لبنانيات >أخبار لبنانية
ماكينة إنتخابية حديديّة... المستقبل للوائح "المستقبل"
ماكينة إنتخابية حديديّة... المستقبل للوائح "المستقبل" ‎الأربعاء 11 04 2018 08:45
ماكينة إنتخابية حديديّة... المستقبل للوائح "المستقبل"

جنوبيات

من يراقب عمل القوى السياسية على الأرض يدرك جيداً أنّ تيار "المستقبل" تخطى وبفترة قصيرة جداً كل تبيعات المرحلة السابقة والضربات التي تلقاها على الساحة الوطنية والسنيّة.

عانى تيار "المستقبل" منذ عام 2011 من "لكمات" سياسية وتنظيمية عدّة، خصوصاً بعد مغادرة الرئيس سعد الحريري لبنان وتفلت بعض القيادات المستقبلية، ومحاولة بناء أجنحة عدة داخل التيار وتقسيمه.
لكن ما يحصل الآن، لم يكن يتوقّعه حتى أكثر المتفائلين خيراً بامكان العودة السريعة لـ"المستقبل" الى الساحة، وقد ظهر هذا الأمر جلياً في التحضير للإنتخابات النيابية، إذ بنى "المستقبل" ماكينة إعلامية وسياسيّة ولوجستية وفرق متخصصة تعمل على الأرض.
البداية من الماكينة السياسية، فقد آثر الرئيس الحريري ومعه أمين عام التيار أحمد الحريري والوزير نهاد المشنوق النزول الى الأرض وبين الناس، لانهم مدركين أن الإنتخابات لا تبنى بالخطابات فقط، فتنقل الرئيس الحريري بين شوارع بيروت وطرابلس والمنية وعكار والضنية وبيروت والبقاع وصيدا حاصداً التأييد السياسي لخطه.
وهذه الزيارات لم تكن لتنجح بهذا الشكل لو لم يكن هناك متابعة من كوادر تعمل على الأرض وتشكل العصب الأساسي لتيار "المستقبل".
نجح "المستقبل" في فترة قصيرة في بناء ماكينة إنتخابية ضخمة، ماكينة كاملة متكاملة، لا ينقصها شيء على رغم أن الإمكانيات لم تعد كما كانت في الفترة السابقة، وقد عمل المستقبليون على تقسيم الأقضية والمدن الكبيرة الى دوائر مترابطة من أجل البقاء على الجهوزية وخصوصاً يوم السادس من أيار، لأن كل العمل يذهب سداً إذا "فرطت" الماكينة يوم الإنتخاب.
وما يسهّل عمل الماكينة المستقبلية هو تجاوب الناس وميلهم الى الحفاظ على الخط والنهج الذي يسير عليه "المستقبل".
وفي نظر من يشرف على الماكينة، فان الماكينات في المناطق غير منفصلة عن بعضها البعض، إذ إن "المستقبل" موجود في كل الدوائر ولديه مرشحين أو حلفاء، وبالتالي فانه إن تواجد ناخبين من عكار في زحلة أو بيروت أو طرابلس فان هذا الأمر من مسؤولية الجميع، لإن ماكينة طرابلس مثلاً لا تستطيع القول إنها غير مسؤولة عن عكار أو أي منطقة أخرى.

ويبدي مرشحو "المستقبل" إرتياحهم الى الجوّ العام الشعبي الذي يسود، فالمواطنيين ما يزالوا ثابتين على خطّهم، خط الرئيس الشهيد رفيق الحريري، كما أنّ الواقع يظهر غياب أي زعامة سنية تضاهي الإمتداد الشعبي لتيار "المستقبل".
وتواجه الشخصيات السنية صعوبة في إقناع الناخب بخطابها، حتى لو إستفاد البعض من الخدمات ليبني حيثية معينة، والجدير ذكره، أن الساحة المسيحية تتميز بثنائية "القوات" و"التيار الوطني الحر" إضافة الى وجود أحزاب وشخصيات أخرى، كذلك، فان ثنائية "حزب الله" وحركة "امل" تسيطر على الساحة الشيعية، وعند الدروز هناك ثنائية جنبلاط- إرسلان على رغم التفاوت في الحجم الشعبي بين الرجلين.
واللافت عند السنة أنه لم يظهر حتى الآن أي شخص ينافس الحريري على الزعامة، حتى لو كان يشبه حجم إرسلان عند الدروز، وهذا الأمر يترك تردداته في نفس الناخب السني الذي لا يريد أن يرمي نفسه في المجهول، ويترك زعامة سنية ووطنية وعربية مثل الحريري ويذهب الى خيار زعماء الأحياء.