمى الله الجيش، وعاشت طرابلس آمنة مستقرة".