بأقلامهم >بأقلامهم
"اليقين نبراس العمل"!
جنوبيات
رحم الله والدي وجعل مثواه الفردوس الأعلى من الجنّة، فقد كان وجهه الوضّاء لا يخلو من الابتسام على الدّوام إلّا فيما ندر، وكان يردّد هذه المقولة:
"الابتسامة أمرها عجيب"!
فعندما تشرق الشّمس لتبشّر بيوم جديد، ينتابنا الأمل بغد أفضل، ويغمرنا الحنين إلى زمن الوفاء. وعندما نسمع أغنية طربيّة، يأخذنا الشّوق إلى زهو الودّ وروابط الإخاء. وعندما تتسابق القلوب لترسل روائع الدّعاء، يسوقنا اليقين الى طلب الرّجاء. وعندما تغمرنا نشوة الابتسامة، يقودنا الحنين لماض تولّى، ولحاضر تجلّى، ولمستقبل عنوانه لا حول ولا قوّة إلّا بالله.
فالابتسامةُ أمرها عجيب، إنْ أهدَيتها لحبيبٍ شعرَ بالرّاحةِ، وإنْ أهدَيتها لعدوّ شعرَ بالنّدم، وإنْ أهدَيتها لمن لا تعرف أصبحَتْ صدقةً لكَ، وإن أهدَيتها لنفسِك منحَتْك قوّةً. والابتسامةُ كلمة بلا حروفٍ تُغني مَن يأخذ، ولا تُفقر مَن يُعطي، ولا تستغرق أكثر مِن لمْح البصر، لكنّ ذكراها تدوم طويلًا.
أدامَ الله الابتسامةَ على وجوهكم، واليقين في قلوبكم، والقناعة في عقولكم، والرّضى في صدوركم.
وما أجمل ما قاله النّبيّ العربيّ محمّد عليه أفضل الصلاة والسلام: "اماطتك الأذى عن الطريق صدقة. وتبسّمك في وجه أخيك صدقة ".
فكم نتمنّى في لبناننا الحبيب أن تعمّ الابتسامة على وجوه الشّعب المسكين، وأن تتغيّر الأحوال، فترتفع عنّا الغمّة، وتبعد عنّا النّقمة، وتعود إلى المواطن التعِب والمقهور الأمان والنّعمة.
فليس على الله المستحيل، ولعلّ معينَ فضله على لبنان يزيل القلق والتوتّر والانفلات. ولتكن الابتسامة عنوان الأمل، وليكن اليقين نبراس العمل، ولتكن الطمأنينة بطول الأجل دواء للعلل، كي لا ننبهر بأفعالنا على عجل.
من الله نطلب...