بأقلامهم >بأقلامهم
ياسر عرفات.. في ذكرى رحيلك السابعة عشر
جنوبيات
تسكنني رحلتك الطويلة والمؤلمة. كم نجوتَ من بطش الأعداءِ وغدر ذوي القربى؟
نجوت عشرات المرات ومحاولات الاغتيال في بيروت وطرابلس وكان الموت يشد وأنت تشد مين مات ؟ ((مات الموت)) على يديك، ولم يرفَّ لك في الملمّاتٍ جفن.
حملت البندقية بيد وغصن الزيتون باليد الأخرى... مؤمنًا بأن حقَّ شعبك يستحق التضحية والسلام. وللأسف يا العنفوان العظيم: البندقية في غيابك لم نستخدمها في المكان الذي أردته... في صدر المحتل إلا نادراً... والبقية في صدور بعضنا.
كنت الحدث، صانعه وقائده، وحين تقفل أبواب المسيرة تخلعها بنعلك ونمضي خلفك إلى ملحمة نزال وصمود جديدة.
كان لبأسك السطوة... لهدير صوتك عنفوان القائد وشكيمة المقدام في اللحظات العصيبة.
فقدنا البوصلة سيدي، تاه الأخوة في أزقة خصوصياتهم وصراعات محاورهم وبتنا يتامى المرحلة... نعم يتامى.
يبس غصن الزيتون سيدي، لم يبق له من الأمل بصيص حياة.
أعذرني لمصارحتك، فمهما أوجعت كلماتي تبقى الجبل الذي نشكوه أوجاعنا ومصاعب مسيرتنا. ومن سواك يعلم حاضرنا البشع أكثر منا؟
اشتاق لزمنك الجميل... لكوفيتك التي لم تزل عنوان فلسطيننا... لن أثقل عليك أكثر... لنا الله في غيابك. لروحك ولأرواح الشهداء الرحمة والخلود.