عام >عام
إنتخابات دائرة الزهراني – صور .. معركة هادئة بين لائحتين
الرئيس بري تحصَّن بـ7 مرشّحين في "لائحة الأمل والوفاء" ورياض الأسعد يجمع القوى المعارضة بلائحة آملاً بخرق
الأربعاء 28 03 2018 08:25هيثم زعيتر
تمتاز دائرة الجنوب الثانية التي تضم قضاءَيْ صيدا (الزهراني) وصور، بأنّ خوض الاستحقاق الإنتخابي فيها، الأحد 6 أيار المقبل، محصور بين لائحتين متنافستين في مشهد فريد عن باقي الدوائر الـ15 في لبنان.
وهذه الدائرة، هي معقل رئيس المجلس النيابي نبيه بري، الذي اختار منطقة وسطية فيها في المصيلح مقراً لسكنه.
تتمثّل هذه الدائرة بـ(7 نوّاب): (4 شيعة في صور و3 في الزهراني: 2 شيعة و1 كاثوليك).
يبلغ عدد الناخبين في هذه الدائرة (297698)، يتوزّعون وفق الآتي:
- المسلمون: (260459): شيعة (242293) وسُنّة (18166).
- المسيحيون: (37239): كاثوليك (20285)، موارنة (13546) ومختلف مسيحي (3408).
صور: (186762): شيعة (157863)، سُنّة (16194)، والمسيحيون (12705) بينهم (6300) كاثوليكي.
الزهراني: (111217): شيعة (80990)، سنة (4538)، المسيحيون (25689) بينهم (11963) كاثوليكي و(11607) موارنة، فضلاً عن أقليات.
ويُتوقّع أنْ يقترع في الإنتخابات المقبلة بين (155000-180000)، ليكون الحاصل الإنتخابي: (22000-25700).
يتنافس في هذه الدائرة (13 مرشّحاً) يتوزّعون على لائحتين:
- "الأمل والوفاء" برئاسة الرئيس بري، وهي مكتملة من (7 مرشّحين).
- "معاً نحو التغيير" برئاسة رئيس "شركة الجنوب للإعمار" المهندس رياض الأسعد وبتحالف مع "الحزب الشيوعي اللبناني"، "اليسار"، الحراك المدني ومستقلين، وهي غير مكتملة من (6 مرشّحين).
وكان قد ترشّح في هذه الدائرة (21):
- في صور: (11) للمقاعد الشيعية الأربعة، استمر منهم (8) بعدما انسحب (3).
وفي قضاء صيدا (الزهراني) ترشّح (10): (للمقعدين الشيعيين 4)، استمر منهم (3) وانسحب الرابع و(للمقعد الكاثوليكي 6)، استمر منهم (2) وانسحب (4).
ونموذج هذه الدائرة فريد، إذ تم فيه فصل مدينة صيدا عن القضاء، وفقاً لما كان معتمداً في قانون الستين، الذي جرت على أساسه الإنتخابات النيابية في العام 2009.
دائرة فريدة
لكن المفارقة كانت أنّ قضاء صيدا سُلِخَ عن عمقه الطبيعي، مدينة صيدا وجزين، في دائرة دُمِجَ فيها مع قضاء صور، وهو ما أدّى إلى حالة تذمّر لدى فاعليات وناخبين في قضاء الزهراني.
وخلال تواجد الرئيس بري في المصيلح، استهل لقاءاته مع رؤساء الطوائف الإسلامية والمسيحية في الجنوب، قبل أنْ تكر سبحة اللقاءات المتعدّدة، التي من المتوقّع أنْ تشهد استراحة بانتظار إنجاز المجلس النيابي لإقرار الموازنة العامة للعام 2018 قبل نهاية الشهر الجاري، وهو ما يركّز عليه الرئيس بري قبل عودته إلى التواجد في المصيلح لمتابعة سير الإستحقاق الإنتخابي.
وقد حافظ تحالف حركة "أمل" و"حزب الله" على إعادة ترشيح النوّاب الثلاثة في قضاء صيدا، وهم: الرئيس بري والنائب علي عسيران (للمقعدين الشيعيين) والنائب الدكتور ميشال موسى (للمقعد الكاثوليكي).
وفي صور أبقى كل من حركة "أمل" و"حزب الله" على النائبين علي خريس ونواف الموسوي، فيما استبدل الحزب وزير الشباب والرياضة محمد فنيش (النائب منذ العام 1992، من مبدأ اعتماد الفصل بين الوزارة والنيابة) ورشّح بدلاً منه المهندس حسين سعيد جشي، واستبدلت الحركة النائب عبد المجيد صالح (المنتخب منذ العام 2009)، ورشّحت بدلاً منه وزيرة التنمية الإدارية الدكتورة عناية عز الدين (لتدخل مبدأ "الكوتا النسائية" في ترشيحاتها الحركية للمرّة الأولى منذ العام 1992).
وتتوقّع الماكينة الإنتخابية لـ"لائحة الأمل والوفاء" فوز كامل أعضائها الـ(7) دون تسجيل أي خرق، وأنْ يحصد مرشّحوها نسبة مرتفعة من أصوات المقترعين، خاصة لدى الطائفة الشيعية التي يبلغ تعداد ناخبيها (242293) - أي ما نسبته 81.39%، وإنْ كانت ستتفاوت بين مرشّح وآخر، في ظل الصوت التفضيلي وحاجة الناخبين إلى معرفة تفاصيل هذا القانون بدقته.
رياض الأسعد.. "معاً نحو التغيير"
أما المرشّح رياض الأسعد، الذي تمكّن من تشكيل لائحة تضم نواة عن مكوّنات هذه الدائرة، متحالفاً مع "الحزب الشيوعي اللبناني"، "اليسار" والمجتمع المدني في مدينة صور، فيسعى إلى تأمين حاصل إنتخابي للائحة، لتسجيل ولو خرقاً وحيداً في معقل رئيس المجلس النيابي، وهذا ما تتمنّاه وتعمل عليه أكثر من قوّة سياسية في لبنان تتربص بالرئيس بري، في طليعتها "التيار الوطني الحر".
ومن الشعار الذي رفعته اللائحة "معاً نحو التغيير"، تهدف إلى تحقيق أهدافها بالتغيير انطلاقاً من الجنوب، ونجحت الإتصالات التي بذلت في ثني عدد من الطامحين للترشّح عن التقدّم بترشيحهم، وسحب مرشّحين يمكن أن يشكل استمرارهم تشتيتاً لأصوات المعارضة.
وتعوّل هذه اللائحة على نيل أصوات ليس فقط من الناخبين الشيعة، بل من الناخبين المسيحيين الذين يبلغ تعدادهم (37239) - أي ما نسبته 12.50%، بينهم (13546) مارونياً لا يتمثّلون بنائب، كما الكاثوليك الذين يبلغ تعداد ناخبيهم (20285).
وكان الأسعد قد نال النسبة الكبرى من أصوات الناخبين المسيحيين في قضاء صيدا في إنتخابات العام 2005 وبلغت (4611 صوتاً) متقدّماً على الرئيس بري الذي نال (2231 صوتاً) والنائب عسيران الذي نال (3396 صوتاً) من أصوات (7025 مقترعاً) من بين (21845) مسيحياً في قضاء صيدا، وكان حينها يتحالف مع الأسعد "التيار الوطني الحر" برئاسة العماد ميشال عون.
وكذلك تعوّل اللائحة على نيل كثافة أصوات من الناخبين السُنّة الذين يبلغ تعدادهم (18166) - أي ما نسبته 6.10%، بينهم (16194) في قضاء صور، والقسم الأكبر هو من مناصري "تيار المستقبل" و"الجماعة الإسلامية".
وكان قد انسحب من السباق الإنتخابي، ماجد ميشال قسطنطين (الذي ترشّح مستقلاً للمقعد الكاثوليكي)، بعد عدم التوافق على إسم مرشّح كاثوليكي.
معركة لن تكون سهلة، خاصة إذا ما سُجّلت كثافة مشاركة للمقترعين، فترفع الحاصل الإنتخابي!
المهندس رياض الأسعد مع أعضاء "لائحة معاً نحو التغيير"