منذ أن غزت التكنولوجيا كل أركان حياتنا، وأغرقتنا الحياة بسرعتها ومشاغلها التي لا تنتهي، أهمل الكثير منا الرياضة وأغفل فوائدها الصحية والنفسية وكذلك الاجتماعية والأخلاقية.

الرياضة من الركض الى رفع الأثقال، أمر جيد بالنسبة لنا،فالنشاط البدني يساعد أجسامنا على مكافحة الالتهاب .كيف تعمل ممارسة الرياضة لخفض الالتهاب؟

الالتهاب هو طريقة الجسم لشفاء نفسه بعد الإصابة والحماية من العدوى. ولكن يرتبط الالتهاب المزمن مع جميع أنواع الأمراض، من مرض السكري إلى أمراض القلب. عند بدء تحريك عضلاتك، تطلق خلايا عضلاتك بروتين صغير يسمى إنتيرليوكين 6، أو IL-6 ، الذي يبدو أنه يلعب دورا هاما" في مكافحة الالتهاب. IL-6 له العديد من الآثار المضادة للالتهابات،بما في ذلك،خفض مستويات البروتينTNF alfa الذي يؤدي الى التهاب في الجسم.

وفقا" للبحوث، بعد ممارسة الرياضة لمدة 30 دقيقة، يزيد مستوى البروتين IL-6 خمسة أضعاف.

في دراسة،قام باحثون بحقن المشاركين  بجزيء من بكتيريا Eالقولونية،المعروفة بتفعيل استجابة الجسم الالتهابية . وجد الباحثون أنه، عندما حقنوا المشاركين، كان هناك زيادة ثلاثة أضعاف في مستويات البروتين التي تسبب الالتهاب. ولكن الذين قاموا بممارسة الرياضة قبل الحقن، كان لديهم زيادة في مستويات IL6، ولم يروا زيادة في نسبة البروتين المسبب للالتهاب.

وخلصت الدراسة، الى أن ممارسة الرياضة يجب أن تستخدم كجزء من العلاج للأمراض المزمنة التي تنطوي على الالتهاب. وأن النشاط البدني يمثل استراتيجية طبيعية وقوية لمكافحة الالتهاب، وينبغي أن تكون متكاملة مع برامج إدارة المرضى الذين يعانون من أمراض مزمنة، مثل مرض السكري من النوع 2 وأمراض القلب والأوعية الدموية.

ولفتت الدراسة إلى أهمية رفع الوعي لدى الأطباء والمرضى بأهمية التمارين الرياضية في علاج العديد من الأمراض المزمنة، مع ضرورة إطلاع الأطباء على أنواع الرياضات المناسبة لكل نوع من هذه الأمراض حتى يتمكنوا من إقناع المرضى بممارستها.