عام >عام
"ما بحبك عم جيبك لاقهر امك"... ما هي قصة حنين وطفلتها؟
الثلاثاء 28 12 2021 09:35جنوبيات
للأمهات في لبنان مع قضايا الامومة في المحاكم الشرعية قصص تدمع العيون، وتشكل قضايا الحضانة واحدة من أعقد الملفات، وأكثرها حساسية ودقة في ظل مجتمع ذكوري قاسٍ.
صور الأمهات الحزينات الباكيات المحرومات من رؤية اطفالهن تعصر القلوب، جدلية لمن الحق في الحضانة لا تنتهي، ولكن بين القانون واحكامه المبرمة وحنان الام وعاطفتها لا مجال للمقارنة او المقايضة.
حنين، أُم لابنة الـ 9 سنوات، ربّت وتعبت وحفظت ابنتها برموش عيونها، بعد طلاقها منذ أكثر من 3 سنوات، تكافح للعيش في هذه الظروف الصعبة وتسعى للحفاظ على سلامتها وسلامة ابنتها النفسية والمعنوية، تواجه الآن حكما ظالماً وسُطرت بحقها ثلاثة قرارات بالسجن، فما هي قصة حنين؟
حنين لم تسرق أموال المودعين، ولم تفجّر مرفأ بيروت، ولم تجوّع اللبنانيين، فما هو جرمها؟
تأخذ حنين نفساً عميقاً، وتقول: "عُنّفت جسدياً ومعنوياً لأكثر من 3 سنوات، وأملك تقارير الطبيب الشرعي التي تثبت تعرضي للضرب والعنف، بدأت المشاكل منذ السنة الاولى لزواجنا، وبعد لجوئي أكثر من مرة إلى المحكمة، لم أحصل على حقي بالانفصال عنه، إلى أن حصل الطلاق في الـ 2018، وحكم القاضي بالحضانة لي وحق الرؤية لوالدها".
وتكمل حنين الحكاية: "إلا أنني أملك أيضاً كافة الأدلة التي تثبت أن والد ابنتي لا يملك مؤهلات كأب سوي للاعتناء بطفلة، فكانت صغيرتي في كل
مرة نُستدعى فيها الى مخفر جب جنين بشكوى من والدها، تفيد بأنها لا تريد الذهاب لرؤيته، لا تحبه ولا تريده، لأنه كان يضربها ويعنّفها معنوياً، كأن يقول لها: "ما بحبك، عم جيبك نكاية بإمك لاقهرها بس"!
وتتابع: "واجهت ابنتي طيلة هذه السنوات أزمة نفسية مريرة بسبب كل ما تمر به من مشاكل، ولدي تقارير المعالجة النفسية التي تثبت صعوبة الوضع النفسي لابنتي، حيث كانت تتأزم في كل مرة نُطلب فيها إلى المخفر، بالإضافة إلى ما كانت تواجهه من سوء معاملة من قبل والدها، ليزيد نفور الطفلة منه، فهي ترفض رؤيته، نتيجة تراكم الكره لديها وعدم شعورها بالأمان وعطف الابوة عليها كطفلة ".
ورأت حنين ان في قرار المحكمة ظلم واجحاف بحقها كأم تريد حماية ابنتها، خاصة وانها تقدّم في كل مرة طعناً بالقرار الصادر والذي يقضي بسجنها، وقالت: "القرار الأخير لم أقدم به طعناً لأنني فضّلت أن أتابع وضع ابنتي النفسي".
وختمت حنين: "حاولت أن أوكل أكثر من محام، إلا أنه كان يستخدم نفوذه المالي ومعارفه ويمنع موكلي من الاستمرار في القضية"، وبحسب حنين، فإن "طليقها مدعوم ولديه نفوذه، ويستخدم معارفه في المحكمة والمخافر "للتسلبط" على القاضي والتأثير على عناصر الأمن كونه هو ايضاً رجل أمن ووالده مختار".
ما هو رأي الشرع والمحكمة؟
يؤكد عضو المجلس الشرعي الإسلامي المحامي محمد سعيد فواز، في هذا الإطار، انه "في حال كانت الفتاة لا تريد رؤية والدها وكان ذلك مثبتاً أمام القضاء فلا يحق للمحكمة ان تصدر قرار سجن الأم، أما إذا كانت الأم تتقصد مخالفة القرار القضائي وحرمان الأب من حق رؤية ابنته، عندها تتعرض للعقوبات".
وبعد الكلام الفصل الذي قدّمه المحامي فواز، نسأل بدورنا: "إلى متى الاستهتار وهضم حقوق النساء في بلد المحسوبيات والفساد؟ وإلى متى تبقى شريعة الغاب طاغية لتهدّد حنين بالسجن أو حرمان ابنتها؟