بأقلامهم >بأقلامهم
"التسونامي" اللبناني قادم.. المُتقاعدون يشعلون الفتيل؟
جنوبيات
لا شيء يصفُ عبقرية القيّيمين على الشأن اللبناني، حتى تكاد من فرط الذهول تعتقدُ أن أدمغتهم قد تّمت صناعتها وإنتاجها في كبرى مختبرات العالم، فمن فرط الذكاء السياسي والاقتصادي والرؤيوي لهؤلاء الجهابذة، بات أكثر من نصف سكان البلاد تحت خط الفقر المدقع، فشراء الخبز ومواد التغذية والوقود هو الهدف في الوقت الحاضر وفق ما يروي سمير (مواطن من بلدة برالياس) لموقع "جنوبيات".
إذ يؤكد سمير البالغ من العمر 60 عاماً، أنّ راتبه التقاعدي لا يكفي لشراء "دولابين مهترئة" لسيارته وفق ما يقول، حيث إنّه بحاجة إلى قرض من صندوق النقد الدولي للاستمرار حتى آخر الشهر، وهو الأمر عينه الذي تتحدّث به سامية (متعاقدة في التعليم من مدينة زحلة)، إذ إنّها تفكّر بترك مهنة التعليم بعد تعاقد لأكثر من عقد من الزمن والعمل في إنتاج المونة البلدية وبيعها والعمل في مؤسّسات خاصة، لأنّ الراتب بات أشبه بكوميديا هزلية مضحكة مقارنة مع سعر صرف العملة الحالي.
هذا المشهد المُتمثّل بانهيار اقتصادي واجتماعي يترافق مع تحضير لاعتصام وتظاهرة كبيرة جداً للمتقاعدين العسكريين اليوم، حيث التوجّه سيكون لرفع الصوت عالياً والتعبير عن حالة الغضب التي تمس شريحة كبيرة من اللبنانيين الذين ذاقوا طعم الفقر منذ بدء الانهيار منذ سنوات.
يتحدّث مصدر قيادي من الذين سيشاركون في الاعتصام والتظاهرات أن الرد على سياسات هذه الحكومة سيكون مُزلزلاً في الشارع، مُشبّهاً القيّمين على أمر المتقاعدين والناس عموماً بـ"الديناصورات"، التي انقرض الحس الانساني منها، ومؤكداً أنه بعد سرقة أموال الناس في المصارف بطريقة ممنهجة، تعمد هذه السلطة ولاعبو القمار فيها - وفق توصيفه – إلى ضرب المتقاعد والمواطن من خلال ضرائب تكسر ظهور الناس وتحرق أرواحهم.
ويتوعّد المصدر أنّ على هذه الحكومة والمعنيين بأمر المتعاقدين التفكير مليّاً وتطبيق الحلول التي قدّمناها قبل أنْ يندموا على اليوم الذي أطلّوا فيه على هذا العالم.