بأقلامهم >بأقلامهم
الغريبة: "تحدي الواقع"
الغريبة: "تحدي الواقع" ‎الاثنين 10 03 2025 19:33 د.هبة المل أيوب
الغريبة: "تحدي الواقع"

جنوبيات

انهت الغريبة الزيارة من عند المشعوذ، خرجت هي ووالدتها من الغرفة وبقي منذر، قال المشعوذ لمنذر:
- ان الملك يعشقها و...
قاطعه منذر:
- من يكون هذا الملك الذي عشقها وكيف له بذلك؟
ساد صمت مبهم:
- انه ملك الجن واحتاج الى هاتف محمول للتواصل معه.
عادوا الى المنزل وبحوذتهم الأحجبة، واشترى منذر للمشعوذ هاتف محمول، مرّت بقية اليوم والغريبة تعاني من التشتت بالذهن نتيجة شعورها بالخوف الدائم وغياب الأمان الذي تبحث عنه.
حان وقت حرق الحجاب الأول، والغريبة بنقاء قلبها وببساطتها، تراءى لها ان منذر هو حبها الحقيقي الذي تحبه حباً عفيفاً طاهراً بريئا، وتأبى حرق الأحجبة لكن مضت لكي تطبق ما أمرت به على الرغم من عذابها.
جاء رشيد بعد غروب الشمس ليساعد الغريبة حيث قامت بوضع الحجاب الأول في النار مع القراءة للسور القصيرة من كتاب الله، تصاعد الدخان وملأ المكان، والغريبة بذلت كل ما بوسعها وحاربت بكل ما اوتيت من قوة، فروحها تأبى الإستسلام، إذ هي أمة حرّة ترفض العبودية مهما كان شكلها.
بعدما أنتهى اليوم الأول، بدأت روح الغريبة تخبو وتنطفئ رويدا رويدا وبدأ الحزن يتسلل الى قلبها، وبدأت تردد انهم يريدون حرق حبيبها الذي يكون روحها، بدأت تشعر بأنها تموت مع حرق الأحجبة، انه زهق الروح وتعذيبها ولكن عليها بالمتابعة وحرق الحجاب الثاني.
بعد المغيب وحضور اخوها رشيد لمساعدتها، أمسكت الغريبة الأحجبة ورمتهم بعيداً ورفضت الحرق، قالت انكم تحرقون منذر الذي تراءى لها بأنه حبها الحقيقي وبأنهم يحرقونه، وبالتأكيد استطاعوا اقناعها بالمتابعة والغريبة تطيع الأوامر فهي مطيعة.
لكن هذه المرة كانت أصعب إذ بدأ يعلو صوتها في القراءة وبدأت تدافع عن نفسها كأن احداً يريد حرق روحها وقتلها.
فماذا سيحدث بعد ذلك من احداث تضع الغريبة امام المواجهة الكبرى لمنذر والمشعوذ معا؟

المصدر : جنوبيات