لمناسبة عيد العمال ورفضاً لسياسة الافقار والتجويع التي تمارسها الحكومة بحق الشعب اللبناني أقامت قوى الحراك الشعبي تظاهرة حاشدة، الساعة الرابعة من بعد ظهر اليوم، انطلقت من المتحف وصولاً إلى ساحة الشهداء في بيروت.
تأتي هذه التظاهرة ضمن سلسة التحركات الشعبية الرافضة لسياسات الحكومة الاقتصادية والمالية والاجتماعية التي تستهدف بشكل مباشرالعمال وأبناء الطبقات الكادحة والفقراء، بينما هي تستثني بإعفاءاتها الضريبية مافيات السلطة والمال.

تقدّم التظاهرة الأمين العام للتنظيم الشعبي الناصري النائب الدكتور أسامة سعد، والأمين العام للحزب الشيوعي اللبناني حنّا غريب، إضافة إلى ممثلين عن الأحزاب التقدمية واليسارية والهيئات النقابية والمدنية والاجتماعية وحشد كبير من المواطنين.
ردّد المتظاهرون شعارات تدعو الشعب اللبناني للنزول إلى الشارع والمطالبة بتحصيل حقوقه المهدورة، وللمطالبة بفك الحصار الذي تمارسه السلطة من خلال التضييق على الفقراء بفرض الضرائب غير العادلة عليهم ومن خلال ممارسات الفساد والسرقة والنهب والهدر التي أوصلت لبنان إلى أخطر مراحل العجز الاقتصادي والمالي والتأزم الاجتماعي.

وفي ختام التظاهرة ألقى النائب الدكتور أسامة سعد كلمة، مما جاء فيها :

" في عيد العمال نوجّه أطيب تحية وأجمل زهرة إلى عمال لبنان ... إلى الكادحين والمنتجين بالزنود المفتولة والعقول المبدعة ...ألف تحية إلى مناضلي الحراك الشعبي ... وإلى كل المتظاهرين والمعتصمين في الساحات والشوارع .. إلى الشباب والمعلمين والموظفين والمستخدمين ... وإلى المتقاعدين المدنيين والعسكريين .. وإلى كل المطالبين بحقهم في العيش الكريم."
وقال سعد: "ومن ساحة الشهداء في بيروت المقاومة والنضال الشعبي ... ومن عمال لبنان وشعب لبنان .. ألف تحية إلى الشباب والرجال والنساء المقاومين والمنتفضين في فلسطين المحتلة ... وإلى انتفاضة الجزائر وانتفاضة السودان ... وإلى كل العمال والمناضلين الأحرارعلى امتداد الأرض العربية وفي كل بلدان العالم."
وأضاف قائلاً: " نظام التبعية والطائفية والاستغلال والفساد ... دفع لبنان نحو خطر الانهيار ... ودفع اللبنانيين إلى الحاجة والبطالة والهجرة ... السلطة تعمل على إضعاف مؤسسات الدولة وبيع القطاع العام بأبخس الأثمان .. وعلى رهن لبنان للمصارف والشركات والدول الاجنبية .. والسلطة تريد تحميل اللبنانيين النتائج الكارثية لسياساتها وممارساتها .. وتريد تدفيع ذوي الدخل المحدود تبعات الازمة والانهيار .. لكن الحراك الشعبي والقطاعات المعنية يقفون لهم بالمرصاد... والشعب اللبناني لن يسمح لهم بذلك."
وقال سعد: "قسماً بتعب العمال وعرق الكادحين .. قسماً بالجباه الشامخة والزنود السمراء .. لن نسمح لمافيات السلطة والمال بسلب لقمة العيش من أفواه العمال والكادحين والعجزة والأطفال ... لن نسمح لهم بمد اليد إلى جيوب محدودي الدخل والفقراء .. وسنبقى في الشوارع والساحات من أجل تامين العيش الكريم والضمانات الصحية والاجتماعية واستعادة الحقوق لكل الناس."
وختم قائلاً: " من أجل إنقاذ لبنان واللبنانيين ... لا بد من بناء الحركة الشعبية الجماهيرية والمعارضة الوطنية الفاعلة... ولا بد من تصعيد النضال من أجل التغيير الشامل في كل المجالات .. وبناء الاقتصاد المنتج بديلاً عن اقتصاد الريوع والمضاربات والاحتكارات... وإقامة دولة الرعاية الاجتماعية .. ولا بد من الكفاح من أجل إقامة الدولة المدنية الديمقراطية العصرية... بديلاً عن نظام المحاصصة الطائفية والاستغلال والفساد.
فإلى الشارع أيها اللبنانيون .. إلى الشارع يا شباب لبنان، وعمال لبنان، وكل الأحرار والمنتجين في لبنان .. إلى الشارع من أجل الإنقاذ . .. ومن أجل التغيير الشامل في لبنان.

بدوره ألقى الأمين العام للحزب الشيوعي اللبناني حنّا غريب كلمة، ومما جاء فيها:

"نقوم باحياء عيد العمال في ساحة الشهداء لأن العمال هم عنوان التضحية والشهادة"، مؤكدا اننا "سنستمر في متابعة المسيرة ضد نظام المحاصصة لتحرير كل اللبنانيين من معتقلات هذا النظام ومن اجل بناء دولة ديمقراطية ذات اقتصاد منتج وتأمين فرص عمل واخراج لبنان من الوضع الاقتصادي الذي يعاني منه".
وراى غريب أنه "يجب الخلاص من هذا الاقتصاد الريعي التابع الذي يشكل أحد ادوات الارتهان في قرارنا الوطني للضغوط الاميركية والغربية"، مشيرا الى ان "الحكومة تجتمع لاقرار مشروع موازنة تقشفية تضرب فيها حقوق العمال فلا تتردد بمحاولة اقتطاع جزء من رواتبهم"، داعيا العمال "للوحدة والنضال من اجل اسقاط هذه السياسات الافقارية"، معتبرا ان "هذه الموازنة تخدم المصارف واصحاب الشركات الكبيرة لانها اعفتهم من الضريبة التصاعدية".
واعلن غريب ان "قرار البقاء في الشارع بدء من اليوم وحتى 4 ايار ليس الا خطوة تصعيدية باتجاه شتى اشكال التحركات الشعبية المتزامنة مع الاجتماعات الحكومية".

وقد تضمن احتفال ساحة الشهداء أيضاً فقرات فنية طغت عليها الأغاني الوطنية.