عام >عام
حبوبه للدبس وبذوره لصناعة الأدوية.. تهافت على قطاف الخرّوب: "إجا مين يعرف قيمتو"
الجمعة 19 08 2022 18:06رمال جوني
حتى الأمس القريب، كان الخرّوب يصنع دبساً، وكان سوق «عسل الفقراء» محدوداً نسبياً، رغم فوائده الصحية المتعددة، وعادة ما كانت ثماره تترك على «أمّها» من دون أن يأبه لها المواطن، غير أنّ الحال تبدّل اليوم، فالتهافت على قطاف الخرّوب كبير جداً، إذ تحوّل تجارة مربحة جداً، بعدما تخطى سعر الكيلو الواحد الـ25 ألف ليرة لبنانية، وارتفع الطلب عليه للخارج، والسبب «دخوله في تصنيع الأدوية».
لطالما كان الخرّوب ينادي «على من يشتريه»، أما اليوم فالطلب كبير، وأكثر يتسابق المواطنون لضمان أشجار الخرّوب وقطافها وبيعها للتجار الذين ينشطون على الفايسبوك والواقع بحثاً عن الخرّوب وبأسعار مرتفعة، وما أسهم في اشتعال تجارة الخرّوب حاجة الناس إلى مصدر رزق جديد، يوفر لهم ظروفاً إقتصادية أفضل.
عادة ما كان شجر الخرّوب يزرع للزينة، لم تبال البلديات يوماً بتعزيز زراعة هذه الثمرة، ومن لجأ إليها كزينة، لم يهتم لقطافها، على عكس اليوم، إذ باتت مورداً إضافياً لها يدخل إلى خزينتها، فكل شجرة خرّوب تنتج 150 كيلو، والكيلو يباع بـ25 ألف ليرة أي أن كل شجرة تعطي 3 ملايين و750 ألف ليرة، فكيف إذا كانت مزروعة على طول طريق كلم!!!.
على طريق النبطية الفوقا في زوطر الشرقية، ينشغل العمال في قطاف ثمار الخرّوب، تتسابق الأيدي لإنجاز المهمة السهلة نوعاً ما، فهي ليست بصعوبة قطاف الزيتون، ولا بمرارة أوراق التبغ، جلّ ما يحتاجه العامل هو ضربة عصا خفيفة. عشرات العمال ينتشرون لإنجاز المهمة الموكلة إليهم، فعبد الحسن يريد الانتهاء سريعاً من العمل لبيع المحصول لأحد التجار لتصديره إلى أفريقيا، ويؤكد ارتفاع الطلب على الخرّوب نظراً لدخوله في صناعة الأدوية، فالتجار بالجملة يجوبون المناطق والقرى هذه الأيام على حدّ قوله، ومن المتوقع أن يرتفع السعر، ولا ينكر أهمية هذه الشجرة، وقد عانت الإهمال لسنوات طويلة، ولكن «إجا مين يعرف قيمتها».
لن تذهب حبوب الخرّوب الى المعصرة كالمعتاد، ولن تتحول دبساً أو عسل الفقراء، إلا بكميات قليلة جداً