ثقافة وفن ومنوعات >ثقافة وفن ومنوعات
أعمال الفنان صافي جوني مؤثرات تشكيلية تتسم بالغموض الحسي
أعمال الفنان صافي جوني مؤثرات تشكيلية تتسم بالغموض الحسي ‎السبت 8 10 2016 12:07
أعمال الفنان صافي جوني مؤثرات تشكيلية تتسم بالغموض الحسي


يتخذ الفنان «صافي جوني « من الرسم فنا للتعبيرعن لواعجه بلغة تشكيلية ترمز الى احداث يحتفظ فيها بلوحات مرصوفة بصريا يتبلور من خلالها المعنى اللوني، ومغايرات الخطوط وقوتها في بث التضاد بين ثنايا اللوحة، ليكسر ماهو مألوف في اتجاهات اللون. اي من الخارج الى الداخل، ليحدث وقعا نفسيا قادراً على توليد مؤثرات تشكيلية تتسم بالغموض الحسي ، المتأجج بالدلالات التاريخية، لمنح الاشكال مضامين فلسفية لها ابعادها التعبيرية وافاقها المتسعة عبر مساحة اللوحة وتأويلاتها المتعددة كجزء من الحدث المادي وقوة تعبيراته المعتمة، وفق مفهوم الحزن والاشارات المرتبطة بالحروب التي تختزن المعاني الانسانية في كل لوحة من لوحات صافي التي يحاكي فيها العالم باسلوب محسوس بصريا، وملموس عبر حركة اللون الداخلية، ولمحات الصراع مع الطبيعة التي تدور حول نفسها، وكانه يريد القول التاريخ يعيد نفسه في الحروب وتاثيرها على الانسان.
يمزج الفنان» صافي جوني» الوانه بكثافة لزيادة التأثير وبلوغ الغاية الفنية لريشة تهدف الى خلق رؤية انسانية. تستنكر لغة الحروب، وتبحث عن الجمال والسلام، لتسمو الاشكال وتحقق غايتها البصرية بمشهد حسي غني بالشجن دون ان تخلو الحركة من الوجدانية المفعمة بالالم والرحيل الرمزي، المنبثق عن اللاوعي الانساني حيث تتهادى الايقاعات الحركية بتوازن تتداخل فيه الخطوط فقد جعل من الطيور انطلاقة لها قوتها التعبيرية وجمالها التآلفي بجاذبية لها قواهدها التقليدية في ابراز سياق المعنى المتجذر في اللوحة.
خطوات تشكيلية متحررة من الذات تتضمن الواقع الرمزي، لحدث يخلده في لوحات تستنكر الويلات الانسانية في ابعادها المضمونية، ومزيجها الاسلوبي في التضاد والتحاور، وبانزياح بصري تشير الى قوة الحياة في التجدد والانتفاضة على الواقع الانساني الذي ينتقده صافي عبر رسوماته التي نستلهم منها عدة ايحاءات، لصراعات داخلية تؤدي الى انتهاك حقوق الحياة، وليس الانسان فقط وبانعكاس درامي له ديناميته الذهنية التي تجنح الى رمزية ترتقي الى مستوى التامل الفني الغارق بالتاويلات، وبالخصائص التشكيلية الموضوعية ومعناها الفني التعبيري مع الحفاظ على تقنية ايقاعية لا رتابة فيها، ومرنة في اتجاهات خطوطها وتطورها التخيلي في ذهن المتلقي. 
يعتمد «صافي جوني» على المدركات البنيوية، ومتغيراتها الدلالية المؤثرة بصريا على ديناميكية الاسلوب الذي يعكس حقبة زمنية، تشكل ازمة انسانية في بعدها التراجيدي مع الاحتفاظ بالقيم الجمالية للوحة، النابعة من الاحاسيس الفنية المجتمعة في رموز يصورها تعبيريا، لتكون بمثابة لغة تنتهج التحديث والتغير، والعودة الى نقطة الصراع الانساني والاحتكاك مع الطبيعة، وما تمثله من جمالية في نفس الانسان. لانها تحاكي الحدث تبعا لتجددها في خلق جدليات حياتية من خلال الموت والحياة البارز في طيات المعاني التي يحبكها صافي مع اللون والشكل والنظام الحركي لكل منهما في اللوحة .
متعة في اكتشاف اللوحة يمارسها المتامل لاعماله. اذ يجمع بين بنية المعنى، وبنية اللون ببرودة تتخللها حرارة بعض الالوان، وبعدها الانساني وبتحفيز يعكس الوعي لخلق تساؤلات فنية تستفز الرائي، وتتسرب الى وجدانه للمساهمة في فهم القيمة الجمالية ومميزاتها الفكرية، المشبعة بالالوان الانسانية ضمن رمزية كل لون مزجه بمعايير الحرارة والبرودة، والتحاور والتجاور للوصول الى المشاعر الداخلية، وحيويتها التي تنطق بوعي تكويني ذي تشكيل لا ينحصر بالمعنى الحسي فقط وانما بتعبيرات يتفاعل معها المتلقي. 
جذور يتمسك بها تشكيليا لتصبح سطوح لوحاته كالارض التي يعيش فيها بجمالية تسهم في ايصال رسالة انسانية يستبطن الشكل معانيها، لتتجلى قيم الحياة بشكل اعمق من الواقع الذي يحيله الى طير ينطلق محلقا في فضاءات ضيقة يحصرها باللون لابراز معطيات البقاء والوجود، ومقاومة الصراعات بالتمسك بالجذور من خلال شجرة تلتف كعاصفة ، بالاعتماد على البعد الجمالي.