عام >عام
في رثاء السيد حسين شرف الدين
الأربعاء 23 02 2022 22:11جنوبيات
كتب الدكتور حسين يتيم
سعادة الأخ العزيز
"السيد" الدكتور رائد شرف الدين المحترم
وأخيراً، ترجَّل فارس القلم عن صهوة جواده، وكان خيرَ خلَفٍ لتراثِ المدارس العاملية ومكتباتها التاريخيَّة، الزاخرة بالعِلْمِ والفقه والأدب. ولمَّا رحَلَ أورثها أبناءَه الميامين لينقلها من السلف الأمجد، الإمام الكبير "السيد عبد الحسين شرف الدين"، علاَّمة عصره، إلى مَنْ بعدَه مِن أَئِمَّةٍ ومرجعياتٍ وعلماءٍ وأدباءٍ وشعراء. رجلٌ "سيدٌ" من أسياد عاملة، وشريف من شرفائه وأشرافه، إرتحل إلى جوارِ ربّه "راضياً مرضياً"، هو "السيد حسين شرف الدين" (أبو رائد)، رحمه الله وأكرم مثواه، وجعله من أبراره وأحراره الصالحين.
أبا رائد.. وروحُك اليوم في العِلّيين، لقد تركتَ فراغاً في عالَمِ القلمِ والحبرِ والكتابِ، ومعارجِ التاريخ والتربيةِ والسيرةِ والأخلاق. ولا يملأُ هذا الفراغ إلاَّ مِنْ يخلِفكَ: زوجتُك الفاضلة "رباب" أم رائد، "السيدة" بين نساء "جبل عامل"، وهي شقيقةُ الإمام المغيَّب ظُلماً، "السيد موسى الصدر". فهي ظلّه وطيفه وهي "عصا موسى" في نهجه، تَهِشُّ بها على مؤسساتٍ اجتماعية، أقامها مناراتٍ لخيرِ العمل، ومن خلالها تعلَّمنا الرعاية وخدمة المحرومين...
أبا رائد، ويخلِفك أيضاً من مشى دَرْبك، وسار مسيرتك في العطاء والرعاية أبناؤك الميامين، وهم شموع تضاء بها ساحات المعوزين. أفليس بِكْرُك هو "الدكتور رائد"، وهو اليوم عَلَمٌ من أعلام "صور"، عاصمةِ "جبل عامل"، وصولاً إلى أعلام "بيروت" عاصمة "لبنان"، بل وعاصمة كل العرب!...
أبا رائد، نَمْ قريرَ العَيْنِ آمناً مُطْمئناً... "أَدَّيْتَ قسطك للعُلى فَنَمِ"... جنانُ الله لك ولأمثالك، والعزاءُ بك يكون في سيرتِك المليئةِ بخيرِ العطاء، وأسرَتِكَ التي تنحو نحوك، وتنهج نهجك.
رحمَـــك الله
أخـــوك المُحِب
الدكتور حسين يتيم