عام >عام
قمّة بين الرئيسين السيسي وعباس... و"عيدية" ترامب في "صفقة القرن" مرفوضة فلسطينياً
الجمعة 19 04 2019 07:38هيثم زعيتر
يتوزّع المسؤولون في الإدارة الأميركية الأدوار بإطلاق "بالونات الاختبار" لـ "صفقة القرن"، قبل ان يُعلن عنها الرئيس الأميركي دونالد ترامب، الذي نفّذ الكثير من عناوينها، والتي صيغت خدمة للكيان الإسرائيلي على حساب الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، وما تبقى منها بهدف شطب القضية برمتها.
وقبل أن يُعلن ترامب عن الصفقة، فإنه قدّم الكثير من الهدايا إلى رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، والمرتقب سيكون، بلا شك، في إطار تكريس يهودية الكيان الإسرائيلي والسيطرة على الأراضي المحتلة، وتثبيت حدود الدولة اليهودية، والمصالح المشتركة للطرفين في المنطقة.
وعلى الرغم من أن ترامب، أصدر تعليماته إلى جميع الوكالات الأميركية لتطبيق اعترافه بالسيادة الإسرائيلية على هضبة الجولان السوري المحتل، وإعادة رسم جميع الخرائط الدولية لتشمل تلك المنطقة ضمن حدود "دولة إسرائيل"، إلا أن الكيان الإسرائيلي لم يُحدّد حدود كيانه الغاصب، علماً بأن اعتراف الأمم المتحدة به، كان مشروطاً بتحديد الحدود، ما يثبت أن الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الحالية، ليس هو حدود كيانه، بل ما حُدّد في عَلَمْ الكيان بحدود المياه ونُقش على الكنيست "من النيل إلى الفرات"، وهو ما يعمل نتنياهو على ترسيخه، مع تحضيراته لولاية خامسة، وإن كان في هذه المرحلة سياسياً وأمنياً.
هدايا الإدارة الأميركية التي من المتوقع أن يتوّجها بعد شهر رمضان المبارك، ليعلن عن "صفقة القرن" ولتكون بمثابة "عيدية" إلى نتنياهو، مقابل دعمه للرئيس ترامب في معركته الرئاسية لولاية ثانية.
هذه "العيدية"، قوبلت برفض فلسطيني، لأن إدارة ترامب نفذت الغالبية العظمى من الشق السياسي للخطة، ولم يبقَ إلا القليل، وليقتصر الأمر على الجانب الاقتصادي.
إلى ذلك، علّق مبعوث الولايات المتحدة لعملية السلام في الشرق الأوسط، جيسون غرينبلات على تصريح رئيس الوزراء الفلسطيني الدكتور محمد إشتية، الذي اتهم فيه الولايات المتحدة، بإعلان "حرب مالية" على الشعب الفلسطيني، ووصفه خطة السلام الأميركية، بـ "الميتة".
وكتب غرينبلات في تغريدة عبر موقع التواصل الاجتماعي "تويتر": "حرب مالية؟ هذه أموال دافعي الضرائب في الولايات المتحدة، إنها تذهب إلى حلفائنا، وتلك التي ستعمل معنا من أجل التغيير الإيجابي".
وأضاف: "اختار القادة الفلسطينيون إنهاء تلك العلاقة، نأمل أن يعملوا معنا في الأشهر المقبلة من أجل مستقبل أفضل للجميع".
من جهته، رأى السفير الإسرائيلي لدى الأمم المتحدة داني دانون أن "نتنياهو لن يُنفّذ على الأرجح تعهداً انتخابياً بضم المستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية المحتلة حتى تكشف الولايات المتحدة خطتها للسلام، وسنحترم جهود الإدارة. لا أعتقد أننا سنرى أي تحرك كبير من حكومتنا قبل إعلان خطة السلام".
وفي إطار الاتصالات التي تقوم بها القيادة الفلسطينية للتباحث بشأن التطورات في المنطقة والمخاطر المحدقة بالقضية الفلسطينية، تُعقد قمّة مصرية - فلسطينية في القاهرة، بين الرئيسين المصري والفلسطيني عبد الفتاح السيسي ومحمود عباس بداية الأسبوع المقبل.
وعلى جدول الأعمال، العلاقات الثنائية بين البلدين، والتنسيق المشترك بالتصدي لمحاولة تصفية القضية الفلسطينية، فضلاً عن الملف المتعلق بالمصالحة الفلسطينية، الذي ترعاه مصر، خاصة بشأن انتظار حركة "فتح" الرد المصري بعد إجراء الأخيرة مشاورات مع حركة "حماس" في ما يتعلق بملف المصالحة.
وكان وفد من حركة "فتح" برئاسة عضو اللجنتين التنفيذية لـ "منظمة التحرير الفلسطينية" والمركزية لحركة "فتح" أحمد عزام قد زار القاهرة والتقى عدداً من المسؤولين المصريين.
ويشارك الرئيس عباس في الجلسة الطارئة لوزراء الخارجية العرب، التي تعقد في القاهرة بناءً للطلب الفلسطيني.
في غضون ذلك، يواصل جنود الاحتلال اعتداءاتهم بحق المواطنين، بإطلاق الرصاص الحيّ، ومحاولات إعدامهم بحجج متعددة.
وأقدم أحد جنود الاحتلال أمس على إطلاق النار من مسدس من مسافة صفر باتجاه أحد الطلبة في بلدة تقوع - جنوب شرق بيت لحم.
وظهر في شريط "فيديو" إطلاق الجندي النار من مسدس باتجاه طالب المدرسة، وهو مقيّد اليدين ومغمّض العينين، بذريعة انه حاول الهرب بعد توقيفه.
ووقع الحادث بعد قليل من تشييع جثمان المعلمة في مدرسة الرشايدة فاطمة سليمان، التي استشهدت بعدما دهستها شاحنة كبيرة تحمل لوحة إسرائيلية يقودها مستوطن، بعد صدم سيارتها، ما أدى إلى قذفها خارجها، حيث قام سائق الشاحنة بدهسها، فاستشهدت على الفور. ووقعت مواجهات بين جنود الاحتلال وشبان البلدة.
إلى ذلك، رفضت "المحكمة الإسرائيلية" التماساً قدمته عائلة الشهيد عمر أبو ليلى من قرية الزاوية في مدينة سلفيت ضد هدم منزلها، بعد تنفيذه عملية طعن وإطلاق نار على مفترق مستوطنة "أرئيل" (الأحد 17 آذار الماضي)، وقتل مستوطناً وجندياً في العملية، وجرح
آخرين، قبل أن يستشهد خلال اشتباكه مع قوات إسرائيلية خاصة من "وحدة اليمام" في قرية عبوين - شمال رام الله، (ليل الثلاثاء 19 منه).
ووافقت المحكمة للجيش العمل على هدم المنزل كجزء من عملية الردع ضد منفذي العمليات، حيث سلّمت أمين أبو ليلى (والد الشهيد) في 28 آذار الماضي) قراراً يقضي بهدم منزلهم الذي يعيش فيه 8 أفراد وتبلغ مساحته 120 متراً.
ولمناسبة عيد الفصح المجيد، قررت قوات الاحتلال فرض إغلاق شامل على الضفة الغربية ومعابر قطاع غزة، ابتداءً من مساء اليوم (الجمعة) ولغاية مساء السبت (27 نيسان الجاري).
وسيُسمح خلال فترة الإغلاق للحالات المرضية المستعجلة بالوصول إلى المستشفيات، وكذلك بتنقل الطواقم الطبية.