صدر عن مركز الحضارة لتنمية الفكر الإسلامي في بيروت كتاب جديد بعنوان : :"الانتخابات : نظرة فقهية" للباحث الاستاذ روح الله شريعتي وترجمة علي السيد صالح وفريق الترجمة في المركز . وروح الله شريعتي باحث ايراني درس في الحوزة العلمية في مدينة قم المقدسة وتابع الدراسات العليا في الجامعات الإيرانية ونال شهادة الماجستير في القانون الدولي ولديه العديد من الدراسات الحقوقية والقانونية والفقهية. وهذا الكتاب يتناول موضوعا مهما لدى الحركات الإسلامية والحوزات الدينية وهو تقديم رؤية شرعية ودينية للمشاركة في الانتخابات بشكل عام أو الرجوع الى الشعب والجمهور في اختيار القادة أو تحديد الموقف من القضايا الأساسية وذلك بالعودة إلى الاستفتاء الشعبي وهذا يتناقض مع بعض المواقف لعدد من الحركات والتيارات الإسلامية وعلماء الدين والذين يحرمون الديمقراطية أو اللجوء إلى الانتخابات أو العودة إلى الشعب لتحديد الموقف من بعض القضايا. ويتضمن الكتاب عدة أقسام وفي كل قسم عدة فصول . القسم الاول يتناول المفاهيم العامة حول الانتخاب ومن اين نشأ مفهوم الاقتراع وأصوله التاريخية وانواع الاقتراعات وحدود الانتخابات ودورها ومفهوم أهل الحل والعقد وتفاصيل أخرى. القسم الثاني يتناول الانتخابات على ضوء المباني الفقهية ويستعرض فيه الموقف الديني من الأكثرية ومتى تكون مذمومة ومتى تقبل ، وموضوع الشورى والبيعة والمواقف منها. القسم الثالث يستعرض ساحات الانتخابات وماذا تشمل والاستفتاءات وما هي الموضوعات التي يمكن اعتماد الاستفتاء لحسمها ودور الانتخابات في اختيار المشرع ومن يحق له التشريع وكيفية اختيار الحكام ومحاسبتهم ودور الفقهاء في هذه المرحلة . القسم الرابع يركز على شروط الذين يشاركون في عملية الانتخابات ومن يحق له الانتخاب أو الاختيار ، كما يتناول كل تفاصيل العمليات الانتخابات والرؤية الفقهية والشرعية منها ودور الأحزاب وعمليات التزوير أو الانتخابات الشكلية. وفي الختام يقدم الباحث بعض الأفكار والملاحظات الاستنتاجية والتي يؤكد فيها أهمية المشاركة السياسية والحاجة للعودة إلى الشعب في حسم الكثير من القضايا واختيار الحكام وهو يؤكد على الجانب الشرعي في هذه القضايا وأنها تستنتد إلى أدلة فقهية وشرعية وبذلك يرد على كل من يرفض العودة إلى الانتخابات أو الشعب في حسم اختيار الحكم أو التشريع. هذا كتاب إشكالية وسجالي وهو يستحق النقاش والحوار خصوصا أن الكثير من الحركات الإسلامية شاركت في الانتخابات في كافة مجالاتها وان هناك دولا إسلامية تعتمدها في حين لا تزال هناك تيارات سلفية أو متشددة ترفضها وهناك دول إسلامية ترفضها .