بأقلامهم >بأقلامهم
الدنيا زائلة، لا يركن إليها!
جنوبيات
إلى من صال وجال وتماهى مع الجبال. إلى من اختال ومال وكان كأعور الدجّال.
إلى من جاف البال ونادى بصوت عال وحار بالجواب على كنه السؤال.
أقول لك مهلًا، لا أهلًا ولا سهلًا، واسمع النصيحة ممّن عن دناءة الدنيا تخلّى... سلْ نوحًا عن ألف سنةٍ قضاها في الأرض، يخبركَ أنّ العمرَ قصير مهما طال.
سلْ سليمان عن الغِنى وقد ملكَ الأرضَ من مشرقها إلى مغربها بجِنّها وإنْسِها ودوابها، يخبرك أنّ الإنسان فقير مهما ملكَ.
سلْ داودَ عن القوّة وقد أُلينَ له الحديد، يخبركَ أنّ الإنسان ضعيفٌ مهما بلغت قوّته.
سلْ فرعون عن البحر إذ أطبق عليه، يخبركَ أنّ طعم الملح أزال حلاوة المُلك.
سل النمرود عن البعوضة التي دخلت في رأسه، يخبركَ أنّ ذُلّ النّعال لم يترك له عِزًّا.
سل الطغاة والعصاةَ على حدّ سواء عن أبلغ درسٍ خرجوا به من الحياة، يخبروكَ جميعًا أن لا تركن إلى الدّنيا، فهي زائلة، وعن الخيرات مائلة.
فيا حكّام الأرض بالطول والعرض، وبالجبر والفرض، هل اتّعظتم من قارون الذي خسفت فيه البسيطة؟
وهل فهمتم معنى طوفان نوح، وابنه الذي مات غرقًا ولم تنفعه القرابة المحيطة؟
وبالتالي هل أدركتم أنّ الدنيا بكلّ مباهجها ما هي إلّا "تجليطة"...