مقالات مختارة >مقالات مختارة
اللبناني لؤي كاسب أبدع بالنحت على بيض الدجاج
الخميس 8 02 2018 09:26ثريا حسن زعيتر:
صبر.. رسم.. نحت.. إبداع، وعشق النحت، فتميّز بفنه من هندسة الديكور إلى النحت على قشرة بيض الدجاج..
هذا التحدي والمثابرة أبدعه اللبناني لؤي كاسب (23 عاماً)، إبن بلدة راشيا الوادي في البقاع الغربي..
وتحدّث كاسب عن النحت على قشرة البيض، فقال: "لقد درست هندسة الديكور، وهي قريبة من الفن، الذي برأيي يجب أن يُصقل بالعلم، وعندما كنت في سن الثالثة عشر من عمري راودتني بالصدفة فكرة النحت على البيض، فبدأت بنحت كلمة لبنان، حيث استغرق عملي ساعات وأيام طويلة، ولم أنجح بإتمامها إلا في المحاولة الـ35 لكسر البيض بين يدي".
وشرح "تطوّرت صلتي بالبيضة، فعملت بصبر وتجاوزت الكثير من التحديات التي واجهتني، حيث كان الجميع يقولون إنني أصارع المستحيل، في حين أنّ التحدي الشخصي كان يتضاعف لدي. أحتضن منحوتتي الأولى بحب، والتي تحمل نحتاً بإسم لبنان".
ويستعيد شريط المراحل التي مر بها بالقول: "لقد عملت بدقة وصبر واكتسبت تقنيات النحت ذاتياً، وأحياناً كانت المنحوتة تُكسر خلال العمل بها، لكنني ثابرت ونجحت، وقمت بالبحث عبر وسائل التواصل الاجتماعي إذا كان هناك مَنْ ينحت بيض الدجاج، فلم أكتشف أحداً، إذ أنني كنت الأول في هذا المجال، هناك نحاتون في العالم يعملون على بيض الأوز والنعام، لأن قشرته أقسى، في حين أن بيض الدجاج هش، فبعد تفريغ البيضة لا يتعدى وزنها 2 أو 3 غرامات".
وبحب وشغف يصف محترفه "هو عبارة عن غرفة من منزلنا العائلي اصطفت على جنباتها الثلاث، عشرات المنحوتات المحفوظة، كل واحدة ضمن بيت من زجاج، فمساحة المحترف بحد ذاته ضيقة، وهو عبارة عن مناشير حديدية رفيعة للغاية، وقاعدة خشبية فيها تجويفات كما البيضة، وكذلك مقدح صغير كهربائي يشبه ذاك الذي يستعمله طبيب الأسنان، فأنا أمضي ساعات طويلة في المحترف".
إعجاب واندهاش
وبفخر يتابع: "لقد أقمت العديد من المعارض فاقت توقعاتي، ما شكل مفاجأة للجميع، نظراً إلى فكرتي الجديدة، فلا يوجد بيض يُنحت على قشره في البلدان العربية، الكل اندهش من المنحوتات خلال المعرض، وطرحوا سيلاً من الأسئلة، كيف تنحت قشرة البيض؟ والكثير من الناس اشتروا منحوتات تشجيعاً لي وللفن، وأقوم بتنفذ طلبات غالبها منحوتات تحمل أسماء، وأنجزت منحوتة بيت العنكبوت، وهي فائقة الدقة".
وبشغف يقول: "أحاكي لوحاتي من خلال الألوان وأساليب التفنّن في نحت الكلمة الواحدة، كما عبارة "لا إله إلا الله"، بدأت النحت دون ألوان، وراح اللون يتخللها، وصولاً إلى منحوتة ملوّنة بالكامل، كما منحوتة الأمل الخضراء، وكذلك استعمال أنواع الخطوط كافة، وفي مرحلة لاحقة أدخلت الضوء إلى المنحوتة فصارت تتلألأ".
وبخبرة اكتسبها من عمله، يخلص إلى "البحث عن البيضة الناعمة الخالية من أي تعرجات، فأعتمد غالباً بيض المزارع، فقشرة البيض البلدي متينة وتتفسخ سريعاً، بينما بيض المزارع ليّن ويتعاطف مع النحت أكثر من البلدي، فأبدأ عملي مع البيضة بعد اختيارها، ثم تفريغها، وتنظيفها بالمواد المُعقّمة، وتالياً تُعرّض للشمس لمدّة ساعتين لتجف، عندها أتواجه مع البيضة لأبدأ برسم فكرتي، وتكمن المعضلة في استدارة البيضة، فهي أمامي صحيح، لكن مساحة النظر حيالها محدودة جداً، وكنحات يحكمني مدى النظر، فليس لديَّ مدى رؤية لنصف البيضة، وبعد نحت الفكرة أغسل المنحوتة بالبوليش".
وبابتسامة حنونة يختم كاسب: "فيما أنحت البيضة أحملها بلطف وحب كحب الأم لأطفالها حتى تعطيني نحتاً جميلاً، وأتمنى أنْ تنفّذ جميع أفكاري على منحوتات تزيّن لبنان".
تحية للجيش: شرف.. تضحية.. وفاء
لؤي كاسب خلال النحت على بيض الدجاج
لؤي كاسب أمام إنتاجه من النحت على بيض الدجاج