عربيات ودوليات >أخبار دولية
إيران لن تدخل الحرب والرئاسة في انتظار غزة
إيران لن تدخل الحرب والرئاسة في انتظار غزة ‎الجمعة 29 12 2023 10:19
إيران لن تدخل الحرب والرئاسة في انتظار غزة

جنوبيات

مع انتهاء سنة 2023 وما حملته من مشاكل ومصائب وويلات وأهمها الحرب في غزة، تتجه الانتظار إلى ما ستحمله سنة 2024 وارتباطها بتسويات يحكى عنها والسباق الدائر حول المدخل الذي سيؤمن هذه التسوية أكان عسكرياً أم دبلوماسيا. 
وفي ظلّ التطورات الأخيرة يبدو أن إيران لم تدخل في الحرب بطريقه مباشرة على الرغم مما حصل منذ أيام بمقتل القائد في "الحرس الثوري" رضي موسوي في سوريا، ومن رهان الكثيرين على أن هذا الحدث سيكون السبب الرئيسي في دخول إيران الحرب.
 ويبني أصحاب النظرية الأولى رؤيتهم اعتمادا على ما حصل في السابق عند مقتل قائد "حرس الثورة" الجنرال قاسم سليماني وتبني الولايات المتحدة بشكل علني اغتياله، حينها لم تدخل إيران مباشرة إلى الحرب بل اكتفت برد عبر منظمات تمولها أو تابعة لها، وباستهداف شكلي لبعض القواعد الأميركية في الشرق الأوسط وتحديداً في العراق. 
وعليه، ونظراً إلى أهمية سليماني، يمكن القول أن الردّ هذه المرة لن يكون مغايرا لما كان عليه في السابق وبالتالي فان طهران، على غرار الولايات المتحدة الأميركية، ستكتفي بما تقوم به حاليا ولن تصعد عبر اعتماد المواجهات المباشرة لان ذلك سيضر في مصالحها أكثر بكثير مما يتوقّعه البعض، خصوصا وإنها اليوم باتت المدخل الرئيسي لأي حلول يمكن أن تحصل، فهي التي تقدر أن تتحدث باسم المنظمات والمجموعات التي تقاتل في مختلف الميادين في اليمن أو العراق أو لبنان أو سوريا، ومن غير المرجح أن تعرّض هذا الواقع لأي خطر...
أما تزايد الحديث عن التسويات فمردّه إلى أن الإسرائيليين حاليا، وبالتحديد بنيامين نتنياهو وحكومته، يحتاجون الى انتصار ما يتحقق بعد اعتراف القادة العسكريين الإسرائيليين بأن الأهداف الكبيرة التي وضعت خلال حرب غزة لم تؤت ثمارها، على الرغم من الدمار الهائل الذي لحق بهذا القطاع، والإعداد الكارثية للقتلى المدنيين فيه، بحيث استمرت حركة حماس في استعراض قوتها العسكرية، في وقت يزداد الضغط الداخلي لإنهاء هذا الوضع الشاذ والخسائر الكبيرة في صفوف الجيش الإسرائيلي، والأضرار البالغة التي لحقت بالاقتصاد وبالحياة اليومية للإسرائيليين.
أما في ما خص الوضع اللبناني المرتبط بشكل وثيق بالوضع في غزة، فيمكن القول أن ما يُروى عن تسويات منفردة لا يرتبط إلى الواقع بصلة لان عملية الفصل ليست بالسهلة أن لم تكن مستحيلة، وجهود الأميركيين في هذا المجال لا يبدو أنها ستصل إلى النتيجة المتوخاة.
 وإذا كان الكلام عن ترسيم الحدود البرية لم يعد مجرد حلم فانه في المقابل سيكون من الصعب جدا التوافق حول هذا الملف إذا لم تنته الأمور في غزة، ولن يكون بمقدور الإسرائيليين ولا اللبنانيين التخلص منه بشكل منفرد. 
ويجب إلا ننسى أن الاستحقاقات في عام 2024 متلاحقة عند في الولايات المتحدة أو في "إسرائيل". وبالتالي فإن معالجة بهذا المستوى من الأهمية، لا يمكن حصوله إلا بضمانات مؤكدة لان أي تغيير في الإدارة سيطيح بما تم تحقيقه، ولا تزال تجربة الاتفاق النووي الذي انسحب منه الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب، حاضرة، بعد أن ضرب بعرض الحائط كل ما تم الاتفاق عليه خلال إدارة سلفه باراك اوباما.
واستطرادا يربط البعض مسألة الانتخابات الرئاسية اللبنانية بما سيتم التوافق عليه للوصول إلى التسوية المنتظرة، بحيث يوافق أي رئيس مقبل على النقاط التي ستحظى بدعم إقليمي ودولي لتنفيذها .ويراقب الجميع ما إذا كانت سنة 2024 هي المنتظرة للوصول إلى حلّ في المنطقة طال انتظاره.

المصدر : النشرة