مقالات مختارة >مقالات مختارة
صيدا تتلألأ بالأنوار ليلاً في رمضان
الخميس 31 05 2018 09:18ثريا حسن زعيتر:
تتميّز مدينة صيدا عاصمة الجنوب، بزينتها الرمضانية، لما لها من خصوصية دينية وطابع تراثي مميّز، وحضورها الخاص خلال شهر رمضان المبارك، وكعادتها في كل عام اكتست المدينة بحلّة جديدة من الزينة الرمضانية التي تتلألأ بالأنوار، فانتشرت الزينة على طول طرقات وشوارع المدينة، وفي صيدا القديمة باب السراي تحديداً تتميّز زينة هذا العام، حيث حضر الفانوس والقرآن الكريم بمجسّمات ذات حجم ضخم وسط الساحة.
زينة رمضان تقليد سنوي تختلف من عام إلى آخر، وهذا العام تتركّز الزينة عند المستديرات والنقاط الرئيسية، ومداخل ووسط المدينة، فقد نُصِبَتْ مجسّمات ضخمة مرحِّبةً بالشهر الفضيل، ومعبّرة عن محبّة أهل المدينة لشهر رمضان.
شهدت المستديرات الرئيسية في مدينة صيدا والطرق الأساسية زينة رمضانية تميّزت عن السنوات السابقة بأشكالها الجديدة، وذلك بمساهمة من "جمعية تجّار صيدا وضواحيها" والمؤسّسات التجارية والجمعيات، منها "الهيئة الإسلامية للرعاية" و"جمعية رعاية اليتيم في صيدا"، بالتعاون مع مؤسّسات تجارية ومصارف وبلدية صيدا، بتزيين المدينة ورفع مصابيح رمضانية حول نافورة ساحة النجمة وسط المدينة، كما وُضِعَ مجسّم لمدفع رمضان التراثي عند مستديرة إيليا في المدينة.
وتترافق زينة المدينة بنشاطات رمضانية منها الإفطارات الرمضانية وموائد السحور، والتواشيح والابتهالات الدينية في الأمسيات الرمضانية، وليلاً تعج المقاهي المنتشرة على الكورنيش البحري وداخل أحياء المدينة القديمة بالروّاد الذين يسهرون حتى السحور.
وتُحيي المدينة ليلة القدر في المساجد المنتشرة في أرجائها، بالإضافة إلى مسيرة كشفية تجوب شوارعها الرئيسية ليلاً في أواخر الشهر المبارك.
مقاهي صيدا
وما زالت مقاهي صيدا تحافظ على طبيعتها الشعبية، خاصة على الكورنيش البحري ومداخل صيدا القديمة، وهي الملاذ الليلي للناس خلال شهر رمضان، بعدما أقفلت معظم الزوايا الصوفية داخل صيدا القديمة أبوابها.
وما يميّز مقاهي صيدا الشعبية أيضاً، روح الإلفة التي ما زالت موجودة في هذه المقاهي، رغم انتشار المقاهي التي تحوّلت إلى "نت كافيه"، حيث بإمكان أي كان أنْ يضع حاسوبه المحمول على الطاولة ويستخدم الباسورد الخاص بالمقهى ليتواصل مع العالم كله عبر "الوايرلس" .
تزدهر الحركة في هذه المقاهي تزامناً مع افتتاح المحلات في السوق التجاري أبوابها ليلاً استعداداً لعيد الفطر، وتستقبل الأسواق القديمة في المدينة روّادها حتى الفجر، رغم أنّها طوال السنة تكون مقفلة ليلاً.
وتغص صيدا القديمة البلد بالوافدين من مناطق لبنانية مختلفة، وتشهد ساحة باب السراي ازدحاماً خلال الليل، وصولاً حتى حي رجال الأربعين، حيث تنشط حركة المقاهي في شهر رمضان عادة، لا سيما بعد انتهاء الصائمين من الإفطار.
وللمقاهي الواقعة بمحاذاة البحر في المدينة رونق خاص، حيث تُعتبر المكان المفضّل للذين يروّحون فيها عن أنفسهم، ويلتقون بالأصدقاء والأحباب، فيكتظ الكورنيش البحري بروّاد المقاهي المنتشرة، وتستمر السهرات الرمضانية حتى موعد السحور، وتتميّز المقاهي بنكهة مختلفة، إذ تحتضن الجلسات العائلية ليدخن الحاضرون النرجيلة ويشربون الشاي وأنواع العصير والمشروبات الرمضانية من الجلاب والتمر هندي والسوس، ويتسامرون حتى السحور، فيتناولون مناقيش الصاج بالجبن أو الزعتر بالزيت أو اللحمة، أو الفول المدمّس والحمص بطحينة، لذلك تُعتبر المنقوشة وصحن الفول سيدَيْ السحور الرمضاني الصيداوي بلا منازع، إضافة إلى بعض الأنشطة الفنية والدينية التي تقوم بها بعض الفرق والجمعيات، كما أنّه تتخلّل الأمسيات استعراضات للمسحراتي وأحياناً للحكواتي كنوع من إعادة إحياء الطابع التراثي، وتتميّز المقاهي بنكهة مختلفة.
روّاد من أبناء المدينة والجوار داخل صيدا القديمة
مجسّمات رمضانية عند نافورة المدينة وسط ساحة النجمة
المدفع الرمضاني
المسحّراتي يجول في أحياء صيدا القديمة